147
نَهجُ الذِّكر ج1

الرَّبِّ وهُوَ أعلَمُ مِنهُم ، فَيَقولونَ : يا رَبَّنا ، عِبادُكَ سَبَّحوكَ فَسَبَّحنا ، وكَبَّروكَ فَكَبَّرنا ، وحَمِدوكَ فَحَمِدنا .
فَيَقولُ رَبُّنا : يا مَلائِكَتي ، اُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم .
فَيَقولونَ : فيهِم فُلانٌ وفُلانٌ الخَطّاءُ!
فَيَقولُ : هُمُ القَومُ لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . ۱

۴۷۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ المَلائِكَةَ يَمُرّونَ عَلى حَلَقِ الذِّكرِ ، فَيَقومونَ عَلى رُؤوسِهِم ، ويَبكونَ لِبُكائِهِم ، ويُؤمِّنونَ لِدُعائِهِم ، فَإِذا صَعِدوا [ إلَى] ۲ السَّماءِ ، يَقولُ اللّهُ تَعالى : يا مَلائِكَتيأينَ كُنتُم؟ ـ وهُوَ أعلَمُ ـ فَيَقولونَ : يا رَبَّنا إنّا حَضَرنا مَجلِسا مِن مَجالِسِ الذِّكرِ ، فَرَأَينا أقواما يُسَبِّحونَكَ ويُمَجِّدونَكَ ويُقَدِّسونَكَ ، ويَخافونَ نارَكَ .
فَيَقولُ اللّهُ سُبحانَهُ : يا مَلائِكَتي ، اِزوُوها عَنهُم واُشهِدُكم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم ، وآمَنتُهُم مِمّا يَخافونَ .
فَيَقولونَ : رَبَّنا ، إنَّ فيهِم فُلانا وإنَّهُ لَم يَذكُركَ!
فَيَقولُ : قَد غَفَرتُ لَهُ بِمُجالَسَتِهِ لَهُم ؛ فَإِنَّ الذّاكِرينَ مَن لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . ۳

۴۷۷.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ لِمَلائِكَتِهِ عِندَ انصِرافِ أهلِ مَجالِسِ الذِّكرِ وَالعِلمِ إلى مَنازِلِهِم : اُكتُبوا ثَوابَ ما شاهَدتُموهُ مِن أعمالِهِم . فَيَكتُبونَ لِكُلِّ واحِدٍ ثَوابَ عَمَلِهِ ، ويَترُكونَ بَعضَ مَن حَضَرَ مَعَهُم فَلا يَكتُبونَهُ .
فَيَقولُ اللّهُ عز و جل : ما لَكُم لَم تَكتُبوا فُلانا ألَيسَ كانَ مَعَهُم ، وقَد شَهِدَهُم؟ فَيَقولونَ :

1.المعجم الصغير : ج ۲ ص ۱۰۹ ، حلية الأولياء : ج ۵ ص ۱۱۷ عن عمر بن ذرّ عن أبيه ، الدرّ المنثور : ج ۵ ص ۳۸۱ نقلاً عن ابن مردويه.

2.مابين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

3.عدّة الداعي : ص ۲۴۱ ، أعلام الدين : ص ۲۸۰ ، إرشاد القلوب : ص ۶۱ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۴۶۸ ح ۲۰.


نَهجُ الذِّكر ج1
146

ويُكَبِّرونَكَ ، ويَحمَدونَكَ ، ويُمَجِّدونَكَ . فَيَقولُ : هَل رَأَوني؟ فَيَقولونَ : وَاللّهِ ما رَأَوكَ! فَيَقولُ : وكَيفَ لَو رَأَوني؟ يَقولونَ : لَو رَأَوكَ كانوا أشَدَّ لَكَ عِبادَةً ، وأشَدَّ لَكَ تَمجيدا ، وأكثَرَ لَكَ تَسبيحا .
يَقولُ : فَما يَسأَلونَني؟ [ يَقولونَ] ۱ يَسأَلونَكَ الجَنَّةَ . يَقولُ : وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ : لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها . يَقولُ : فَكَيفَ لَو أنَّهُم رَأَوها؟ يَقولونَ : لَو أنَّهُم رَأَوها كانوا أشَدَّ عَلَيها حِرصا ، وأشَدَّ لَها طَلَبا ، وأعظَمَ فيها رَغبَةً .
قال : فَمِمَّ يَتَعَوَّذونَ؟ يَقولونَ : مِنَ النَّارِ . يَقولُ : وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ : لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها . يَقولُ : فَكَيفَ لَو رَأَوها؟ يَقولونَ : لَو رَأَوها كانوا أشَدَّ مِنها فِرارا ، وأشَدَّ لَها مَخافَةً .
فَيَقولُ : فَاُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم .
يَقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ : فيهِم فُلانٌ لَيس مِنهُم ، إنَّما جاءَ لِحاجَةٍ!
قالَ : هُمُ الجُلَساءُ لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . ۲

۴۷۵.المعجم الصغير عن ابن عبّاس :مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِعَبدِ اللّهِ بنِ رَواحَةَ الأَنصارِيِّ وهُوَ يُذَكِّرُ أصحابَهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أما إنَّكُمُ المَلَأُ الَّذينَ أمَرَنِي اللّهُ أن أصبِرَ نَفسي مَعَكُم ، ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَ الْعَشِىِّ» إلى قَولِهِ : «وَ كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا»۳ ، أما إنَّهُ ما جَلَسَ عِدَّتُكُم إلّا جَلَسَ مَعَهُم عِدَّتُهم مِنَ المَلائِكَةِ ، إن سَبَّحُوا اللّهَ سَبَّحوهُ ، وإن حَمِدُوا اللّهَ حَمِدوهُ ، وإن كَبَّرُوا اللّهَ كَبَّروهُ ، ثُمَّ يَصعَدونَ إلَى

1.سقط ما بين المعقوفين من المصدر ، وأثبتناه من المصادر الاُخرى .

2.صحيح البخاري : ج ۵ ص ۲۳۵۳ ح ۶۰۴۵ ، صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۰۶۹ ح ۲۵ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۶۷۲ ح ۱۸۲۱ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۵۷۹ ح ۳۶۰۰ ، مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۵۶ ح ۷۴۲۸ كلاهماعن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخدري وكلّها نحوه ، كنزالعمّال : ج ۱ ص ۴۱۳ ح ۱۷۴۷.

3.الكهف : ۲۸.

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 80092
صفحه از 604
پرینت  ارسال به