۰.وإن نزلَتْ به إحدى المبهمات المعضلات هَيَّأَ لها حشوا من رأيه ، ثمّ قطع به ،
«وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هَيَّأ لها حشواً من رأيه ثمّ قطع» .
في مختصر الشرح : «المبهمات» : القضايا الملتبسة التي يدقّ فيها الحقّ ، و«الحشو» : الكلام الكثير لا فائدة فيه ؛ انتهى ۱ .
وفي القاموس : «الحشو» : فضل الكلام ۲ ، و«المعضلات» : الشدائد ؛ انتهى ۳ .
والمراد هنا ـ واللّه أعلم ـ : إذا نزلت به الاُمور المشتبهة ؛ من أبهم الأمر : إذا اشتبه ، أو المظلمة ؛ من قولهم : ليل بهيم ، أي أسود الشديدة ، أي الشديد أمرها وخطرها أو التخلّص منها ، أو الشديدة على الإنسان من حيث إشكالها .
و«الرأي» : الذي لا أصل له من كتاب أو سنّة ، كرأي المخالفين واستحسانهم . وقول بعض علمائنا ـ أعلى اللّه شأنهم وأنار برهانهم ـ : «على رأي» لا يتوهّم منه العمل بالرأي ، فإنّه ليس من هذا القبيل ، ونحوه الاجتهاد .
وقوله عليه السلام : «هَيَّأ لها حشواً من رأيه» ظاهرٌ في أنّ ذلك مستند إلى مجرّد رأيه .
وفي النهج بعد قوله : «قطع» لفظ «به» ۴ ، والمعنى : أنّ هذا المهيّئ للحشو يهيّئه أوّلاً ممّا لا طائل تحته ، ثمّ يجزم به ويفتي على وجه القطع . فهو تنبيه مع الذمّ على فساد وجه هذا القطع ، وأنّه عن غير علم وأساس تبتني عليه .
1.اختيار مصباح السالكين ، ص ۱۱۳ .
2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱۷ (حشو) .
3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۷ (عضل) .
4.هكذا أيضا في الكافي المطبوع وكثير من نسخه . والظاهر أنّ المصنّف رحمه اللّه قد اعتمد على نسخة اُخرى للكافي ليس فيها هذا المقطع .