43
شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14

الأعرابي: ما كان أغناني عن هذا! و أنشأ يقول:

لعمري لجوّ من جواء سُوَيقةأسافلُهُ ميث و أعلاه أجرَعُ
به العُفْرُ وَ الظَّلْمانُ و العين ترتعيو أُمُّ رِئالٍ و الظَّليمُ الهَجنّعُ
و أسْفعُ ذو رُمْحَينِ يضحي كأنّهإذا ما علا نشزا، حصانٌ مبرقعُ
أحبُّ إلينا أن نجاور أهلناو يصبح منّا و هو مَرأَى و مسمَعُ
من الجوسْق الملعون بالرّيّ كلّمارأيتُ به داعي المنيّة يلمعُ
يقولون: صبرا و احتسب! قلت: طالماصبرتُ و لكن لا أرى الصبر ينفعُ
فليتَ عطائي كان قُسّمَ بينهمو ظلّت بيَ الوَجناء بالدّوّ تضبَعُ
كأنّ يديها حين جدّ نجاؤهايدا سابحٍ في غمرة يَتَبوّعُ
أأجعل نفسي وزنَ عِلْج كأنّمايموتُ به كلبٌ إذا مات أجمعُ؟
و الجوسق الملعون الذي ذكره ههنا هو قلعة الفَرُّخان؛ و حدث أبوالمحلّم عوف بن المحلم الشيباني قال: كانت لي وفادة على عبداللّه بن طاهر إلى خراسان فصادفته يريد المسير إلى الحجّ فعادلته في العماريّة من مرو إلى الرّيّ، فلمّا قاربنا الرّيّ سمع عبداللّه بن طاهر ورَشانا في بعض الأغصان يصيح؛ فأنشد عبداللّه بن طاهر متمثلاً بقول أبي كبير الهذلي:

ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر،و غصنك ميّادٌ، ففيمَ تَنوحُ؟
أفِق: لا تنح من غير شيء، فإنّنيبكيت زمانا و الفؤاد صحيحُ
وَلُوعا فشَطّتْ غربةً دار زينب،فها أنا أبكي و الفؤاد جريحُ
ثمّ قال: يا عوف أجز هذا، فقلت في الحال:

أ في كلّ عامٍ غُربة و نُزُوحُ؟أما للنّوى من ونية فنريحُ؟
لقد طلّحَ البينُ المشتُّ ركائبي،فهل أرَيَنّ البَينَ و هو طَليحُ؟
و أرّقني بالرّيّ نوحُ حمامةٍ،فنُحتُ و ذو الشجو القديم يَنوحُ
على أنّها ناحتْ و لم تُذرِ دمعة،و نحتُ و أسراب الدّموع سفوحُ
و ناحت و فرخاها بحيث تراهما،و من دون أفراخي مَهامِهُ فيحُ
عسى جودُ عبداللّه أن يعكس النوَىفتضحي عصا الأسفار و هي طريحُ
فإنّ الغنى يُدني الفتى من صديقه،و عدمُ الغنى بالمقترين نزوحُ
فأخرج رأسه من العمارية و قال: يا سائق ألق زمام البعير، فألقاه فوقف و وقف الخارج ثمّ دعا بصاحب بيت ماله فقال: كم يضمّ ملكنا في هذا الوقت؟ فقال: ستين ألف دينار، فقال: ادفعها إلى عوف، ثمّ قال: يا عوف لقد ألقيت عصا تطوافك فارجع من حيث جئت، قال: فأقبل خاصة عبداللّه عليه يلومونه و يقولون أتجيز أيّها الأمير شاعرا في مثل هذا الموضع المنقطع بستين ألف دينار و لم تملك سواها! قال: إليكم عني فإنّي قد استحييت من الكرم أن يسير بي جملي و عوف يقول: عسى جود عبداللّه، و في ملكي شيء لا ينفرد به؛ و رجع عوف إلى وطنه فسُئل عن حاله فقال: رجعت من عند عبداللّه بالغنى و الراحة من النوى؛ و قال معن بن زائدة الشيباني:

