49
شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14

بناه الخليفة المهدى و فرغ من عمارته فى سنة 158 (775)، على ما روى ياقوت، الحصن و هو على قلة جبل صعب المرتقى «فاذا صعدت الى تلك القلعة اطلعت على سطوح الرى كلها» على وصف ابن رسته. اما ما رواه ياقوت عن الرى فغير واضح كثيرا الا انه اقتبس فى شطر مما روى وصفا خططيا قديما للمدينة جاء فيه ان المدينة الداخلة فيها المسجد الجامع و دار الامارة و حولها خندق و أهل الرى يدعونها «المدينة». و المدينة الخارجة كان غالبها يعرف بالمحمدية و قد كانت فى أول أمرها ربضا محصنا. و كان على قلة جبل يطل على المدينة التحتانية (الداخلة) و على ما نقله ياقوت كان هذا الحصن يعرف بالزبيدية (و قد ورد اسمه فى بعض المخطوطات بصورة الزيبندي) ۱ و قد كان المهدى نزله أيام مقامه بالرى. ثم جعل بعد ذلك سجنا ثم خرب و عمر فى سنة 287 (891) و كان فى الرى قلعة أخرى يقال لها قلعة الفَرُّخان و عرفت أيضا بالجوسق و فى المئة الرابعة (العاشرة) كره فخر الدولة البويهى القصر القديم القائم فوق قلة الجبل فابتنى له أبنية مشرفة على البساتين سماها فخرآباذ. ۲
و أشهر رساتيق الى فى الازمنة الاولى و أكثرها خصوبة: رستاق روذه (أو الروذه) و فيه قرية كبيرة بهذا الاسم فيما يلى ربض المدينة. و ورامين و قد أخذت مكان الرى بعدئذ و صارت اولى مدن ذلك القسم من اقليم الجبال و بشاويه و ما زالت قائمة تعرف باسم فشاويه. و أخيرا قُوسِين و ديزه و القصران الخارج و الداخل. و ديزه اسم قريتين كبيرتين أو مدينتين على مسيرة يوم من الرى و هما ديزه القصرين و ديزه ورامين و كل هذه الرساتيق و غيرها مما ذكره ابن حوقل كانت اشبه بمدن صغيرة «يزيد ما فى احدها من أهلها على عشرة آلاف رجل». و فى سنة 617 (1220) استولت

1.قلنا: سمى ياقوت هذا الحصن بالزينبدى بتقديم النون على الباء (۲: ۸۹۵). على اننا لم نعثر فى مادتى «الرى» و «الزبيدية» من معجم البلدان على ما يدل على ان الحصن كان يسمى بالزبيدية ايضا (م).

2.اليعقوبى، ۲۷۵؛ ابن رسته، ۱۶۸؛ ابن حوقل، ۲۶۵ و ۲۶۹ و ۲۷۰؛ المقدسى، ۳۹۰ و ۳۹۱؛ ياقوت، ۲: ۱۵۳ و ۸۹۴ و ۸۹۵؛ ۳: ۸۵۵؛ ۴: ۴۳۱. و لم يتبين ما اذا كانت قلعة الرى التى بناها المهدى و اطلق عليها الزبيدية (ان صحت قراءة الاسم) قد نسبت الى زبيدة زوجة هرون الرشيد أم الى امرأة غيرها بهذا الاسم.


شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
48

فى الطرف الشمالى الشرقى من اقليم الجبال، مدينة الري و كتبها بلدانيو العرب مقترنة دائما بال التعريف و هى مدينة ريجس Rhages عند اليونان و قد كانت الري فى المئة الرابعة (العاشرة) على ما يظهر أكبر القصبات الاربع لاقليم الجبال. قال ابن حوقل: «ليس بعد بغداد فى المشرق مدينة أعمر من الري الا ان نيسابور أكبر منها عرصة و افسح رقعة، و مقدارها فرسخ و نصف فى مثله». و كانت الرى فى أيام الخلافة العباسية يقال لها المحمدية، و انما سميت بهذا الاسم لان محمدا، و هو المهدى الخليفة العباسى، نزلها فى خلافة ابيه المنصور و بنى أكثر مدينة الرى و بها ولد ابنه هرون الرشيد. و صارت مدينة المحمدية هذه أكبر دار للضرب فى هذا الاقليم. و قد وجد اسمها هذا على كثير من النقود العباسية.
«و بناء الرى من طين و يستعمل فيها الآجر و الجص». و على ما فى ابن حوقل كان للرى حصن حسن مشهور له خمسة أبواب: باب باطاق (فى الجنوب الغربى) و يخرجه من طريق بغداد و باب بَلِيسان (فى الشمال الغربى) و يفضى الى قزوين. و باب كُوهك (فى الشمال الشرقى) و يفضى الى طبرستان. و باب هشام (فى الشرق) و يخرج منه طريق خراسان. و باب سين (فى الجنوب) و يفضى الى قم. و كانت أسواق المدينة عند هذه الابواب و خارجها و أعظمها تجارة ربض ساربانان و روذه. و بها معظم التجارات و الخانات، و هو شارع عريض مشتبك الابنية و العقارات و المساكن. و فى المدينة على قول ابن حوقل: «نهران للشرب، يسمى أحدهما سور قَنَى و يجرى على رُوذَه، و الآخر الجيلانى يجرى على ساربانان». و ذكر ياقوت أيضا نهر موسى الآتى من جبل الديلم، فقد يكون هذا النهر هو الجيلانى أو نهر كيلان المار الذكر. و أشار المقدسى الى بنائين جليلين فى الرى أحدهما دار البطيخ و هو اسم يطلق عادة على سوق الفاكهة، و الثانى دار الكتب بأسفل الروذه فى خان، و لم تكن كثيرة الكتب على قول المقدسى.
و فى المئة الرابعة (العاشرة) قال ابن حوقل و المقدسى ان الرى قد خرب أكثرها و تحولت تجارتها الى ارباض المدينة القديمة. و كان يطلّ على المسجد الجامع الذى

  • نام منبع :
    شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 106026
صفحه از 416
پرینت  ارسال به