41
شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14

أعمر، و هي مدينة مقدارها فرسخ و نصف في مثله، و الغالب على بنائها الخشب و الطين، قال: و للرّيّ قرّىً كبار كلّ واحدة أكبر من مدينة، و عدّد منها قُوهَذ و السُدّ و مرجَبَى و غير ذلك من القرى التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف رجل، قال: و من رساتيقها المشهورة قصران الداخل و الخارج و بِهزان و السن و بشاويه و دُنباوند؛ و قال ابن الكلبي: سميت الريّ بريّ رجل من بنيشيلان ابن أصبهان بن فلوج، قال: و كان في المدينة بستان فخرجت بنت ريّ يوما إليه فإذا هي بدُرّاجة تأكل تينا، فقالت: بُور انجير يعني أن الدّرّاجة تأكل تينا، فاسم المدينة في القديم بور انجير و يغيره أهل الرّيّ فيقولون بهورند؛ و قال لوط بن يحيى: كتب عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، إلى عمار بن ياسر و هو عامله على الكوفة بعد شهرين من فتح نهاوند يأمره أن يبعث عُروة بن زيد الخيل الطائي إلى الرّيّ و دستبَى في ثمانية آلاف، ففعل و سار عروة لذلك فجمعت له الديلم و أمدوا أهل الرّيّ و قاتلوه فأظهره اللّه عليهم فقتلهم و استباحهم، و ذلك في سنة 20 و قيل في سنة 19؛ و قال أبونجيد و كان مع المسلمين في هذه الوقائع:

دعانا إلى جُرجان و الرّيّ دونهاسواد فأرضَتٌ من بها من عشائر
رضينا بريف الرّيّ و الرّيّ بلدةله زينَةٌ في عَيشها المتواتر
لها نَشَزٌ في كلّ آخر ليلةتذكّر أعراس الملوك الأكابر
قال جعفر بن محمد الرازي: لما قدم المهديّ الرّيّ في خلافة المنصور بَنى مدينة الرّيّ التي بها الناس اليوم و جعل حولها خندقا و بَنى فيها مسجدا جامعا، و جرَى ذلك على يد عمار بن أبيالخصيب، و كتب اسمه على حائطها، و تَمّ عملها سنة 158، و جعل لها فصيلاً يطيف به فارقين آجُر، و الفارقين: الخندق، و سمّاها المحمديّة، فأهل الرّيّ يدعون المدينة الداخلة المدينة و يسمون الفصيل المدينة الخارجة و الحصن المعروف بالزينبدى في داخل المدينة المعروفة بالمحمدية، و قد كان المهدي أمر بمرمّته و نزله أيّام مقامه بالرّيّ، و هو مطلّ على المسجد الجامع و دار الإمارة، و يقال: الذي تولّى مرمّته و إصلاحه ميسرة التغلبي أحد وجوه قواد المهدي،


شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
40

إلاّ أنّها خاوية على عروشها، فسألت رجلاً من عقلائها عن السبب في ذلك فقال: أمّا السبب فضعيف و لكن اللّه إذا أراد أمرا بلغه، كان أهل المدينة ثلاث طوائف: شافعية و هم الأقل، و حنفية و هم الأكثر، و شيعة و هم السواد الأعظم، لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة و أما أهل الرستاق فليس فيهم إلاّ شيعة و قليل من الحنفيين و لم يكن فيهم من الشافعيّة أحد، فوقعت العصبيّة بين السنّة و الشيعة فتضافر عليهم الحنفية و الشافعيّة و تطاولت بينهم الحروب حتّى لم يتركوا من الشيعة من يُعرف، فلمّا أفنوهم وقعت العصبيّة بين الحنفية و الشافعيّة و وقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعية هذا مع قلّة عدد الشافعيّة إلاّ أنّ اللّه نصرهم عليهم، و كان أهل الرستاق، و هم حنفية، يجيئون إلى البلد بالسلاح الشاك و يساعدون أهل نحلتهم فلم يغنهم ذلك شيئا حتى أفنوهم، فهذه المحالّ الخراب التيترى هي محالّ الشيعة و الحنفية، و بقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية و هي أصغر محالّ الرّيّ و لم يبقَ من الشيعة و الحنفية إلاّ من يخفي مذهبه؛ و وجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض و دوربهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة و صعوبة المسلك، فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولو لا ذلك لما بقي فيها أحد؛ و قال الشاعر يهجو أهلها:

الرّيّ دارٌ فارِغَهْلها ظِلالٌ سابغَهْ
على تُيُوسٍ ما لهمفي المكرُمات بازغَهْ
لا يَنفُقُ الشّعرُ بهاولو أتاها النّابغَهْ
و قال إسماعيل الشاشي يذمّ أهل الرّيّ:

تنكّبْ حِدَّةَ الأحَدِو لا تركَن إلى أحَدِ
فما بالرّيّ من أحَدِيؤهل لاسْمِ الأحَدِ
و قد حكى الاصطخري أنّها كانت أكبر من أصبهان لأنّه قال: و ليس بالجبال بعد الريّ أكبر من أصبهان، ثمّ قال: و الرّيّ مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها و إن كانت نيسابور أكبر عوصة منها، و أمّا اشتباك البناء و اليسار و الخصب و العمارة فهى
¨

  • نام منبع :
    شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 106129
صفحه از 416
پرینت  ارسال به