51
شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14

شهريار أو رى شهريار هو الاسم الذى أطلقه علي اليزدى على الرى حين وصف حروب تيمور. اما ورامين فكانت، على ما بيّنا، أول المراكز الآهلة الا ان الخراب قد نال من هذه المدينة فى مطلع المئة التاسعة (الخامسة عشرة) و بعد زمن قام فى موضعها مدينة طهران التى لم تكن فى المئة السابعة (الثالثة عشرة) غير قرية من أكبر قرى الرى.و فى طهران القديمة (و تلفظ تهران أيضا) كان لاهلها تحت الارض بيوت «كنافقاء اليربوع» على ما فى القزوينى «و فيها اثنتا عشرة محلة كل محلة تحارب الاخرى». و وصف المستوفى طهران فى القرن التالى فقال هى مدينة وسطة. و لكن فى ختام المئة الثانية عشرة (الثامنة عشرة) اتخذها اقا محمد شاه مؤسس الدولة القاجارية عاصمة لبلاد فارس. ۱
و الانهار التى تسقى سهل الرى و ورامين و طهران تنساب من هذا السهل الى حدود المفازة الكبرى فتفنى فيها. و كان من أهم هذه الانهار: نهر موسى، و قد مر ذكره، و عليه قرى كثيرة. و تكلم المستوفى أيضا على نهر كرج و كانت عليه قنطرة ذات طاق واحد يقال لها پل خاتون (قنطرة الخاتون) و يقال انها انما سميت بذلك نسبة الى السيدة زبيدة زوجة هرون الرشيد. و ما زالت بقايا هذه القنطرة ترى قرب طهران. و ذكر القزوينى ان أهل الرى من الشيعة يكرهون نهر سورين و يتطيرون منه لان جثة القتيل يحيى حفيد علي زين العابدين الامام الرابع غسلت فيه فلا يقربونه. ۲ على ان

1.القزوينى، ۲: ۲۲۸ و ۲۵۰؛ المستوفى، ۱۴۳ و ۱۴۴ و ۲۰۵؛ ياقوت، ۳: ۵۰۷ و ۵۶۴؛ على اليزدى، ۱: ۵۸۳ و ۵۸۶ و ۵۹۷. و روى ظهيرالدين (Dorn فى: Muhammadanische Quellen، ۱: ۱۵ من النص الفارسى) ان طبرك تعنى «الجبيل» فهى تصغير طبر و معناها «جبل» فى اللهجة الطبرية و قد أشرنا الى طبرك اصفهان فى ص ۲۴۰.

2.وجدنا ان القزوينى (۱: ۱۸۱) و ياقوت (معجم البلدان، ۳: ۱۸۶) قد نقلا ما ذكراه عن نهر سورين من مسعر بن مهلهل. و قد اتفقا فى ما نقلاه و هذا نصه: «نهر سورين: بالرى. قال مسعر بن مهلهل رأيت أهل الرى يكرهونه و يتطيرون منه و لا يقربونه فسألت شيخا من أهل الرى عن سببه فقال لان السيف الذى قتل به يحيى بن زيد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب رضى الله عنه غسل فيه». (م)


شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
50

جحافل المغول على الرى و نهبتها و احرقتها و لم تقم لها قائمة منذ نزول هذه الكارثة بها و حين مرّ بها ياقوت فى ذلك الزمان قال «رأيت حيطان خرابها قائما و قد خربت دورها و كثير منها مبني بالآجر المنمق المحكم الملمع بالزرقة مدهون كما تدهن الغضائر». و لم ينج من أذى المغول غير ربض الشافعية و هو أصغر أحياء المدينة. اما احياء الحنفية و الشيعة فقد خربت و لم يبق لها أثر. ۱
و قد حاول غازان خان المغولى تعمير الرى و انقاذها من الخراب المستحوذ عليها فأمر باعادة بناء المدينة و السكنى فيها و لكنه خاب فى ذلك لان سكانها كانوا قد انتقلوا عنها الى مدينتي ورامين و طهران المجاورتين لها لا سيما الى الاولى اذ كانت أطيب هواء من الرى القديمة. واضحت فى مطلع المئة الثامنة (الرابعة عشرة) أكثر مدن هذه الناحية ازدهارا. و خرائب ورامين على شى ء يسير من جنوب الرى و الى شمالها، على ما ذكر المستوفى، جبل طَبَرِك ـ و هو على ما يظن غير الجبل الذي بني عليه (الخليفة) المهدى قلعته المارة الذكر ـ . و كان فيه معدن الفضة و يأتى منه ربح كثير و قلعة طبرك هذه، على ما فى تاريخ ظهيرالدين، قد بناها منوجهر الزيارى فى مطلع المئة الخامسة (الحادية عشرة). و روى ياقوت ان طغرل الثانى ۲ آخر سلاطين سلاجقة العراق خربها فى سنة 588 (1192). و تحدث طويلا عن حصار هذا الحصن المنيع المشهور و قال ان جبيل طبرك على يمين القاصد خراسان و عن يساره جبل الرى الاعظم (و يظن انه موضع القلعة التى بناها المهدى). و هو متصل بخراب الرى. و وصف المستوفى ضريح امام زاده عبدالعظيم بانه على مقربة من الرى و ما زال هذا المشهد من المزارات المكرمة فى طهران اليوم. و فيه ضريح الحسين بن علي الرضا الامام الثامن.
و من الولايات المشهورة قرب الرى: ولاية شهريار و ذكر المستوفى عرضا قلعة بهذا الاسم تقوم فى شمالى المدينة. و قد اصبحت هذه القلعة بعد ذلك ذات شأن لان

1.ابن حوقل، ۲۷۰ و ۲۸۹؛ ياقوت، ۲: ۵۷۲ و ۸۳۳ و ۸۹۳ و ۸۹۴.

2.الصحيح: الثالث. الاول طغرلبك الفاتح، و الثانى طغرل بن السلطان محمد بن ملكشاه و الثالث طغرل الثالث بن ارسلان بن طغرل الثانى. (الدكتور مصطفى جواد).

  • نام منبع :
    شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج14
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 105924
صفحه از 416
پرینت  ارسال به