531
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۱۱.عليُّ بن محمّد ، عن أحمدَ بن محمّد البرقيّ ، عن عليّ بن حَسّان ؛ ومحمّد بن ص ۷۱
يحيى عن سَلَمَةَ بن الخَطّابِ ، عن عليّ بن حَسّان ، عن موسى بن بَكْرٍ ، عن زُرارةَ بن أعْيَنَ ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :
«كلُّ من تَعَدَّى السنَّةَ رُدَّ إلى السنّةِ» .

قوله عليه السلام في حديث زرارة : (كُلُّ مَن تَعَدّى السنّةَ رُدَّ إلى السنّة ِ) . تعدّى السنّة : ترك ما هو مقرّر من جهة السنّة وتجاوزه ، سواء كان بتركها ، أم الزيادةِ فيها ، أم النقيصةِ ، أم بنحو ذلك ، فيدخل فيه العمل بالرأي والقياس والاستحسان التي لا ترجع إلى السنّة ونحو ذلك ، وكلّ مالم يكن راجعاً إلى السنّة فهو بدعة ، يجب على من يمكنه ردُّ صاحبها أن يردّ عنها إلى السنّة بالشروط المعتبرة في نحو ذلك . وهو ظاهر .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
530

۱۰.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن النَّضْر ، عن عَمْرِو بن شِمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :قال : «ما من أحدٍ إلاّ وله شِرَّةٌ وفَتْرَةٌ ، فمن كانَتْ فَتْرَتُه إلى سنّةٍ فقد اهْتَدى ، ومن كانت فَتْرَتُه إلى بِدْعَةٍ فقد غَوى» .

قوله عليه السلام في حديث جابر : (ما من أحدٍ إلاّ وله شِرَّةٌ وفَتْرَةٌ ، فمن كانَتْ فَترَتُه إلى سنّةٍ فقد اهتدى ، ومن كانت فَترَتُه إلى بِدعَةٍ فقد غوى) .
«شرّة» في بعض النسخ بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء وبالتاء . وعن ۱ النهاية : الشرّة : النشاط والرغبة ۲ . وفي القاموس : شِرة الشباب بالكسر : نشاطه ۳ ، وفي الصحاح : حرصه ونشاطه ، والشرّة مصدر الشرّ ۴ .
وفي بعض النسخ «شَرَه» بفتحتين مع التخيف والهاء . وفي الصحاح : الشره : غلبة الحرص ۵ . وعن القاموس : شره ـ كفرح ـ غلب حرصه ۶ .
وفتر يفتر : سكن بعد حدّته ۷ .
ولا يخفى أنّ الأوّل وهو «الشرّة» بالتاء أنسب بالمقام ، والثاني يحتاج إلى التوجيه بما يرجع إلى الأوّل .
والمعنى ـ واللّه أعلم ـ أنّ كلّ إنسان لا بدّ له من حدّة ونشاط في وقت شبابه ، ثمّ بعد ذلك تسكن الحدّة والنشاط ، فإن استقرّ ذلك النشاط وتلك الحدّة على العمل بالسنّة وكانا منتهيين به إليها فكانت غاية ذلك ، فقد اهتدى صاحب الشرّة ، وإن استقرّا و سكنا منتهيين به إلى بدعة فقد غوى ؛ نسأل اللّه العفو والعافية . أو المعنى : أنّ كلّ إنسان لا بدّ له من حدّة وغضب وسكون بعدهما ، فإن كانت فترته منتهية إلى سنّة ، كأن يكون سبب سكون غضبه وحدّته نهيه نفسه عن ذلك ، وتأمّلَه ما يقتضي الرجوع عنه إلى الذي هو موافق للسنّة ، فقد اهتدى . وإن كانت فترته إلى بدعة ، كأن يكون سبب سكونه ارتكابَ ما هو مخالف للسنّة من قتل وضرب لا يجوزان ونحو ذلك ، فقد غوى .
والتقييد بعدم الجواز لأنّ مثل القتل والضرب قد يكون سنّة .
ويحتمل وجهاً آخر ، وهو أن يكون المعنى : ما من أحد إلاّ وله توجّه واهتمام بتحصيل شيء ، فيحصل له بذلك نشاط وحدّة لأجل تحصيله ، فإذا حصّله سكن النشاط والحدّة ، فإن كان ما توجّه إليه بذلك وسكنت بتحصيله نفسُه سنّةً ، فقد اهتدى ، وإن كان بدعةً ، فقد غوى .
وعلى كون «الشرّة» مصدر «الشرّ» يمكن أن يكون المعنى : أنّه ما من أحد إلاّ وفيه حدّة ومبدأ شرّ ، فإذا تحرّك بسبب ذلك ثمّ سكن نفسه ونهاها بما يوافق السنّة ، فقد اهتدى ، وإن أعطاها هواها ، فسكنت على ما هو بدعة ، فقد غوى .
وقد يرجع هذا إلى بعض ما تقدّم ، ويمكن اعتبار المغايرة في الجملة .
ولا يخفى عليك الأنسب من هذه ۸ الأوجه بالسنّة والبدعة والهداية والغواية ؛ واللّه تعالى أعلم .

1.في حاشية «ألف ، د» : في كلّ موضع يذكر فيه «عن» في مثل «عن القاموس؛ عن الصحاح ، عن النهاية» رأيته مسندا إليها ، ولم يحضرني في ذلك الوقت الكتاب المنقول عنه (ألف : منه)؛ (د : منه دام ظلّه العالي) .

2.النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۵۸ (شره) .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۵۷ (شرّ) .

4.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۹۰ (شرّ) .

5.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۳۷ (شره) .

6.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۸۶ (شره) .

7.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰۷ (فتر) .

8.في «ج» : «هذا» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 97017
صفحه از 715
پرینت  ارسال به