عنهم الأبصار» 1 .
وبالجملة ليس المراد بالمسكين هنا من تركته الدنيا وهربت منه مع كونه مائلاً إليها ، حتّى سكن لعجزه وفقدان حيلته عن الطلب ، بل المراد به مَن ترك الدنيا وطلّقها لعلمه بحقارتها وعدم بقائها وانتفاء وفائها ، و رغبتِه إلى اللّه وإلى ما وعده للأبرار واعتمادِه عليه ، حتّى سكن إلى رحمة اللّه والنظر إلى ما له عنده عن الفلق والاضطراب والتوجّه إلى ما لديه ، يشهد بذلك ملاحظة المقام والتأمّل في ما يقتضيه سياق كلام سيّد الأنام .
فإذا نقول : إنّ مَن عداه لا يكون إلاّ إماما لأرباب البغي والفساد ، المنحرفين عن طريق الحقّ والرشاد ، لانحصار الإمام في الإمامين ، بدلالة القرآن المنزل على الفريقين .
ثمّ إنّ بقيّة الخبر على رواية ابن حنبل صريحة في المقصود أيضا ، إذ لا مرية في ادّعاء عليّ عليه السلام الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه و آله من غير فصل في غير موضع واحد ، فيكون الويل . وهو أسفل واد من الجحيم . مقرّا لمن كذّبه فيه ، فلا تغفل .
الحديث السادس
۰.روى أبو نعيم بإسناده عن أنس عنه صلى الله عليه و آله ، قال :إنّ ربّ العالمين عهد إليّ في عليّ أ نّه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني . إنّ عليّا أميني غدا يوم القيامة و صاحب رايتي ، بيَدَي عليٍّ مفاتيح خزائن رحمة ربّي ۲ .
بيان :
هذا الخبر رواه أبو نعيم بسند آخر عن بريدة الأسلمي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله و فيه :
1.سورة ص ، الآية ۶۲ و ۶۳ .
2.حلية الأولياء ، ج ۱ ، ص ۶۶ ؛ بشارة المصطفى ، ص ۲۰۰ ؛ المناقب للخوارزمي ص ۳۱۱ .