أقول: هذه الرواية تنافي ما تقدّم عن الشيخ في رجاله، من عدّ عبدالعظيم، من أصحاب أبي محمد عليه السلام ، لكن الرواية ضعيفة لجهالة الراوي عن الامام عليه السلام ، وقد تقدّم عدم ثبوت ذلك عن الشيخ.
ثمّ إنّ المحدّث النوري ـ قدّس سرّه ـ ذكر في شرح المشيخة، في الفائدة الخامسة من الخاتمة، في ترجمة عبدالعظيم من طريق الصدوق، من مستدركه، رسالة عن الصاحب بن عبّاد في ترجمة عبدالعظيم، وفيها: روى أبوتراب الروياني، قال: سمعت أباحمّاد الرازي، يقول: دخلت على علي بن محمد عليهماالسلام، بسرّ من رأى فسألته عن أشياء من الحلال والحرام فأجابني فيها فلما ودّعته قال لي: يا حمّاد إذا أشكل عليك شيء من أمر دينك بناحيتك فسل عنه عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني و اقرأه مني السلام (وانتهى).
أقول: هذه الرواية أيضا ضعيفة ولا أقلّ من جهة الارسال.
ثمّ إنه حكي عن الشهيد الثاني ـ قدّس سرّه ـ أنه قال في تعليقته على الخلاصة: هذا هو عبدالعظيم المدفون في مسجد الشجرة في الريّ و قبره يزار، وقد نصّ على زيارته الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، قال: من زار قبره وجبت له الجنّة، روى ذلك بعض النسّابين.
أقول: المتحصّل من كلمات أصحابنا أنّ عبدالعظيم لم يدرك الرضا عليه السلام ، فضلاً عن أن يكون متوفّى في حياته، فما ذكره بعض النسّابين وهم جزما، فهذه المرسلات غير قابلة للتصديق.
نعم في كتاب الاختصاص، في موعظة نافعة رواها عن عبدالعظيم، قال: وروى عن عبدالعظيم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، قال: يا عبدالعظيم أبلغ عني أوليائي السلام ... الحديث.
فإن مقتضى هذه الرواية ادراك عبدالعظيم الرضا عليه السلام ، إلاّ أنه لا اعتماد عليها، ولا أقلّ من جهة الارسال. والذي يهوّن الخطب أنّ جلالة مقام عبدالعظيم و إيمانه و ورعه غنية عن التشبّث في إثباتها بأمثال هذه الروايات الضعاف.