59
شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج13

و فى فضل زيارته روايات متظافرة، و قد ورد: من زار قبره و جبت له الجنة، ثم ذكر رحمه اللّه حديث ثواب الاعمال الذى مر، وقال: و لأبى جعفر بن بابويه كتاب أخبار عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى رحمه اللّه ذكره النجاشى فى عد كتبه.
و بالجملة: قول ابن بابويه والنجاشى و غيرهما فيه، كان عابدا ورعا مرضياً يكفى فى استصحاح حديثه فضلاً عما اوردناه، فإذن الأصح الارجح والاصوب الاقوم أن يعد الطريق من جهته صحيحا و فى الدرجة العليا من الصحة، واللّه سبحانه اعلم.
أقول: وكان المراد من الحكاية فى قول العلامة رحمه اللّه فى الخلاصة له حكاية تدل على حسن حاله هى الحكاية التى أسلفنا من عرض الدين على امام زمانه صلوات اللّه و سلامه عليه أوالمراد بها ماسنشير اليه من عاقبة أمره و ظهور كراماته.
ثم المراد بمحمد بن بابويه فى قوله (أى العلامة) فيها (أى الخلاصة) هو شيخنا الصدوق القمى رضى اللّه عنه قال فى باب صوم يوم الشك بعد ذكر حديثه مالفظه:
وهذا حديث غريب لا أعرفه الا من طريق عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى المدفون بالرى فى مقابر الشجرة و كان مرضيا.
و قال شيخنا الشهيد الثانى رحمه اللّه فى تعليقه على الخلاصة: عبدالعظيم هذا هو عبدالعظيم المدفون بمسجد الشجرة، و قبره يزار، وقد نص على زيارته الامام على بن موسى الرضا عليهماالسلام، قال، من زار قبره و جبت له على اللّه الجنة، ذكر ذلك بعض النسابين.
والمراد بالقبر فى قول النجاشى: وكان يخرج مستترا فيزور القبر المقابل قبره، هو: قبر حمزة بن موسى بن جعفر عليهماالسلام المدفون هناك، و هو أيضا مزار معروف فى زماننا هذا، والحقير قد تشرفت فى عامنا هذا سنة: 1311 به زيارتهما حين قصدت زيارة على بن موسى الرضا عليهماالسلام والحمدللّه على اتمام هذه النعمة علىّ.
ثم ان المدينة القديمة المسماة بالرى كأنها قد انهدمت، و لم يبق منها أثرالا ذلك القبر الشريف. و ما يحوى حوله من قصبة واقعة على رأس فرسخ من طهران (بالطاء المؤلفة المشالة) على ما هوالمشهور فى زماننا، ولكن ضبط صاحب تلخيص الآثار:


شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج13
58

ثم ان من جملة من ذكره بالتفصيل هوالصاحب بن عباد الوزير العادل الكامل فى مقالة له عليحدة فقال بعد ذكر اسمه و نسبه الشريف، هوذو ورع و دين عابد معروف بالامانة و صدق اللهجة، عالم بامور الدين، قائل بالتوحيد والعدل، كثيرالحديث والروية يروى عن جعفر بن محمد بن على بن موسى و عن ابنه أبى الحسن صاحب العسكر، ولهما اليه الرسائل ـ الى ان قال فى صفة علمه: روى ابوتراب الرؤيا فى قال سمعت اباحماد الرازى يقول دخلت على على بن محمد عليهماالسلام بسر من رأى فسئلته عن اشياء من الحلال والحرام. فأجابنى فيها، فلما ودعته قال لى يا حماد اذا اشكل عليك شى ء من أمر دينك بناحيتك فسل عنه عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى و اقرئه منى السلام، هذا.
وفى كتب الرجال رواية عبيداللّه بن موسى الرويانى، و سهل بن زياد الآدمى، و أبى تراب عبيداللّه الحارثى، و أحمد بن أبى عبداللّه البرقى صاحب كتاب المحاسن عنه رضى اللّه.
و ان له كتاب خطب اميرالمؤمنين عليه السلام ، و كتاب يسميه كتاب يوم وليلة، و كتب ترجمتها روايات عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى.
وقد ذكره أيضا السيد العماد والامير الداماد قدس سره العزيز فى كتابه الرواشح السماوية فى الفوائد الرجالية، فقال فى جملة كلام له من الذايع الشايع، ان طريق الرواية من جهة أبى القاسم عبدالعظيم بن عبيداللّه الحسنى المدفون به مشهد الشجرة بالرى رضى اللّه عنه و أرضاه من الحسن، لأنه ممدوح غير منصوص على توثيقه.
و عندى ان الناقد البصير و المتبصر الخبير يستهجنان ذلك و يستقبحانه جدا ولولم يكن له الاحديث عرض الدين و مافيه من حقيقة المعرفة، وقول سيدنا الهادى أبى الحسن الثالث عليه السلام : يا أباالقاسم أنت ولينا حقا، مع ماله من النسب الطاهر والشرف الباهر لكفاه، اذليس سلالة النبوة والطهارة كأحد من الناس، اذا ما آمن واتقى و كان عند آبائه الطاهرين مرضيا مشكورا فكيف و هو صاحب الحكاية المعروفة التى قد أوردها النجاشى فى ترجمته، و هى ناطقة بجلالة قدره و علو درجته.

  • نام منبع :
    شناخت نامه حضرت عبدالعظيم حسني (ع) و شهر ري ج13
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 135279
صفحه از 393
پرینت  ارسال به