الباهر، لكفاه، إذ ليس سلالة النبوة والطّهارة، كأحد من النّاس إذا ما أمن واتّقى، و كان عند آبائه الطّاهرين مرضيا مشكورا. ۱
فكيف وهو صاحب الحكاية المعروفة التى أوردها النّجاشى فى ترجمته، وهى ناطقة بجلالة قدره، و علوّ درجته، و فى فضل زيارته روايات متظافرة.
فقد ورد: من زار قبره وجبت له الجنّة، و ثمّ ذكر ـ رحمه اللّه ـ حديث ثواب الأعمال الّتى يأتى ذكره، و قال: ولأبى جعفر بن بابويه كتاب «اخبار عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى» ذكره النّجاشي فى عدّ كتبه، و بالجملة قول ابن بابويه، والنّجاشى، و غيرهما فيه: كان عابدا، ورعا، مرضيّا، يكفى فى استصحاح حديثه فضلاً عمّا أوردناه، فإذن الأصح الأرجح، والأصوب الأقوم، أن يعد الطّريق من جهته صحيحا و فى الدرجة العليا من الصّحة، واللّه سبحانه أعلم «انتهى». و ذكره العلاّمة أيضا فى خلاصته، فقال: كان عالما، عابدا، ورعا، له حكاية تدلّ على حسن حاله، ذكرناها فى كتابنا الكبير، قال محمد بن بابويه انّه كان مرضيّا.
قلت: ولعلّ هذه الحكاية ما أسلفناه لك من عرضه الدّين على إمام زمانه ـ صلوات اللّه عليه، أوالمراد بها سنشير إليه من عاقبة أمره، و ظهور كراماته. و أمّا المراد بمحمد بن بابويه المذكور، فهو شيخنا الصّدوق القمى المبرور، حيث انّه قال فى باب صوم يوم الشكّ، بعد ذكر حديثه ما لفظه: و هذا حديث غريب لا أعرفه إلاّ من طريق عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى، المدفون بالرّى، فى مقابر الشّجرة، و كان مرضيّا. ۲
و قال شيخنا الشّهيد الثّانى، فى تعليقته على الخلاصة: عبدالعظيم هذا هو عبدالعظيم المدفون بمسجد الشّجرة، و قبره يزار، و قد نصّ على زيارته الإمام على بن موسى الرّضا عليه السلام ، قال: من زار قبره و جبت له على اللّه الجنة، ذكر ذلك بعض النسّابين.