و فى فضل زيارته روايات متظافرة، و قد ورد: من زار قبره و جبت له الجنة، ثم ذكر رحمه اللّه حديث ثواب الاعمال الذى مر، وقال: و لأبى جعفر بن بابويه كتاب أخبار عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى رحمه اللّه ذكره النجاشى فى عد كتبه.
و بالجملة: قول ابن بابويه والنجاشى و غيرهما فيه، كان عابدا ورعا مرضياً يكفى فى استصحاح حديثه فضلاً عما اوردناه، فإذن الأصح الارجح والاصوب الاقوم أن يعد الطريق من جهته صحيحا و فى الدرجة العليا من الصحة، واللّه سبحانه اعلم.
أقول: وكان المراد من الحكاية فى قول العلامة رحمه اللّه فى الخلاصة له حكاية تدل على حسن حاله هى الحكاية التى أسلفنا من عرض الدين على امام زمانه صلوات اللّه و سلامه عليه أوالمراد بها ماسنشير اليه من عاقبة أمره و ظهور كراماته.
ثم المراد بمحمد بن بابويه فى قوله (أى العلامة) فيها (أى الخلاصة) هو شيخنا الصدوق القمى رضى اللّه عنه قال فى باب صوم يوم الشك بعد ذكر حديثه مالفظه:
وهذا حديث غريب لا أعرفه الا من طريق عبدالعظيم بن عبداللّه الحسنى المدفون بالرى فى مقابر الشجرة و كان مرضيا.
و قال شيخنا الشهيد الثانى رحمه اللّه فى تعليقه على الخلاصة: عبدالعظيم هذا هو عبدالعظيم المدفون بمسجد الشجرة، و قبره يزار، وقد نص على زيارته الامام على بن موسى الرضا عليهماالسلام، قال، من زار قبره و جبت له على اللّه الجنة، ذكر ذلك بعض النسابين.
والمراد بالقبر فى قول النجاشى: وكان يخرج مستترا فيزور القبر المقابل قبره، هو: قبر حمزة بن موسى بن جعفر عليهماالسلام المدفون هناك، و هو أيضا مزار معروف فى زماننا هذا، والحقير قد تشرفت فى عامنا هذا سنة: 1311 به زيارتهما حين قصدت زيارة على بن موسى الرضا عليهماالسلام والحمدللّه على اتمام هذه النعمة علىّ.
ثم ان المدينة القديمة المسماة بالرى كأنها قد انهدمت، و لم يبق منها أثرالا ذلك القبر الشريف. و ما يحوى حوله من قصبة واقعة على رأس فرسخ من طهران (بالطاء المؤلفة المشالة) على ما هوالمشهور فى زماننا، ولكن ضبط صاحب تلخيص الآثار: