627
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

في حديث إسماعيل بن قُتَيْبَةَ ۱

قوله عليه السلام : (الدالِّ على وجودِه بخَلْقِه ...) .
أي وجود الخلق الحادث دالٌّ على أنّ له خالقا ، فقد دلَّ الوجود عليه تعالى ، وكذا دلَّ كون كلّ حادث محتاجا إلى علّة على قدمه ، وهو ظاهر .
قوله عليه السلام : (المُسْتَشْهدِ) .
الظاهر أنّه بالبناء للمفعول .
قوله عليه السلام : (والحِجابُ بينَه وبينَ خَلْقه ...) .
أي كون جميع المرئيّات ـ التي يمكن مشاهدتها وتتمكّن في الذوات ، أي يصدّق بها بعد تصوّرها ـ مخلوقةً دالّةٌ على أنّه تعالى منزّه عن أن يرى ؛ لأنّه ممتنع من هذه الممكنات .
قوله عليه السلام : (أزَلُهُ نُهْيَةٌ لمَحاوِلِ۲الأفكارِ) .
«النهية» بالضمّ : اسمٌ من نهى ، ضدّ أمر وغاية الشيء وآخره كالنهاية ، وحاولت له بصري : حدّدته ؛ القاموس . ۳
والمعنى ـ واللّه أعلم ـ أنّ من حدّد فكره وأنعم النظر ، فغاية فعله العلم بأنّه تعالى أزليّ ؛ أو أنّ كونه أزليّا ينهى محاول الأفكار ومحدّدها عن الوقوف له تعالى على صفة من صفات المخلوقين ؛ أو لأنّ جميع الصفات متغيّرة بالشدّة والضعف والزوال والتغيّر ، وهو ينافي الأزليّة .
ويحتمل كون «محاول» جمْعَ مَحالة ، وهي البكرة العظيمة ؛ فليتأمّل .
قوله عليه السلام : (ودَوامُه رَدْعٌ لطامِحاتِ۴العقول) .
أي إنّ العقول لا تصل إلى كنه صفاته تعالى ؛ لأنّ كلّ ما تدركه زائل ، وهو تعالى دائم ، فداومه هو المانع من الوصول إلى كنهه .
قوله عليه السلام : (قد حَسَرَ كنْهُهُ نوافِذَ الأبصارِ) .
حسر البصر بمعنى كَلَّ وانقطع ، وهو لازم ، وحسر البعير ساقه حتّى أعياه كأحسر المتعدّي ، وهو المناسب هنا ، أي إنّ الأبصار النافذة حسرت وأعيت من الوصول إلى كنهه . والمراد بالأبصار ـ واللّه أعلم ـ الأوهام .
قوله عليه السلام : (فَمَنْ وَصَفَ اللّه َ فقد حَدَّهُ ، ومَنْ حَدَّهُ فقد عَدَّهُ ...) .
وذلك لأنّ الحدّ لا يكون إلاّ بذكر جميع الذاتيّات ، ومن أثبتها له بزعمه فقد أثبت له تعدّدا ، ولا يجوز تعدّد القدماء ؛ لما برهن عليه ، ولا يجوز كون الشيء قديما وذاتيّاته حادثة ، فلزم من الحدّ العدّ ، ومن العدّ إبطال القدم ؛ تعالى اللّه عمّا يقولون علوّا كبيرا .
قوله عليه السلام : (ومن قال : أين ، فقد عيّاه۵) .
أي إنّ المستفهم بهذا الكلام لابدّ وأن يكون اعتقاده أنّ له مكانا حتّى يسأل عنه ، ومن قال : إنّ له مكانا ، فقد عيّاه ، أي أثبت له العيّ ، وهو العجز ؛ لأنّ الاحتياج إلى الشيء إنّما يكون للعجز عن الاستغناء عنه ، وظاهر أنّ اعتقاد عجزه كفر .
قوله عليه السلام : (ومن قال : على ما۶، فقد أخلى منه) .
أي من سأل عن استيلائه أنّه على أيّ شيء ؟ فقد أخلا منه ، أي جوّز خلوّ بعض الأشياء عن استيلائه وتسلّطه ؛ لأنّ تخصيص الاستفهام ببعض الجزئيّات يقتضي التصديق الإجمالي واعتقاد مثل هذا أيضا كُفْرٌ .
قوله عليه السلام : (ومن قال : فيم ، فقد ضَمَّنَه) .
أي اعتقد مجملاً أنّه في ضمن شيء ، وهو باطل بالضرورة . وقد نبّهوا عليهم السلام أيضا على بطلان هذا وأمثاله في الأحاديث السابقة .

1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۳۹ ، ح۵ .

2.هكذا في بعض نسخ الكافي ، وفي كثير من نسخ الكافي والمطبوع : «لمَجاوِل» . و «المَجاوِل» جمع مَجْوَل ، وهو مكان الجولان وزمانه .

3.القاموس المحيط ، ج۲ ، ص۱۷۵۶ (نهى) .

4.«الطامحات» جمع الطامح ، وهو كلّ مرتفع . يقال : طمح بصرُه إلى الشيء ، أي ارتفع إليه . الصحاح ، ج۱ ، ص۳۸۸ (طمح) .

5.في الكافي المطبوع وكثير من نسخه : «غيّاه» ، أي جعل له نهايةً ينتهي بها إلى إنّيّته . راجع الحاشية على أُصول الكافي للنائيني ، ص۴۵۸ .

6.كذا في الوافي ، ج۱ ، ص۴۳۶ . وفي الكافي المطبوع وكثير من نسخه : «عَلامَ» .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
626
  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 97096
صفحه از 715
پرینت  ارسال به