۰.فبلَّغَ صلى الله عليه و آله ما اُرسلَ به ، وصدع بما اُمر ، وأدّى ما حُمِّلَ من أثقال النبوّة ، وصبر لربّه ، وجاهَدَ في سبيله ، ونصح لأُمّته ، .........
قوله : (وصَدَعَ بما اُمِرَ) ، أي بما اُمر به ، أو بالأمر ؛ لقوله تعالى : « فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ »۱ ، أو بما اُمر به وهو الصدع ، بمعنى «أتى به» ، أو صدع بمقتضى ما اُمر به الذي هو الصدع .
والوجه الأوّل . والمعنى : أنّه أتى به من غير محاشاة ولا مداخلة لشيء ينافي ذلك .
وأصله من صدع نحو الزجاج : الذي لا يقبل الالتيام .
وفي القاموس : «الصدع» الشقّ في شيءٍ صلب . ۲
وقوله تعالى : « فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ » أي شقّ جماعاتهم ۳ بالتوحيد ، أو اجهر بالقرآن ، أو أظهره ، أو اُحكم بالحقّ وافصل بالأمر ، أو اُقصد بما تؤمر ، أو افرق بين الحقّ والباطل .
قوله : (من أثقالِ النبوَّةِ) .
«من» بيانيّة .
قوله : (وصَبَرَ لِرَبِّهِ) ، أي لأجل رضى ربّه .
قوله : (ونَصَحَ لاُمَّتِهِ) . قال ابن الأثير :
النصيحة في اللغة الخلوص ، يقال : نصحته ونصحت له . ومعنى نصيحة اللّه : صحّة الاعتقاد في وحدانيّته ، وإخلاص النيّة في عبادته ، والنصيحة لكتاب اللّه هو التصديق به والعمل بما فيه ، ونصيحة رسوله صلى الله عليه و آله : التصديقُ بنبوّته ورسالته والانقياد لما اُمر به ونهى عنه ، ونصيحة عامّة المسلمين : إرشادُهم إلى مصالحهم ؛ انتهى . ۴