في حديث جُمَيْعِ بن عُمَيْرٍ ۱
قوله عليه السلام : (أيُّ شيءٍ اللّه أكْبَرُ ...) .
لمّا سأله عليه السلام عن معنى «اللّه أكبر» وأجابَه السائل بأنّ المعنى (اللّه أكبرُ من كلِّ شيءٍ) ، استفهم عليه السلام منه بطريق الإنكار ، فقال : (وكانَ ثَمَّ شيءٌ فيكونَ أكْبَرَ مِنْه ؟) ، أي هذه الصفة أزليّة ، ويلزم من جعلك إيّاها بمعنى التفضيل إثباتُ شيء في الأزل سواه ليكون مفضّلاً عليه ، ولا أزليَّ غيره تعالى ، ف «أفعل» ليس للتفضيل .
ولمّا ظهر من هذا أنّ «أكبر» ليس للتفضيل ، وأنّه بمعنى «كبير» سأله السائل عن حقيقة الكبير ، فقال : (وما هو ؟) فأجابه عليه السلام بقوله : (اللّه ُ أكبرُ من أنْ يُوصَفَ) ، أي إنّ صفاتِ اللّه عين ذاته ، وهو تعالى أكبر من أن يوصف ، أي منزّه عن الوصف ، فصفاته كذلك ؛ فكيف تسأل عن حقيقتها .
في حديث هشام بن الحَكَم ۲
(قال : سألتُ أباعبداللّه عليه السلام عن «سبحانَ اللّه » ، فقال : «أنَفَةٌ للّه ِِ» ) .
في القاموس : أنِفَ ـ كفرح ـ أنَفا وأنَفَةً ـ محرّكتين ـ : استنكف ۳ .
وفيه : نَكِفَ عنه ـ كفَرِحَ ونَصَرَـ : أنِفَ منه وامتنع ، وهو ناكفٌ ؛ ومنه ـ كفرح ـ : تَبَرَّأ ۴ .
وفيه : واستنكف : استكبر . ۵
فمعنى قوله عليه السلام : «أنفةٌ للّه ِ» أي تبرُّءٌ من العبد ثابت للّه عمّا لا يليق بجنابه . وبهذا فسّره صاحب القاموس ، فقال : وسبحانَ اللّه : تنزيها للّه من الصاحبة والولد ، معرفةٌ ، ونُصِبَ على المصدر ، أي أُبَرِّئُ اللّه من السوء برآءة . ۶
وبهذا أيضا فسّره عليه السلام في حديث هشام الجواليقي حين سألَه (عن قول اللّه عزّوجلّ :« سُبحانَ اللّه ِ»۷ما يُعْنى به ؟ قالَ : تَنْزيهُهُ) . ۸ ولوكان المعنى استكبار للّه أو امتناع ۹ ، لقرب من هذا المعنى .
1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۱۸ ، ح۹ .
2.الكافي ، ج۱ ، ص۱۱۸ ، ح۱۰ .
3.القاموس المحيط ، ج۳ ، ص۱۱۹ (أنف) .
4.القاموس المحيط ، ج۳ ، ص۲۰۲ (نكف) .
5.القاموس المحيط ، ج۳ ، ص۲۰۲ (نكف) .
6.القاموس المحيط ، ج۱ ، ص۲۲۶ (سبح) .
7.يوسف (۱۲) : ۱۰۸ ؛ المؤمنون (۷۳) : ۹۱ ، ومواضع أُخر .
8.الكافي ، ج۱ ، ص۱۱۸ ، ح۱۱ .
9.كذا .