4 ـ معجم البلدان، ياقوت حموى (626ق)
الرَّيّ: بفتح أوّله، و تشديد ثانيه، فإن كان عربيّا فأصله من رَوَيتُ على الرواية أروِي رَيّا فأنا راوٍ إذا شددت عليها الرِّواء؛ قال أبومنصور: أنشدني أعرابي و هو يُعاكمني:
رَيّا تميميّا على المزايد.
و حكى الجوهري: رَوِيتُ من الماء، بالكسر، أرْوَى رِيّا و رَيّا و رِوىً مثل رِضىً: و هي مدينة مشهورة من أمّهات البلاد و أعلام المدُن كثيرة الفواكه و الخيرات، و هي محطّ الحاجّ على طريق السابلة و قصبة بلاد الجبال، بينها و بين نيسابور مائة و ستون فرسخا و إلى قزوين سبعة و عشرون فرسخا و من قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخا و من أبهر إلى زنجان خمسة عشر فرسخا؛ قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة الريّ طولها خمس و ثمانون درجة، و عرضها سبع و ثلاثون درجة و ست و ثلاثون دقيقة، و ارتفاعها سبع و سبعون تحت ثماني عشرة درجة من السرطان خارجة من الإقليم الرابع داخلة في الإقليم الخامس، يقابلها مثلها من الجدي في قسمة النسر الطائر و لها شركة في الشعرى و الغميصاء رأس الغول من قسمة سعد بُلَعَ؛ و وجدت في بعض تواريخ الفرس أن كيكاوس كان قد عمل عجلة و ركّب عليها آلات ليصعد إلى السماء فسخر اللّه الريح حتى عَلَت به إلى السحاب ثمّ ألقته فوقع في بحر جرجان، فلمّا قام كيخسرو بن سياوش بالملك حمل تلك العجلة و ساقها ليقدم بها إلى بابل، فلمّا وصل إلى موضع الريّ قال الناس: برَيّ آمد كيخسرو، و اسم العجلة بالفارسيّة ريّ، و أمر بعمارة مدينة هناك فسميت الريّ بذلك؛ قال العمراني: الريّ بلد بناه فيروز ابن يزدجرد و سمّاه رام فيروز؛ ثمّ ذكر الريّ المشهورة بعدها و جعلهما بلدتين، و لا أعرف الأخرى، فأمّا الريّ المشهورة فإنّي رأيتها، و هي مدينة عجيبة الحسن مبنية بالآجر المنمق المحكم الملمع بالزرقة مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض، و إلى جانبها جبل مشرف عليها أقرعُ لا ينبت فيه شيء، و كانت مدينة عظيمة خرب أكثرها، و اتفق أنّني اجتزتُ في خرابها في سنة 617 و أنا منهزم من التتر فرأيت حيطان خرابها قائمة و منابرها باقية و تزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب