21
شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14

ثم إن أرمائيل تحوّب من ذبح الناس فتلطّف في استنقاذهم و احتساب الأجر في إطلاقهم من القتل، فمضى إلى قرية من قرى? دنباوند تسمى مندان فبنى? على جبلها أبنية جليلة و قصورا عظيمة و جعل فيها بساتين و عيونا تجري في صحون تلك الدور و البساتين، و بنى في بعض تلك القصور بيتا بخشب الساج و الابنوس و صور فيه جميع الصور، فلم يكن لأحد في ناحية المشرق، بناء أشرف منه ارتفاعا و حسنا و دقة نقوش و كثرة عمل و تزاويق و تصاوير و تماثيل.
فما زال ذلك البنيان قائما حتى استنزل المهديُّ بن المصمغان من القلعة المعروفة بالهيرين ـ و كان قد أعطاه الأمان ـ فلما جاء به إلى الري أمر بضرب عنقه.
فلما استخلف الرشيد و صار إلى الري أخبر بمكان ذلك البنيان فصار إليه حتى وقف عليه و أمر بنقضه و حمله إلى مدينة السلام.
و كان أرمائيل نازلاً في قصوره و أبنيته التي بناها فإذا جاؤه بالأسارى من الآفاق ليذبحهم و يأخذ أدمغتهم فيغذي الحيتين، أعتق في كل يوم أسيرا و ذبح مكانه كبشا و خلط دماغه بدماغ المقتول و غذا به الحيتين أعواما كثيرة. ثم بدا له في الذبح فكان إذا جاؤه بالأسارى أعتقهم و أسكنهم الجبل الغربي من قرية ميندان. ۱
فبقي على ذلك من حاله ثلاثين عاما يعتق في كل عام سبعمائة و ثلاثين إنسانا ـ و قرية ميندان على جبلين بينهما وادٍ فيه ماء عذب غزير لا ينقطع شتاء و لا صيفا، و على حافتي الوادي عيون تنصب إليه و شجر مثمر ـ فكان كلما أعتق أسيرا أعطاه دارا و أسكنه الجبل الغربي و أمره أن يزرع لنفسه ما يريد و يبني ما يشاء. فكانوا يفعلون ذلك. و قيض اللّه لأرمائيل مطلسما ألمّ به فقال: أنا اطلسم الطعام الذي يتغذى به هذا الملعون فيكون يتغلغل في جوفه و يرتفع [143 ب] إلى صدره و يجري في لهواته فيشبع منه و لا يحتاج إلى غيره أبدا و يجازيك الملك على ذلك. ما الذي تجازيني عليه؟ قال: سل ما أحببت. قال: إذا أتتك رئاسة

1.هذه الوقائع و ما يليها ذات صلة بأسطورة الملك الظالم بيوراسف أو الضحاك و هي من القصص التي رواها الفردوسي في الشاهنامه (۱: ۳۰ ـ ۳۷) و لا تختلف عما هي عليه هنا إلاّ في بعض التفصيلات.


شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
20

تقوى فتعطب على يده. فقال: أرجو أن يعينني اللّه عليه بقدرته. و ناوله أفريدون سلاسله و ساربه، فلم يلتوي عليه، و مرّ يحجل في قيوده.
فلما غاب أفريدون () ۱ فلما أطالا المجاذبة دخلت رجلاه إلى ركبتيه في الأرض، فخدّ في ذلك المكان أخدودا عظيما جرى فيه بعد ذلك الماء فصار نهرا عظيما، و هو اليوم يعرف بوادي خوار، يعرفه أهل تلك الناحية و يسمونه بهندرود.
و طعنه أفريدون و قمعه بمقمعة واحدة من يد الأصبهبد و بارك عليه و زاد في مرتبته و سماه بهند جرجان و خراسان اصبهبد.
ثم حمله إلى كورة دنباوند فسجنه هناك في جبل يسمى جبل الحدّادين في قرية اسمها قرية الحدادين أيضا و وكل به أرمائيل و مثّل بين يديه في القلة صورة أفريدون و طلسم عليه طلسما و بنى حوله حوانيت رتّب فيها قوما حدادين يضربون مطارقهم نوائب على سنداناتهم ليلاً و نهارا شتاء و صيفا لا يفترون عن ذلك. و جعله في كهف عظيم في جوف القلة و أثقله بالحديد و جعل على باب الكهف عدة أبواب حديد و أسقط عن سكان هذه القرية الخراج و العشر و جميع النوائب، فليست عليهم مؤونة إلاّ ضرب هذه المطارق على سندانات خالية، و يتكلمون على ضربهم بكلام موزون و يهمسون به عند ضربها لئلا يقطع البيوراسف سلاسله و أغلاله فيقال إنه يلحس أغلاله دائما ليلاً و نهارا فتدق عن لحسه، فإذا ضرب ۲ هؤلاء بالمطارق عادت إلى حالها في الغلظ و الوثاقة. و يقال إن الطلسم الذي يمنعه من قطع السلاسل بعد لحسه إياها فهو معمول في ضرب هؤلاء الحدادين بمطارقهم.
و مضى أفريدون ـ بعد أن حبسه في الكهف و استوثق منه ـ منصرفا إلى دار مملكته [143 أ] و وكل أرمائيل بحفظ البيوراسف و طعامه. فكان يذبح له في كل يوم رجلين فيغذي بأدمغتهما حيّتيه اللتين على كتفيه أعواما.

1.كلمة مطموسة و يمكن أن تكون: جاذبه السلسلة.

2.في الأصل: فإذا ضربوا.

  • نام منبع :
    شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 106103
صفحه از 416
پرینت  ارسال به