419
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.فهو من لَبْس الشبهات في مثل غَزْلِ العنكبوت .........

«فهو مِن لَبْس الشبهات في مثل غَزْلِ العنكبوت» .
في النهج : «نسج العنكبوت» .
وفي مختصر الشرح :
ونسج العنكبوت : مَثَل للاُمور الواهية ، ووجه التمثيل أنّ ذهن الجاهل إذا قصد حلّ مبهمة كثرت عليه الشبهات ، فيلتبس على ذهنه وجه الحقّ ، ولا يخلص إليه منها ، فمثله في الشبهات الواهية كالذباب في نسج العنكبوت ، لا يتمكّن على ضعفه أن يخلص منها ؛ انتهى ۱ .
وهو مبنيّ على أنّ اللَّبس بالفتح ، مصدر قولك : لبست عليه الأمر ألبس بمعنى خلطت ، فإن ثبت الفتح فقط ، وإلاّ احتمل أن يكون بالضمّ ، مصدر قولك : لبست الثوب ، والمعنى حينئذٍ : فهو من لبسه للشبهات كما يلبس الإنسان الثوب ليقيه الحرَّ والبردَ ، والدرع ليقيه ما يحذر منه ، والعلم والتقوى ليقياه ضررَ الجهل وعذابَ الآخرة في لباس مثل غزل العنكبوت الذي لا يقي الذباب الذي ينسجه ليتّقى به ولا غيره ؛ أو هو من لبسه لها في لباس مثل غزل العنكبوت بالنسبة إليه باعتبار أنّ لباسه واهٍ كهذا اللباس ؛ لأنّ النسج ينفع الذباب في الجملة . وعلى التقديرين يختلف معنى «من» . وكان هذا الوجه أحسنَ معنى من الفتح ، مع ما فيه من الإشعار باعتياد ذلك وتكريره ، وأنّه مع ذلك لا يتجاوز مثل ما شبّه به .
والإضافة على الفتح لاميّة ، وتحتمل البيان والوصفيّة ؛ فتأمّل . وعلى الضمّ من إضافة المصدر إلى مفعوله .

1.اختيار مصباح السالكين ، ص ۱۱۳ .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
418

۰.وإن نزلَتْ به إحدى المبهمات المعضلات هَيَّأَ لها حشوا من رأيه ، ثمّ قطع به ،

«وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هَيَّأ لها حشواً من رأيه ثمّ قطع» .
في مختصر الشرح : «المبهمات» : القضايا الملتبسة التي يدقّ فيها الحقّ ، و«الحشو» : الكلام الكثير لا فائدة فيه ؛ انتهى ۱ .
وفي القاموس : «الحشو» : فضل الكلام ۲ ، و«المعضلات» : الشدائد ؛ انتهى ۳ .
والمراد هنا ـ واللّه أعلم ـ : إذا نزلت به الاُمور المشتبهة ؛ من أبهم الأمر : إذا اشتبه ، أو المظلمة ؛ من قولهم : ليل بهيم ، أي أسود الشديدة ، أي الشديد أمرها وخطرها أو التخلّص منها ، أو الشديدة على الإنسان من حيث إشكالها .
و«الرأي» : الذي لا أصل له من كتاب أو سنّة ، كرأي المخالفين واستحسانهم . وقول بعض علمائنا ـ أعلى اللّه شأنهم وأنار برهانهم ـ : «على رأي» لا يتوهّم منه العمل بالرأي ، فإنّه ليس من هذا القبيل ، ونحوه الاجتهاد .
وقوله عليه السلام : «هَيَّأ لها حشواً من رأيه» ظاهرٌ في أنّ ذلك مستند إلى مجرّد رأيه .
وفي النهج بعد قوله : «قطع» لفظ «به» ۴ ، والمعنى : أنّ هذا المهيّئ للحشو يهيّئه أوّلاً ممّا لا طائل تحته ، ثمّ يجزم به ويفتي على وجه القطع . فهو تنبيه مع الذمّ على فساد وجه هذا القطع ، وأنّه عن غير علم وأساس تبتني عليه .

1.اختيار مصباح السالكين ، ص ۱۱۳ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱۷ (حشو) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۷ (عضل) .

4.هكذا أيضا في الكافي المطبوع وكثير من نسخه . والظاهر أنّ المصنّف رحمه اللّه قد اعتمد على نسخة اُخرى للكافي ليس فيها هذا المقطع .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 98341
صفحه از 715
پرینت  ارسال به