431
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
430

۸.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ ومحمّدُ بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، رَفَعَه ، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهماالسلام قالا:«كلُّ بدعةٍ ضَلالةٌ ، وكلُّ ضلالَةٍ سبيلُها إلى النار» .

قوله عليه السلام في حديث الفضل بن شاذان : (كلُّ بِدعَةٍ ضلالةٌ ، وكلُّ ضَلالةٍ سبيلُها إلى النارِ) .
كلامه عليه السلام شكل اقتراني من الشكل الأوّل ، ومقدّماته ونتيجته كلّها حقّ ؛ ففائدة العدول عن مثل قوله : «كلّ بدعة سبيلها إلى النار» من أوّل الأمر هي أنّ اللّه
سبحانه جعل الطريق الموصل إلى الجنّة طاعته واتّباع سنّة نبيّه صلى الله عليه و آله ، وجعل مخالفتهما طريقاً موصلاً إلى النار ، وهذا حقّ لا شبهة فيه ، فنبّه بقوله : «كلّ بدعة ضلالة» على أنّ المبتدع ضالّ عن طريق الحقّ ، وكلّ من ضلّ عن طريق الحقّ كان سلوكه طريقَ الضلالة سلوكاً لطريق موصل إلى النار ، ففي ذكر كونه ضلالة وأنّ كلّ ضلالة هذا شأنها ما ليس في كلّ بدعة سبيلها إلى النار من وضوح المقصود وسرعة تصوّره والتصديق به وتسليمه ، وإن أمكن استنباط هذا من البدعة ، لكنّه قد يمنع من أوّل الأمر أنّ كلّ بدعة سبيلها إلى النار ، فيحتاج إلى بيانه وإيضاحه بأنّها ضلالة ، وكلّ ضلالة هذا شأنها .
وهذا بالنسبة إلى من يحتاج في كلامهم عليهم السلام إلى دليل أو إيضاح ، وإلاّ فكلامهم حجّة وحقّ بأيّ صورة وقع ؛ على أنّ فائدة كون البدعة ضلالة وكلّ ضلالة هذا حكمها ۱ لكلّ أحد ولو في الجملة بالنسبة إلى البعض .
وفي كون الصغرى كلّيّة دلالة على أنّ كلّ ما يصدق عليه البدعة فهو ضلالة ، ومن لم يجعل كلّ بدعة حراما أو قسّمها إلى الأحكام الخمسة ، كأنّه نظر إلى أنّ المتعارف من البدعة والابتداع في كلامهم عليهم السلام هو ما يتعلّق بالعقائد والاُصول وما يكون ضلالة . والضلالة هنا مشعرة به ، وكذلك سبيلها إلى النار ؛ فتأمّل .
وهو إمّا بمعنى سبيل صاحبها ومبتدعها والعامل بها ، أو أنّ إضافة السبيل إلى ضميرها للملابسة ، والمعنى : موصل أو منتهٍ إلى النار .
وقد يؤيّد الأوّل ما يأتي في حديث آخر : «وكلّ ضلالة في النار» ۲ ، ولكن لاينافي الوجه الثاني . وكيف فسّرت البدعة فليس منها ما رجع إلى قواعد مأخوذة من الكتاب ومن كلامهم عليهم السلام ، وما وقع فيه الخطأ فهو من تقصير أو سهو ، فيجب التحفّظ لئلاّ يقع في البدعة أو ما يشبهها ؛ واللّه أعلم .

1.في «ج» : «شأنها» .

2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۵۶ ، باب البدع والرأي والمقاييس ، ح ۱۲ .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 97666
صفحه از 715
پرینت  ارسال به