أعمر، و هي مدينة مقدارها فرسخ و نصف في مثله، و الغالب على بنائها الخشب و الطين، قال: و للرّيّ قرّىً كبار كلّ واحدة أكبر من مدينة، و عدّد منها قُوهَذ و السُدّ و مرجَبَى و غير ذلك من القرى التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف رجل، قال: و من رساتيقها المشهورة قصران الداخل و الخارج و بِهزان و السن و بشاويه و دُنباوند؛ و قال ابن الكلبي: سميت الريّ بريّ رجل من بنيشيلان ابن أصبهان بن فلوج، قال: و كان في المدينة بستان فخرجت بنت ريّ يوما إليه فإذا هي بدُرّاجة تأكل تينا، فقالت: بُور انجير يعني أن الدّرّاجة تأكل تينا، فاسم المدينة في القديم بور انجير و يغيره أهل الرّيّ فيقولون بهورند؛ و قال لوط بن يحيى: كتب عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، إلى عمار بن ياسر و هو عامله على الكوفة بعد شهرين من فتح نهاوند يأمره أن يبعث عُروة بن زيد الخيل الطائي إلى الرّيّ و دستبَى في ثمانية آلاف، ففعل و سار عروة لذلك فجمعت له الديلم و أمدوا أهل الرّيّ و قاتلوه فأظهره اللّه عليهم فقتلهم و استباحهم، و ذلك في سنة 20 و قيل في سنة 19؛ و قال أبونجيد و كان مع المسلمين في هذه الوقائع:
دعانا إلى جُرجان و الرّيّ دونهاسواد فأرضَتٌ من بها من عشائر
رضينا بريف الرّيّ و الرّيّ بلدةله زينَةٌ في عَيشها المتواتر
لها نَشَزٌ في كلّ آخر ليلةتذكّر أعراس الملوك الأكابر
قال جعفر بن محمد الرازي: لما قدم المهديّ الرّيّ في خلافة المنصور بَنى مدينة الرّيّ التي بها الناس اليوم و جعل حولها خندقا و بَنى فيها مسجدا جامعا، و جرَى ذلك على يد عمار بن أبيالخصيب، و كتب اسمه على حائطها، و تَمّ عملها سنة 158، و جعل لها فصيلاً يطيف به فارقين آجُر، و الفارقين: الخندق، و سمّاها المحمديّة، فأهل الرّيّ يدعون المدينة الداخلة المدينة و يسمون الفصيل المدينة الخارجة و الحصن المعروف بالزينبدى في داخل المدينة المعروفة بالمحمدية، و قد كان المهدي أمر بمرمّته و نزله أيّام مقامه بالرّيّ، و هو مطلّ على المسجد الجامع و دار الإمارة، و يقال: الذي تولّى مرمّته و إصلاحه ميسرة التغلبي أحد وجوه قواد المهدي،