بناه الخليفة المهدى و فرغ من عمارته فى سنة 158 (775)، على ما روى ياقوت، الحصن و هو على قلة جبل صعب المرتقى «فاذا صعدت الى تلك القلعة اطلعت على سطوح الرى كلها» على وصف ابن رسته. اما ما رواه ياقوت عن الرى فغير واضح كثيرا الا انه اقتبس فى شطر مما روى وصفا خططيا قديما للمدينة جاء فيه ان المدينة الداخلة فيها المسجد الجامع و دار الامارة و حولها خندق و أهل الرى يدعونها «المدينة». و المدينة الخارجة كان غالبها يعرف بالمحمدية و قد كانت فى أول أمرها ربضا محصنا. و كان على قلة جبل يطل على المدينة التحتانية (الداخلة) و على ما نقله ياقوت كان هذا الحصن يعرف بالزبيدية (و قد ورد اسمه فى بعض المخطوطات بصورة الزيبندي) ۱ و قد كان المهدى نزله أيام مقامه بالرى. ثم جعل بعد ذلك سجنا ثم خرب و عمر فى سنة 287 (891) و كان فى الرى قلعة أخرى يقال لها قلعة الفَرُّخان و عرفت أيضا بالجوسق و فى المئة الرابعة (العاشرة) كره فخر الدولة البويهى القصر القديم القائم فوق قلة الجبل فابتنى له أبنية مشرفة على البساتين سماها فخرآباذ. ۲
و أشهر رساتيق الى فى الازمنة الاولى و أكثرها خصوبة: رستاق روذه (أو الروذه) و فيه قرية كبيرة بهذا الاسم فيما يلى ربض المدينة. و ورامين و قد أخذت مكان الرى بعدئذ و صارت اولى مدن ذلك القسم من اقليم الجبال و بشاويه و ما زالت قائمة تعرف باسم فشاويه. و أخيرا قُوسِين و ديزه و القصران الخارج و الداخل. و ديزه اسم قريتين كبيرتين أو مدينتين على مسيرة يوم من الرى و هما ديزه القصرين و ديزه ورامين و كل هذه الرساتيق و غيرها مما ذكره ابن حوقل كانت اشبه بمدن صغيرة «يزيد ما فى احدها من أهلها على عشرة آلاف رجل». و فى سنة 617 (1220) استولت
1.قلنا: سمى ياقوت هذا الحصن بالزينبدى بتقديم النون على الباء (۲: ۸۹۵). على اننا لم نعثر فى مادتى «الرى» و «الزبيدية» من معجم البلدان على ما يدل على ان الحصن كان يسمى بالزبيدية ايضا (م).
2.اليعقوبى، ۲۷۵؛ ابن رسته، ۱۶۸؛ ابن حوقل، ۲۶۵ و ۲۶۹ و ۲۷۰؛ المقدسى، ۳۹۰ و ۳۹۱؛ ياقوت، ۲: ۱۵۳ و ۸۹۴ و ۸۹۵؛ ۳: ۸۵۵؛ ۴: ۴۳۱.
و لم يتبين ما اذا كانت قلعة الرى التى بناها المهدى و اطلق عليها الزبيدية (ان صحت قراءة الاسم) قد نسبت الى زبيدة زوجة هرون الرشيد أم الى امرأة غيرها بهذا الاسم.