باب أدنى المعرفة
في حديث الفتح بن يزيد ۱
قوله عليه السلام : (الإقْرارُ بأنّه لا إلهَ غيرُه ...) .
لابدّ في التوحيد من الإقرار بجميع هذه الأشياء ؛ لأنّ نفي الشريك لاينفي الشبيه ، ونفي الشبيه لاينفي النظير ؛ لأنّ المتشابهين لابدّ وأن يكون فيهما وجها شبه تامٍّ ، والنظيرين أعمّ ، ثمّ اعتقادِ ۲ أنّه قديم .
قوله عليه السلام : ([وأنّه قَديمٌ] مُثْبَتٌ ، موجودٌ ، غَيْرٌ فَقيدٍ) .
صفاتٌ ۳ للقديم يؤكّد بعضها بعضا ، ولهذا لم يقل «وأنّه» ۴ فيها ، وأتى بها في «أنّه ليس كمِثْلِه شَيْءٌ» ؛ لأنّ القدم قد يطلق على العدم ، كما يقال : العدم سابق على الوجود ، والعدم ليس له نهاية ، فيكون قديما .
قوله عليه السلام : (وأنّه ليس كمِثْلِه شَيْءٌ) .
دَفْعٌ لما قد يتوهّم من أنّ المراد من «لا إله غيره» أنّه لا إله لمخلوق خاصّ ، لا لجميع المخلوقات . وتقريره : أنّه لوكان إلها آخر لمخلوق آخر ، لزم أن يكون مثله ، فلمّا نفينا مثله انتفت جميع الآلهة ؛ ضرورة انتفاء الملزوم عند انتفاء اللازم .
1.الكافي ، ج۱ ، ص۸۶ ، ح۱ .
2.عطف على «الإقرار» .
3.أي الكلمات «مثبت» ، «موجود» ، «غير فقيد» صفات لقوله : «قديمٌ» .
4.أي لم يقل : وأنّه مثبت وأنّه موجود وأنّه غير فقيد ، فضمير التأنيث في «فيها» راجع إلى الصفات . والضمير في «بها» راجع إلى كلمة «أنّه» .