تَمَطّى بنيسابور ليلي و ربّمايُرى بجنوب الرّيّ و هو قصيرُ
لَياليَ إذ كلّ الأحبّة حاضرٌ،و ما كحضور من تحب سرورُ
فأصبحتُ أمّا من أحبّ فنازحٌو أمّا الأُلى أقليهمُ فحضورُ
أُراعي نجومَ اللّيل حتى كأنّنيبأيدي عُداةٍ سائرينَ أسيرُ
لعلّ الذي لا يجمعُ الشملَ غيرَهيديرُ رحَى جَمعِ الهَوى فتدورُ
فتَسكن أشجانٌ و نلقى أحبّةً،و يورق غصنٌ للشّباب نضيرُ
و من أعيان من ينسب إليها أبوبكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم صاحب الكتب المصنفة، مات بالرّيّ بعد منصرفه من بغداد في سنة 311؛ عن ابن شيراز، و محمد بن عمر بن هشام أبوبكر الرازي الحافظ المعروف بالقماطري، سمع و روى و جمع، قال أبوبكر الإسماعيلي: حدّثني أبوبكر محمد بن عمير الرازي الحافظ الصدوق بجرجان،و ربّما قال الثقة المأمون، سكن مرو و مات بها في سنة نيف و تسعين و مائتين؛ و عبدالرحمن بن محمد بن إدريس أبومحمد بن أبيحاتم الرازي أحد الحفّاظ، صنف الجرح و التعديل فأكثر فائدته، رحل في الطلب العلم و الحديث فسمع بالعراق و مصر و دمشق، فسمع من يونس بن عبد الأعلى و محمد بن عبداللّه بن


شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
42

ثمّ جُعل بعد ذلك سجنا ثمّ خرب فعمره رافع بن هَرْثمة في سنة 278 ثمّ خرّبه أهل الرّيّ بعد خروج رافع عنها، قال: و كانت الرّيّ تدعى في الجاهليّة أزارى فيقال إنّه خسف بها، و هي على اثني عشر فرسخا من موضع الرّيّ اليوم على طريق الحُوَار بين المحمدية و هاشمية الرّيّ، و فيها أبنية قائمة تدل على أنّها كانت مدينة عظيمة، و هناك أيضا خراب في رستاق من رساتيق الرّيّ يقال له البهزان، بينه و بين الرّيّ ستة فراسخ يقال إن الرّيّ كانت هناك، و الناس يمضون إلى هناك فيجدون قطع الذهب و ربّما وجدوا لؤلؤا و فصوص ياقوت و غير ذلك من هذا النوع، و بالرّيّ قلعة الفَرُّخان، تُذكَر في موضعها، و لم تزل قطيعة الرّيّ اثني عشر ألف ألف درهم حتى اجتاز بها المأمون عند منصرفه من خراسان يريد مدينة السلام فلقيه أهلها و شكوا إليه أمرهم و غلظ قطيعتهم فأسقط عنهم منها ألفي ألف درهم و أسجل بذلك لأهلها؛ و حكى ابن الفقيه عن بعض العلماء قال: في التوراة مكتوب الرّيّ باب من أبواب الأرض و إليها متجر الخلق، و قال الأصمعي: الرّيّ عروس الدنيا و إليه متجر الناس، و هو أحد بلدان الأرض، و كان عبيداللّه بن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبيوقاص ولاية الرّيّ إن خرج على الجيش الذي توجّه لقتال الحسين بن عليّ رضى الله عنه، فأقبل يميل بين الخروج و ولاية الرّيّ و القعود، و قال:

أأتركُ مُلك الرّيّ و الرّيّ رَغبَةٌأم ارجعُ مذموما بقتل حُسَيْن
و في قتله النار التي ليس دونَهاحجابٌ و ملكُ الرّيّ قُرّةُ عَيْن
فغلبه حبّ الدنيا و الرياسة حتى خرج فكان من قتل الحسين رضى الله عنه، ما كان. و روي عن جعفر الصادق رضى الله عنه أنّه قال: الرّيّ و قزوين و ساوة ملعونات مَشؤومات، و قال إسحاق بن سليمان: ما رأيت بلدا أرفع للخسيس من الرّيّ؛ و في أخبارهم: الرّيّ ملعونة و تربتها تربة ملعونة ديلمية و هي على بحر عجاج تأبَى أن تقبل الحق؛ و الرّيّ سبعة عشر رستاقا منها دنباوند و ويمة و شَلَمْبة؛ حدث أبوعبداللّه بن خالَوَيه عن نِفْطَوَيه قال: قال رجل من بنيضَبّة و قال المدائني: فُرض لأعرابي من جديلة فضرب عليه البعث إلى الرّيّ و كانوا في حرب و حصار، فلمّا طال المقام و اشتدّ الحصار قال

  • نام منبع :
    شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 106072
صفحه از 416
پرینت  ارسال به