باستمرار خلافته ، فلا يجوز تقدّم غيره عليه .
ثمّ أنّ نصوصيّة هذا الأثر في الخلافة ربّما يبيّن بطريق آخر ، بيّنّاه في الفوائد ، وإنّما تركناه هنا للاختصار ولِما عهدناه أوّلاً من الإغماض عن المشهورات إلاّ تبعا ، فلا تغفل .
ثمّ إنّ الفضائل التي صرّح الإمام عليه السلام ببعضها وأشار إلى بعضها هنا ثابتة له بإجماع المنصفين من علماء المخالفين ، ودلالةِ الآثار المستفيضة والمتواترة عن سيّد المرسلين ، وكلُّ واحدة منها يوصل الضالّ المسترشد إلى الهدى كنار على عَلَم ، وتُزيل ظُلمة الجهالة عن ساحة قلوب المستبصرين ، كمشعلة مشعولة في الظلم ، و لكنّ «اللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم» .
تحقيق وتمهيد :
اعلم أنّ التمدّح بمحاسن الصفات ، كما يجوز للّه سبحانه . حيث أنّ اتّصافه بها ثابت في نفس الأمر وهو عالم بكونه متّصفا بها . يجوز لأرباب العصمة ولمن يتخلّق بأخلاقهم أيضا ممّن يتّصف بها ويعلم اتّصافه بها ، بدليلٍ يجوز له الاعتماد عليه ويحسن الإصغاء إليه . وليس ذلك بمنهيّ عنه في حقّهم ، كما يرشد إليه تمام قوله : «فلا تزكّوا أنفسكم بل اللّه يزكّي من يشاء هو أعلم بمن اتّقى»۱.
حيث يشعر بأنّ مجوّز التزكية هو العلم بحصول التقوى ، فمن لا علم له به ، لا يجوز له أن يزكّي نفسه .
ومن كان له علم . إمّا بإعلام اللّه له أو بدليل يجوز أن يعتمد عليه . يجوز له ذلك ، بل ربّما يقال : إنّ التمدّح بالكمالات كما يجب على اللّه لتعريف ذاته و توقّف معرفته الواجبة على تعريفه الذي هو لطف واجب عليه ، ربما يجب على
1.سورة الضحى ، الآية ۱۱ .