۰.وحدَه لا شريك له ، إلها واحدا أحدا صمدا ، .........
قوله : (وَحْدَه لا شريك له إلـهاً واحداً۱) .
هذه كلّها مؤ?ّدات للتوحيد ، وتوحيدٌ بعبارات شتّى اقتضاها المقام والرغبة في زيادة توحيده تعالى .
قوله : (صَمَداً) .
في باب تأويل الصمد من هذا الكتاب عن أبي جعفر الثاني عليه السلام : «أنّه السيّدُ المصمودُ إليه في القليلِ والكثيرِ» . ۲
وعن أبي جعفر عليه السلام من جملة حديث : «صَمَدٌ قدُّوسٌ يَعبُدُه كلُّ شيءٍ ، ويَصمُدُ إليه كلُّ شيءٍ ، ووَسِعَ كلَّ شيءٍ عِلْماً» . ۳
ومن طرق العامّة : عن أمير المؤمنين عليه السلام معناه : الذي لا ينام ولا يسهو ،
و ۴ لا يغفل ولا يلهو . ۵
ومن طرقهم أيضاً عن الصادق عليه السلام : «الذي يغلب ولا يُغلب» . ۶
وقد وقفت على أقوال كثيرة لأهل اللغة والمفسّرين في معنى الصمد :
أمّا اللغة :
فقيل : إنّه فَعَلٌ بمعنى مفعول من صَمَدَ إليه : إذا قصده ، وهو السيّد المصمود إليه في الحوائج . تقول العرب : بيتٌ مصمودٌ ومُصمَدٌ : إذا قصده الناس في حوائجهم . ۷
وقيل : هو الذي لا جوف له . ومنه قيل لسداد القارورة : الصماد . ۸
قال ابن قتيبة : وعلى هذا الدالُ فيه مبدلة من التاء ، وأنكر المصنّف رحمه الله هذا ۹ ، وذكره الصدوق رحمه الله في كتاب التوحيد من جملة ما نقله . ۱۰
وقيل : هو الأملس من الحجر الذي لا يقبل الغبار ، ولا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه . ۱۱
فحمله عليه تعالى بطريق من طُرُق المجاز ، ككونه لا يقبل التصرّف عن الغير . وهو إشارة إلى كونه واجب الوجود لذاته غير قابل للتبدّل في وجوده ، ولا في صفاته .
هذا ما حكي عن أهل اللغة .
وأمّا ما حكي عن المفسّرين :
فما تقدّم نقله عن أمير المؤمنين والصادق عليهماالسلام .
وقيل : العالم بجميع المعلومات . ۱۲
وقيل : الحكيم . ۱۳
وقيل : السيّد الذي عظم سؤدده . ۱۴
وقيل : الخالق للأشياء . ۱۵
وقيل : المقصود إليه في الرغائب ، المستعان به عند المصائب . ۱۶
وقيل : الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، لا معقب لحكمه ، ولا رادّ لقضائه . ۱۷
وقيل : السيّد العظيم . ۱۸
وقيل : الفرد الماجد الذي لا يتمّ أمرٌ إلاّ به . ۱۹
وقيل : الكبير الذي ليس فوقه أحد . ۲۰
وقيل : الكامل في كلّ الصفات . ۲۱
وقيل : الذي لا يكافيه في خلقه أحدٌ . ۲۲
وقيل : الذي لا يوصف بصفته أحدٌ . ۲۳
وقيل : الذي يحتاج إليه كلّ أحد ، وهو يستغني عن كلّ أحد . ۲۴
وقيل : الذي تقدّس ذاته عن إدراك الأبصار والعيان ، وتنزّه جلاله عن أن يدخل تحت الشرح والبيان . ۲۵
وقيل : الذي ليس لسؤدده أمد ، ولا لبقائه عددٌ . ۲۶
وقيل : الذي ترفع إليه الحاجات ، وتطلب منه الخيرات .
وقيل : الذي ليس فوقه أحد ، وهو القاهر فوق عباده . ۲۷
وقيل : الذي لا يأكل ولا يشرب ، وهو يُطعِم ولا يُطعم . ۲۸
وقيل : الباقي بعد فناء الخلق . ۲۹
وقيل : الذي لم يزل ولا يزال ، ولا يجوز عليه الزوال ، كان ولا مكان ، ولا أين ، ولا أوان ، ولا عرش ، ولا كرسيّ ، ولا جنّ ، ولا إنس ، وهو الآن على ما عليه كان . ۳۰
وقيل : الذي لا يموت ولا يورث ۳۱ ، « وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَـاوَاتِ وَالْأَرْضِ »۳۲ .
وقيل : الذي لا يتّصف بصفة أحد ، ولا يتّصف بصفته أحد . ۳۳ وقيل : المنزَّه عن كلّ عيب ، المطّلع على كلّ غيب . ۳۴
وقيل : المقدّس عن الآفات ، المنزّه عن المخافات . ۳۵
وقيل : الكامل في ذاته وصفاته وأفعاله . ۳۶
وقيل : الذي يئسَ الخَلْق من الاطّلاع على كنه عزّته ، وعجزت العقول عن الوصول إلى سرّ حكمته . ۳۷
وقيل : هو الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار . ۳۸
وقيل : الذي تنزَّهَ عن الحدوث والزوال . ۳۹
وقيل : المنزَّه عن قبول النقصان والزيادات ، وعن التغيّرات والتبدّلات ، وعن الأزمنة والأوقات والساعات ، وعن الأمكنة والأحياز والجهات .
