51
شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج13

الباهر، لكفاه، إذ ليس سلالة النبوة والطّهارة، كأحد من النّاس إذا ما أمن واتّقى، و كان عند آبائه الطّاهرين مرضيا مشكورا. ۱
فكيف وهو صاحب الحكاية المعروفة التى أوردها النّجاشى فى ترجمته، وهى ناطقة بجلالة قدره، و علوّ درجته، و فى فضل زيارته روايات متظافرة.
فقد ورد: من زار قبره وجبت له الجنّة، و ثمّ ذكر ـ رحمه اللّه ـ حديث ثواب الأعمال الّتى يأتى ذكره، و قال: ولأبى جعفر بن بابويه كتاب «اخبار عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى» ذكره النّجاشي فى عدّ كتبه، و بالجملة قول ابن بابويه، والنّجاشى، و غيرهما فيه: كان عابدا، ورعا، مرضيّا، يكفى فى استصحاح حديثه فضلاً عمّا أوردناه، فإذن الأصح الأرجح، والأصوب الأقوم، أن يعد الطّريق من جهته صحيحا و فى الدرجة العليا من الصّحة، واللّه سبحانه أعلم «انتهى». و ذكره العلاّمة أيضا فى خلاصته، فقال: كان عالما، عابدا، ورعا، له حكاية تدلّ على حسن حاله، ذكرناها فى كتابنا الكبير، قال محمد بن بابويه انّه كان مرضيّا.
قلت: ولعلّ هذه الحكاية ما أسلفناه لك من عرضه الدّين على إمام زمانه ـ صلوات اللّه عليه، أوالمراد بها سنشير إليه من عاقبة أمره، و ظهور كراماته. و أمّا المراد بمحمد بن بابويه المذكور، فهو شيخنا الصّدوق القمى المبرور، حيث انّه قال فى باب صوم يوم الشكّ، بعد ذكر حديثه ما لفظه: و هذا حديث غريب لا أعرفه إلاّ من طريق عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى، المدفون بالرّى، فى مقابر الشّجرة، و كان مرضيّا. ۲
و قال شيخنا الشّهيد الثّانى، فى تعليقته على الخلاصة: عبدالعظيم هذا هو عبدالعظيم المدفون بمسجد الشّجرة، و قبره يزار، و قد نصّ على زيارته الإمام على بن موسى الرّضا عليه السلام ، قال: من زار قبره و جبت له على اللّه الجنة، ذكر ذلك بعض النسّابين.

1.روى الكشى حديثا عن سيدنا و مولانا أبى الحسن الرضا عليه السلام فى على بن عبيداللّه ابن على بن الحسين ... فيما له من الحكاية المعروفة انه عليه السلام قال: ان ولد على و فاطمة اذا عرفهم اللّه هذا الامر لم يكونوا كالناس. «منه»

2.من لا يحضره الفقيه ۲:۸۰.


شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج13
50

إلى أن قال فى صفة علمه: روى أبوتراب الرّويانى: قال سمعت أباحمّاد الرّازى يقول: دخلت على علىّ بن محمد بسرّ من رأى، فسألته عن أشياء من الحلال والحرام، فأجابنى فيها، فلمّا ودّعته قال لى: يا حمّاد إذا أشكل عليك شى ء من أمر دينك بناحيتك فسئل عنه عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى و اقرءه منّى السّلام. هذا، و فى كتب الرّجال رواية عبيداللّه بن موسى الرّوايانى، و سهل بن زياد الآدمى، و أبى تراب عبيداللّه بن الحارثى، و أحمد بن أبى عبداللّه البرقى، صاحب «المحاسن» رضى اللّه عنه و انّ له كتاب «خطب أميرالمؤمنين» و كتاب يسمّيه «كتاب يوم و ليلة» و كتب ترجمتها روايات عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى.
و قد ذكره أيضا السيّد العماد والأمير الدّاماد ـ قدّس سرّه العزيز ـ فى كتابه «الرّواشح السّماوية فى الفوائد الرّجالية» فقال فى جملة كلام له: من الذّايع الشّايع، انّ الطريق الرّواية من جهة أبى القاسم عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى، المدفون بمشهد الشجرة بالرّى ۱ رضى اللّه تعالى عنه و أرضاه ـ من الحسن، لانّه ممدوح غيرمنصوص على توثيقه. و عندى انّ الناقد البصير، والمتبصر الخبير، يتهجنان ذلك و يستقبحانه جدّا، ولو لم يكن له إلاّ حديث عرض الدّين، و مافيه من حقيقة المعرفة، و قول سيّدنا الهادى أبى الحسن الثّالث عليه السلام : يا أباالقاسم أنت وليّنا حقاً، مع ماله من النسب الطاهر و الشرف

1.قال صاحب «عمدة الطالب» فى طى ذكره لعقب السيد أبى الحسين زيد بن الحسن المجتبى عليه السلام بعدما نقل فى وصف زيد المذكور عن الموضح النسابة انه كان يتولى صدقات رسول اللّه صلى الله عليه و آله و تخلف عن عمه الحسين، فلم يخرج معه الى العراق، و بايع بعد قتل عمه الحسين عليه السلام عبداللّه بن الزبير، لان اخته لامه و أبيه كانت تحت عبداللّه بن الزبير. قاله ابونصر البخارى. ثم انه ذكر عقبه من الحسن ابنه، و قال بعد ذلك و اما على الشهيد ابن الحسن بن زيد و يكنى ابى الحسن و امه ام ولد؛ و عقبه من ابنه عبداللّه بن على و امه ام ولد، قال ابونصر سهل بن داود البخارى، يقال: ان عبداللّه بن على استخلصه الحسن بن زيد جده بعد فوت أبيه على بالقافة، و ذلك ان اباه عليا ملك فى حياة ابيه الحسن بن زيد و ام ابنه عبداللّه جارية بيعت و لم يعلم انها حامل، و لما توفى على بن الحسن بن زيد ردها المشترى الى ابيه الحسن بن زيد فو لدت عبداللّه فشك فيه فدعى بالقافة فالحقوه فولد عبداللّه بن على عبدالعظيم، السيد الزاهد المدفون فى مسجد الشجرة بالرى و قبره يزار و اولد عبدالعظيم محمد بن عبدالعظيم و كان زاهدا كبيرا، وانقرض عبدالعظيم فلا عقب «منه».

  • نام منبع :
    شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج13
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 135730
صفحه از 393
پرینت  ارسال به