453
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۲۲.عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، مرسلاً ، قال :قال أبو جعفر عليه السلام : «لاتَتّخِذوا من دون اللّه وليجةً فلا تكونوا مؤمنين ، .........

قوله عليه السلام في حديث قُتَيْبَة : (لا تَتَّخِذُوا مِنْ دُوِن اللّه ِ وَليجةً فلا تَكونوا مؤمنينَ ، فإنّ كلَّ سببٍ ونَسَبٍ وقَرابةٍ ووَليجَةٍ وبِدعَةٍ وشُبهَةٍ مُنقَطِعٌ إلاّ ما أثْبَتَه القرآنُ) .
في غريب القرآن في معنى الوليجة : كلّ شيء أدخلته في شيء ليس منه ، فهو وليجة فيه ، والرجل يكون في القوم وليس منهم ، فهو وليجة فيهم . وقوله جلّ وعزّ : « وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِى وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً »۱ أي بطانة ودخلاً من المشركين يخالطونهم ويودّونهم ؛ انتهى ۲ .
وفي الصحاح : وليجة الرجل : خاصّته وبطانته ۳ .
فالمعنى ـ واللّه أعلم ـ : أنّكم لا تدخلوا في اُمور الدين وأحكامه وما يتعلّق بمعرفته تعالى وما يعتمدون عليه في أمر دينكم واعتقادكم وما يجب عليكم الأخذ والعمل به ونحو ذلك ممّا فرضه اللّه عليكم وأمركم به ونهاكم عنه بواسطة أنبيائه ورسله وأوصيائهم عليهم السلام شيئاً ليس منه ؛ لأنّ كلّ ما تدخلونه ممّا كان من دون اللّه منقطعٌ لا يفيدكم ارتكابه وإدخاله شيئاً سوى الإثم وسلب الإيمان ؛ فإنّ الإيمان باللّه يُنافيه إدخال مالم يجز إدخاله فيما أمر به ونهى عنه ، وذلك بخلاف ما أثبته القرآن ، فإنّه سبب لا ينقطع ، وموصل إلى ما أمر اللّه به وإلى رضاه ونحوه ممّا تقدّم .
ونفي الإيمان له مراتب تترتّب على اتّخاذ الوليجة ، فقد يكون اتّخاذها مقتضياً لسلبه بمعنى الإسلام ، وقد يكون مقتضياً لسلبه بمعنى الإيمان الخاصّ ، وقد يكون مقتضياً لسلب كماله ، فالمؤمن الكامل من لا يتّخذ وليجةً من دون اللّه أصلاً ولا سبباً سوى ما ثبت بالقرآن على لسان نبيّه صلى الله عليه و آله ، ولا ينافيه ما ثبت بالسنّة ، فإنّ في القرآن تبيانَ كلّ شيء ولكنّ البيان قد يكون من النبيّ واُمنائه عليهم السلام .

1.التوبة (۹) : ۱۶ .

2.تفسير غريب القرآن ، ص ۱۶۱ .

3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۴۸ (ولج) .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
452

۲۱.عليٌ ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ ، عن قُتيبةَ ، قال :سأل رجلٌ أبا عبداللّه عليه السلام عن مسألةٍ، فأجابَه فيها ، فقال الرجل : أرأيتَ إن كان كذا وكذا ما يكونُ القولُ فيها؟ فقال له : «مَهْ ، ما أجَبتُك فيه من شيء فهو عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لسنا من أرأيتَ في شى ءٍ» .

[قوله] في حديث قُتَيْبَة : (قال : سألَ رجلٌ أبا عبداللّه عليه السلام عن مسألةٍ فَأجابَه فيها ، فقالَ الرجلُ : أرأيتَ إن كانَ كذا وكذا ما كانَ يَكونُ۱القولُ فيها؟ فقال له : مَه ، ما أجَبتُك فيه من شيءٍ فهو عن رسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، لَسْنا من «أرَأيتَ» في شيءٍ) .
لمّا قال له السائل : «أرأيت إن كان كذا وكذا» كان معناه أنّها لو كانت كذا وكذا ما كان رأيك فيها ۲ ؟ وهذا يدلّ على أنّ السائل كان معتقداً أو ظانّاً أنّ ما أجابه عليه السلام به كان عن رأي ، فقال له عليه السلام ما حاصله : مَهْ ، أي اكفف عن هذا الكلام ، فإنّ ما أجبتك به ليس صادرا عن الرأي ، بل هو عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ولسنا من قولك : «أرأيت» المقتضي لأنّا نجيب بالرأي ـ كما يفعله أهله ـ من شيء ، بمعنى أنّه ليس عندنا منه شيء ، فلو قال له الرجل : «لو كان كذا وكذا» من دون قوله «أرأيت» لأجابه عليه السلام بما يقتضيه سؤاله ولم يزجره ، ويحتمل أن يكون بعد هذا أجابه .
فإن قلت : «أرأيت» بمعنى أخبرني ، والرأي هنا لا دخل له .
قلت : نعم ، هو في الأصل كذلك ، ولكن سياق الكلام هنا يظهر منه ما ذكرته ، فكان استعمالها فيما يدلّ على معنى الرأي من السائل ، فأجابه عليه السلام بما أجاب ، أو أنّه عليه السلام لشدّة كراهته الرأي لمّا سمع منه هذا تغيّرت ۳ نفسه منه ، فأجابه بذلك ، أو أنّه هنا بمعنى أخبرني برأيك .
والظاهر أنّ ضمير «لسنا» ليس للتعظيم وإن كانوا عليهم السلام أهله ، بل لإفادة معنى : لسنا أهل البيت ونحوه من الرأي في شيء ؛ واللّه أعلم .

1.في الكافي المطبوع وبعض نسخه : «ما يكون» بدل «ما كان يكون» . وفي بعض نسخ اُخرى من الكافي و بصائر الدرجات ، ص ۳۰۰ ، باب في الأئمّة أنّ عندهم اُصول ، ح ۸ : «ما كان يكون» كما في المتن .

2.في حاشية «ألف ، د» : «أ رأيت» وإن كان بمعنى «أخبرني» لكنّه يشعر بما ذكرته ؛ فتدبّر (منه) .

3.في «ألف ، ج » : «نفرت» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 77868
صفحه از 715
پرینت  ارسال به