ولى ذلك زلزلةٌ.
و دخلت في ولاية بني ساسان سنة 314 ثم اخذها منهم قواد الديلم و انتهت الى بني بويه و استولى عليها ابوعلي المحتاجي فاخذها منه وشمكير بن زياد. ثم اخذها ركن الدولة ابن بويه سنة 330 ثم استولى عليها ابوعلي سنة 333 و بقيت تتقلب عليها ايدي القواد من الترك والديلم و نحوهم مدة طويلة.
و سنة 355 دخلها جماعة من الغزاة الخراسانية و نهبوا دار ابن العميد وزير ركن الدولة ابن بويه و جرجيف و خرج اليهم ركن الدولة فهزموه ثم عاود القتال و حملت عساكره حملةً صادقةً فانهزم الخراسانية و قتل منهم خلقٌ كثير و أُسر اكثر و تفرَّق الباقون. و سنة 420 دخلها يمين الدولة محمد بن سبكتكين و أخذ منها من الاموال الف الف دينار و من الجواهر ما قيمته 500 الف دينار و من الثياب 6 الاف ثوب و من الآلات و غيرها مالايحصى. فهذا يدلُّ على ثروة عظيمة لهذه المدينة في تلك الايام و نرى انهُ لم تكن دولة حينئذ من تلك الدول السامانية والبويهية والتركمانية والديليمة وغيرهنَّ الاّ تطمح اليها اعينها و لذلك كانت موضوع نزاع عظيم مستمرّ بين أولئك القواد والملوك. وكان بها حينئذ مجدالدولة بن بويه فاخرجهُ يمين الدولة و ملك البلد و صلب من الباطنية خلقا كثيرا و نفى المعتزلة الى خراسان واحرق كتب الفلسفة و مذاهب الاعتزال والنجوم واخذ من الكتب ما سوى ذلك مائة حمل. و وصلها الغزُّ في تلك الايام فعاثوا في ضواحيها. ثم استولى عليها طغرلبك السلجوقي سنة 434 فصارت بعد ذلك بيد السلجوقية زمنا مديدا. وسيأتي ذكرها في اخبارهم.
و سنة 571 حصلت زلزلة في تلك الجهات فتخرّب كثير من ابنية الريّ و هلكت جماعة وافرة من اهلها و في سنة 588 صارت بيد الدولة الخوارزمشاهية استولى عليها خوارزمشاه علاءالدين تكش من يد طغرل بن ألب ارسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه السلجوقي و رتب فيها عسكرا لحفظها. ثم لما اكتسحت التتر البلاد الاسلامية في الربع الاول من القرن السابع للهجرة كانت الري من اكثر البلاد خرابا و انتهابا وقتلاً