وقيل : الذي لا تُدركه الأبصار ، ولا تحويه الأفكار ، ولا تبلغه الأخطار ، وكلّ شيء عنده بمقدار . ۴۰
هذه أقوال المفسّرين ، والمعتمد ما ثبت نقله عن أئمّتنا عليهم السلام . وذِكْر هذه الأقوال للاطّلاع عليها ، ولإمكان تطبيق كثير منها على المعتمد عليه .
1.في الكافي المطبوع : + «أحدا» .
2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۲۳ ، باب تأويل الصمد ، ح ۱ ؛ التوحيد ، ص ۹۴ ، باب تفسير « قُلْ هُوَ اللّه ُ أحد » إلى آخرها ، ح ۱۰ ؛ معاني الأخبار ، ص ۶ ؛ باب معنى الصمد ، ح ۲ . وفي بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۲۰ ، باب التوحيد ونفي الشريك ... ، ح ۸ ، عن التوحيد و معاني الأخبار .
3.المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۴۲ ، باب جوامع من التوحيد من كتاب مصابيح الظلم ، ح ۲۲۶ ؛ الكافي ، ج ۱ ، ص۱۲۴ ، باب تأويل الصمد ، ح ۲ ؛ التوحيد ، ص ۹۴ ، باب تفسير « قُلْ هُوَ اللّه ُ أحد » إلى آخرها ، ح ۹ ؛ و ص۱۳۶ ، باب العلم ، ح ۷ . وفي بحارالأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۲۰ و۲۲۸ ، باب التوحيد ونفي الشريك ... ، ح ۱۰ و۱۶ ، عن التوحيد.
4.في «د» : «أو» .
5.أنظر مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۸۷ .
6.المصدر.
7.مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۶۳۴ (صمد) .
8.ترتيب كتاب العين ، ج ۲ ، ص ۱۰۰۸ ؛ تاج العروس ، ج ۲ ، ۴۰۱ (صمد) . وانظر : تفسير فرات الكوفي ، ص ۶۱۷ .
9.في «ج» : - «هذا» .
10.التوحيد ، ص ۹۰ ـ ۹۲ ، باب تفسير « قُلْ هُوَ اللّه ُ أحد » إلى آخرها ، ح ۳ ـ ۱۰ .
11.حكاه العلاّمة المجلسي في بحارالأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۲۴ ؛ وانظر : التوحيد ، ص ۹۰ ، باب تفسير « قُلْ هُوَ اللّه ُ أحد » إلى آخرها ، ح ۵ .
12.نقله في مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۸۶۱ .
13.انظر : جامع البيان ، للطبري ، ج ۳۰ ، ص ۴۵۱ .
14.انظر : مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۸۶۱ ؛ والدرّ المنثور ، ج ۶ ، ص ۴۱۶ .
15.الصافي ، ج ۵ ، ص ۳۹۲ ؛ زاد المسير ، ج ۸ ، ص ۳۳ .
16.حكاه المجلسي عن السدي في بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۲۷ .
17.انظر : مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۸۶۱ .
18.انظر : تفسير فرات الكوفي ، ص ۶۱۷ ؛ والتبيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۳ .
19.انظر : الدرّ المنثور ، ج ۶ ، ص ۴۱۶ .
20.حكاه في مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۸۶۱ .
21.انظر : جامع البيان ، للطبري ، ج ۳۰ ، ص ۴۵۱ ؛ والدرّ المنثور ، ج ۶ ، ص ۴۱۶ .
22.انظر : جامع البيان ، للطبري ، ج ۳۰ ، ص ۴۵۱ ؛ والدرّ المنثور ، ج ۶ ، ص ۴۱۶ .
23.انظر : جامع البيان للطبري ، ج ۳۰ ، ص ۴۵۱ ؛ والدرّ المنثور ، ج ۶ ، ص ۴۱۶ .
24.انظر : جامع البيان ، للطبري ، ج ۳۰ ، ص ۴۵۱ ؛ والدرّ المنثور ، ج ۶ ، ص ۴۱۶ .
25.مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۸۶۱ .
26.مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۸۶۱ .
27.التبيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۱ .
28.حكاه الطبري في جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۲ . وانظر : مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۸۷ ؛ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ، ج ۴ ، ص ۹۱۱ .
29.حكاه الطبري في جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۳ .
30.مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۸۷ .
31.انظر : جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۴۵۰ .
32.آل عمران (۳) : ۱۸۰ ؛ الحديد (۵۷) : ۱۰ .
33.انظر : جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۲ ؛ وتفسير القرآن العظيم ، ج ۴ ، ص ۹۱۱ .
34.انظر : جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۲ ؛ وتفسير القرآن العظيم ، ج ۴ ، ص ۹۱۱ .
35.انظر : جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۲ ؛ وتفسير القرآن العظيم ، ج ۴ ، ص ۹۱۱ .
36.انظر : جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۲ ؛ وتفسير القرآن العظيم ، ج ۴ ، ص ۹۱۱ .
37.انظر : جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۲ ؛ وتفسير القرآن العظيم ، ج ۴ ، ص ۹۱۱ .
38.انظر : جامع البيان ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۲ ؛ وتفسير القرآن العظيم ، ج ۴ ، ص ۹۱۱ .
39.انظر : الأصفى ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ .
40.والأقوال في الصمد جمعها القرطبي في كتاب الأسنى . انظر : تفسير القرطبي ، ج ۲۰ ، ص ۲۴۵ .