441
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۱۵.محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«إنّ السنّةَ لا تُقاسُ ،

قوله عليه السلام في حديث أبان بن تغلب : (إنّ السنّةَ لا تُقاسُ ، ألا ترى أنّ المرأةَ تَقضي صومَها ولا تقضي صلاتَها ؟ ياأبان ، إنّ السنّةَ إذا قيسَتْ مُحِقَ الدينُ) .
الذي يظهر أنّ معنى كلامه عليه السلام ـ واللّه أعلم ـ بيان أنّ وجه الحِكمة في أحكامه تعالى ونحوها لا تدركه العقول ليؤخذ بالقياس ، وإذا لم يعلم وجه الحكمة من جهة العقل فقياس شيء على شيء غير معقول ؛ لأنّ كلّ واحد من المقيس والمقيس عليه مع عدم العلم بوجه كلّ واحد منهما إلاّ من جهة الشرع ، كيف يحكم عليه بحكم يتحقّق ويحصل بمجرّد القياس ، مع أنّا نرى أشياء مع اختلافها قد تتّفق في الحكم ، ومع اتّفاقها قد تختلف فيه ؛ فكيف مع ذلك يجوز لنا أن نقيس شيئاً لم نعلم حُكمه على شيء علمنا حُكمه ولم نعلم وجه الحِكمة ۱ فيهما ۲ .

1.في «ب» : «الحكم» .

2.في «ج» : «فيها» .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
440

۰.فيه ، ثمَّ قال : «لَعَنَ اللّه ُ أبا حنيفةَ ، كان يقول : قالَ عليٌّ وقلتُ أنا ، وقالت الصحابة وقلت» ثمَ قال: «أكُنْتَ تَجلسُ إليه؟» فقلتُ: لا، ولكن هذا كلامُه. فقلت: أصلَحَكَ اللّه ُ، أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله الناسَ بما يَكتفون به في عهده؟ قال : «نعم ، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة» . فقلت : فضاعَ من ذلك شيء؟ فقال : «لا ، هو عند أهلِه» .

۱۴.عنه ، عن محمّد ، عن يونس ، عن أبان ، عن أبي شيبةَ ، قال :سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «ضَلَّ عِلْمُ ابن شُبْرُمَةَ عند الجامعة ، إملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله وخطّ علي عليه السلام بيده ، إنَّ الجامعة لم تَدَعْ لأحد كلاما ، فيها علمُ الحلالِ والحرامِ ، إنّ أصحابَ القياس طَلَبوا العلمَ بالقياس ، فلم يَزدادوا من الحقّ إلاّ بُعدا ، إنَّ دينَ اللّه ِ لا يُصابُ بالقياس» .

قوله عليه السلام فيه : (لَعَنَ اللّه ُ أبا حنيفةَ ، كان يَقولُ : قال عليٌّ وقلتُ۱، وقالِت الصحابةُ وقلتُ) .
معناه أنّه كان يقول بخلاف قول عليّ عليه السلام وبخلاف قول الصحابة ، مع أنّ كلامهم عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وكلامه عن رأيه وقياسه ، وهذا الذي يقتضيه المقام واللعن ، لا أنّ قولهم كان بدعواه عن اجتهاد كاجتهاده .
(ثمّ قال : أكُنْتَ تَجلسُ إليه؟ فقلت : لا ، ولكن هذا كلامُه) أي هذا الذي ذكرته من قوله : «قال عليّ ... » كلام أبي حنيفة .
وقوله عليه السلام فيه : (فقال : لا ، هو عند أهله) معناه : ما ضاع منه شيء ، ولكنّه محفوظ عند أهله ، وهم الأئمّة عليهم السلام ، وهو ظاهر .
قوله عليه السلام في حديث أبي شيبة : (ضَلَّ علمُ ابن شُبْرُمَةَ عند الجامعة) . يأتي في باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة : قلت : جعلت فداك وما الجامعة؟ قال : «صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وإملاؤه من فلق فيه وخطّ عليّ بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج الناس إليه حتّى الأرش في الخدش» ۲ .
وفي حديث آخر من الباب : «طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج» الحديث ۳ .
وفي القاموس : «الفالج» : الجمل الضخم ذوا السنامين يُحمل من السِنْد للفحلة ۴ .

1.في الكافي المطبوع : + «أنا» .

2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ ، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر و ... ، ح ۱ .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۴۱ ، باب فيه ذكر الصحفية والجفر و ... ، ح ۵ .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۰۳ (فلج) .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 97521
صفحه از 715
پرینت  ارسال به