439
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.قال : «إذا جاءكم ما تَعلمون ، فقولوا به ، وإن جاءكم مالا تَعلمون فها» وأهوى بيده إلى

قوله عليه السلام فيه : (وإنْ جاءَكم مالا تَعلمونَ فها ، وأهوى بيده إلى فِيه) .
معناه ـ واللّه أعلم ـ : فها هو هاهنا فخذوه منه ، أو فخذوه من هاهنا ، ويحتمل أن يكون إشارة إليهم ان اسكتوا إذا لم تعلموا ولا تنطقوا به .
والأوّل أظهر ، فإنّ هذا يستعمل في مثل التقيّة ، وما بعده من لَعْن أبي حنيفة قد ينافي التقيّة ، اللهمّ إلاّ أن يكون عرض ما يقتضيها ، أو كان ثمّ زال . وقد يؤيّده دلالة «ثمّ» على التراخي في لعن أبي حنيفة ، وإن كانت السابقة في قوله : «ثمّ قال : إذا جاءكم ما تعلمون ...» ظاهرها غير التراخي مع احتماله .
والأوّل أيضاً يحتمل التقيّة ، وهو الإشارة إلى أخذه من فيه عليه السلام .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
438

۰.فقال : «لا ، أما إنّك إن أصَبْتَ لم تُؤْجَرْ ، وإن أخْطَأتَ كذبتَ على اللّه عزّ وجلّ» .

۱۲.عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عنص ۵۷
عُمرَ بن أبانٍ الكلبيّ ، عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :
«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : كلّ بِدعةٍ ضَلالةٌ ، وكلّ ضَلالةٍ في النار» .

۱۳.عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن سَماعة بن مِهران ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، قال :قلت : أصلحك اللّه ُ، إنّا نَجتمعُ فنتذاكَرُ ما عندنا ، فلا يَرِدُ علينا شيءٌ إلاّ وعندنا فيه شيءٌ مُسَطَّرٌ ، وذلك ممّا أنعمَ اللّه ُ به علينا بكم ، ثمّ يَرِدُ علينا الشيءُ الصغيرُ ليس عندنا فيه شيءٌ ، فيَنظُرُ بعضُنا إلى بعضٍ ، وعندنا ما يُشْبِهُهُ ، فنقيسُ على أحسنه؟ فقال : «وما لكم وللقياس؟ إنّما هَلَك مَن هَلَكَ مِن قبلِكم بالقياس» ثمّ

وقوله عليه السلام : «لا» معناه : لا تفعل هذا ، فإنّك إن أصبت برأيك وقياسك وجهَ الحقّ ، بمعنى صادفته واتّفق لك ۱ ، لم تؤجر على هذه المصادفة ؛ من حيث إنّك أخذته من غير الوجه الذي اُمرت بأخذه منه ، وعدم الأجر لاينافي ثبوت العقاب بدليل آخر ، أو نخصّ ۲ هذا بما يفعله جاهلاً ، أو بما لا يترتّب عليه ما يترتّب على كونه أحد الثلاثة الذين في النار ، ونحو ذلك ممّا يناسب الجمع .
وقوله عليه السلام : «وإن أخطأت كذبت على اللّه » مجمل بالنسبة إلى وقوع الكذب وما يترتّب على الكذب على اللّه ، وكأنّه ترك إمّا لعلم حكم العمد منه وغيره ، وإمّا للاكتفاء به في الردع ونحو ذلك ، مع أنّ هذا غير مقامه إلاّ لقصد زيادة الردع ، وأبو بصير يكفيه هذا المقدار ، وذمّ أصحاب المقاييس في الحديث السابق ظاهر في أنّهم استعملوها مع العلم ، أو لأنّهم فعلوها فاستحقّوا الذمّ المتقدّم لذلك ، والسائل لم يفعل ؛ فالمقامان متفاوتان ، واللّه أعلم .
[قوله :] في حديث سَماعة بن مِهران : (ثمّ يَرِدُ علينا الشيءُ الصغيرُ ليس عندنا فيه شيءٌ ، فينظرُ بعضُنا إلى بعضٍ ، وعندنا ما يُشْبِهُهُ ، فنَقيسُ على أحسَنِه؟ فقال : «ومالكم وللقياس؟ إنّما هَلَكَ من هَلَكَ من قَبْلِكم بالقياسِ») .
حاصل كلام الراوي أنّه يرد علينا الشيء السهل الذي لم يصل إلينا فيه شيء عنكم ، و«الصغير» عبارة عن كونه ليس من الاُمور المهمّة المشكلة التي يترتّب عليها ما يترتّب على غيرها من الأحكام ، ومع كونه صغيرا نحتاط فيه ونقيسه على ما هو أشدّ مناسبة به وربطاً ، فأجابهم عليه السلام بأنّه لا يجوز لهم القياس في هذا ولا في غيره بقوله : «ومالكم والقياس» بمعنى أي شيء ثبت لكم وللقياس بحيث يجمعكم معه في هذا الفعل ما يسوغ لكم العمل به ، إنّما هلك من هلك قبلكم بالقياس .
والظاهر أنّ المراد بمن قبلهم إبليس باعتبار «قبلكم» ولا يحضرني من قاس من الاُمم الماضية ليكون مشاركاً لإبليس في الهلاك ، فإنّ «من قبلكم» قد يشعر بغير إبليس أيضاً .
ويحتمل أن يكون المراد أبو حنيفة وأضرابه ، أو هم مع إبليس ، والقبليّة للمخاطبين .
وهذا على تقدير أن يكون «قَبْل» بفتح القاف ، فسكون الموحّدة ، كما هو الظاهر .
ويحتمل أن يكون بكسر القاف وفتح الموحّدة ، بمعنى : جهتكم وناحيتكم ، ويكون المراد به من استعمل القياس في جهتهم ؛ فـ «من» حرف جرّ على التقديرين ، ويحتمل بعيداً الموصوليّة والبدل فيهما .
وفي التعبير بـ «هلك من هلك»تفضيع بتكرير الهلاك، وزيادة زجر عن القياس.

1.في «ج» : + «ذلك» .

2.في «ب ، ج » : «يخصّ» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 97528
صفحه از 715
پرینت  ارسال به