569
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

في حديث الفُضَيْل بن يَسار ۱

قوله عليه السلام : (إنَّ اللّه َ لا يُوصَفُ ...) .
أي لا يمكن وصفه بوصف يليق بجلاله ، بحيث يعتقد أنّه ليس له وصْفٌ أعظم من ذلك ، بقرينة قوله عليه السلام : (فَلا يُوصَفُ بقَدَرٍ إلاّ كانَ أعْظَمَ من ذلك) ، لا مطلقا ؛ لجواز وصفه بما وصف به نفسه ، كما يدلّ عليه ظاهر الأحاديث السابقة . أو يكون معنى «إنّ اللّه لا يوصف» : لا يجوز أن يوصف بغير ما وصف به نفسه ، بقرينة الأحاديث السابقة .

باب النهي عن الجسم والصورة

في حديث عليّ بن أبيحمزة ۲

قوله عليه السلام : (سبحانَ من لا يَعْلَمُ۳كيْفَ هُوَ إلاّ هُوَ) .
كيفيّة الشيء لا تعلم إلاّ بعد الإحاطة بجميع صفاته ، ولمّا كانت الصفات لا يعلمها إلاّ اللّه تعالى ، امتنع العلم بالكيفيّة ، ولمّا كان ربما يتوهّم من هذا الكلام أنّه إذا كان كذلك فلا يمكن سلب شيء عنه ، ولا إثبات شيء له ، دَفَعَ عليه السلام هذا التوهّم ، فنفى عنه بعض الصفات ، وأثبت له بعضها ، فقال : (ليس كمِثْلِه شيءٌ ...) .

1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۰۳ ، ح۱۱ .

2.الكافي ، ج۱ ، ص۱۰۴ ، ح۱ .

3.في الكافي المطبوع : + «أحد» .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
568

في حديث أبي حمزة ۱

قوله عليه السلام : (لَوِ اجْتَمَعَ أهلُ السماواتِ۲والأرضِ أنْ يَصِفُوا اللّه َ بعَظَمَتِهِ لَمْ يَقْدِرُوا) .
المعنى ـ واللّه أعلم ـ : أنّ صفات اللّه تعالى غير متناهية ، ولا تدركها ولا بعضَها أوهام أهل السماوات والأرض ، لكن لو أمكنهم إدراكها وأرادوا أن يصفوه بجميعها ، لَما أمكنهم ؛ لعدم تناهيها .
أو أنّ المعنى أنّ وصفه تعالى غير مقدور بسبب عظمته ؛ لأنّه أعظم من أن يدركه وهم ، فكيف يوصف من لا يتوهّم ؟ !
وهذا الوجه وإن كان أقرب ؛ لسلامته من التجوّز ، لكن يدفعه كون الكناية أبلغَ من الصريح .

في حديث إبراهيم بن محمّد الهمداني ۳

قوله عليه السلام : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ ...) .
أي لو كان جسما أو صورة لَزِمَ أن يكون له مِثْل ، وقد دلّت الآية الشريفة على سلب المثل عنه ، وعلى أنّه سميع وبصير ، فلا يلزم من كونه سميعا وبصيرا أن يكون جسما أو صورة ، كما ذهبوا إليه ؛ لأنَّ الدالّ على كونه سميعا وبصيرا دالّ على نفي المِثل عنه ، فهو سميع بصير بلا حاسّة سمع وبصر .

في حديث سَهْل ۴

قوله عليه السلام : (وهذا عَنكم مَعْزُولٌ) .
أي علْم ما ينبغي أن يقف عليه ، ولا يتجاوز إلى غيره غير مكلّفين به ؛ لأنّ
صفاته تعالى لا يُدركها غيره ، بل هو موصوف بهذه الصفات الثبوتيّة والسلبيّة التي وصف بها نفسه ، وهي (واحِدٌ أحَدٌ ...) .
ويحتمل أن يكون معنى قوله عليه السلام : «وهذا عنكم معزول» القولَ بأنّه جسم أو صورة عنكم معزول ، ويكون قوله عليه السلام : «اللّه واحد أحد ...» دليلٌ ۵ عليه ، وهو ظاهر ؛ واللّه أعلم .

1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۰۲ ، ح۴ .

2.كذا في بعض نسخ الكافي ، وفي الكافي المطبوع وكثير من نسخه : «السماء» .

3.الكافي ، ج۱ ، ص۱۰۲ ، ح۵ .

4.الكافي ، ج۱ ، ص۱۰۳ ، ح۱۰ .

5.كذا ، والصحيح : «دليلاً» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 95765
صفحه از 715
پرینت  ارسال به