81
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.ودعاهم إلى النجاة ، وحَثَّهم على الذكر ، ودَلَّهم على سبيل الهدى من بعده ، بمناهجَ ودَواعٍ أسَّسَ للعباد أساسَها ، .........

قوله : (ودَعاهُم إلى النَّجاةِ) ، أي إلى سبب النجاة . والتجوّز باعتبار أنّ المطلب الأسنى والغاية القصوى هي النجاة ، فالدعاء إليها .
قوله : (وحَثَّهُمْ على الذِّكْرِ) ، أي القرآن . ويحتمل مطلق الذِّكر .
قوله : (ودَلَّهُمْ على سَبيلِ الهُدى مِنْ بَعدِه بِمَناهِجَ) .
«المناهج» جمع منهج ومنهاج ، وهما الطريق الواضح . والمعنى : دلّهم النبيّ صلى الله عليه و آله على طريق الهُدى بسلوك طرق واضحة إذا سَلَكوها لم يضلّوا ، وهي كتاب اللّه وعترته عليهم السلام ؛ أو دَلَّهم على طريق الهدى الذي هو الكتاب والعترة بطرق واضحة إذا سَلَكوها اهتدوا إليهم ، وهدوهم إلى ما فيه سعادتهم ؛ ويترتّب على الوجهين .
قوله : (ودَواعٍ أسَّسَ للعبادِ أساسَها) .
فعلى الأوّل معناه أنّه جعل الكتاب والعترة دواعي تدعوهم إلى طريق الهدى بعد أن أسّسَ أساس هذه الدواعي وأحكمَه وبَيَّنَه لهم وأوضحه .
ويحتمل رجوع ضمير «أساسها» إلى المناهج والدواعي . ولا يخلومن بُعدٍ بحسب المعنى . وعلى الثاني : دَلَّهم على ما ذكر بطرق واضحة ، ودواع مؤسسة محكمة .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
80

۰.فبلَّغَ صلى الله عليه و آله ما اُرسلَ به ، وصدع بما اُمر ، وأدّى ما حُمِّلَ من أثقال النبوّة ، وصبر لربّه ، وجاهَدَ في سبيله ، ونصح لأُمّته ، .........

قوله : (وصَدَعَ بما اُمِرَ) ، أي بما اُمر به ، أو بالأمر ؛ لقوله تعالى : « فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ »۱ ، أو بما اُمر به وهو الصدع ، بمعنى «أتى به» ، أو صدع بمقتضى ما اُمر به الذي هو الصدع .
والوجه الأوّل . والمعنى : أنّه أتى به من غير محاشاة ولا مداخلة لشيء ينافي ذلك .
وأصله من صدع نحو الزجاج : الذي لا يقبل الالتيام .
وفي القاموس : «الصدع» الشقّ في شيءٍ صلب . ۲
وقوله تعالى : « فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ » أي شقّ جماعاتهم ۳ بالتوحيد ، أو اجهر بالقرآن ، أو أظهره ، أو اُحكم بالحقّ وافصل بالأمر ، أو اُقصد بما تؤمر ، أو افرق بين الحقّ والباطل .
قوله : (من أثقالِ النبوَّةِ) .
«من» بيانيّة .
قوله : (وصَبَرَ لِرَبِّهِ) ، أي لأجل رضى ربّه .
قوله : (ونَصَحَ لاُمَّتِهِ) . قال ابن الأثير :
النصيحة في اللغة الخلوص ، يقال : نصحته ونصحت له . ومعنى نصيحة اللّه : صحّة الاعتقاد في وحدانيّته ، وإخلاص النيّة في عبادته ، والنصيحة لكتاب اللّه هو التصديق به والعمل بما فيه ، ونصيحة رسوله صلى الله عليه و آله : التصديقُ بنبوّته ورسالته والانقياد لما اُمر به ونهى عنه ، ونصيحة عامّة المسلمين : إرشادُهم إلى مصالحهم ؛ انتهى . ۴

1.الحجر (۱۵) : ۹۴ .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۴۹ (صدع) .

3.في «د» : «جماعتهم» .

4.النهاية ، ج ۵ ، ص ۶۳ (نصح) .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 104623
صفحه از 715
پرینت  ارسال به