187
نَهجُ الذِّكر ج1

۵۴۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» سُنَّةُ اللّهِ ، سَبَقَت رَحمَةُ اللّهِ غَضَبَهُ . ۱

راجع : موسوعة العقائد الإسلامية ج 3 ص 421 «التعرّف على أسماء اللّه » .

1.الاختصاص : ص ۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۳۳۸ ح ۲۰ .


نَهجُ الذِّكر ج1
186

قُلتُ : اللّهُ؟
قالَ : الأَلِفُ آلاءُ اللّهِ عَلى خَلقِهِ مِنَ النِّعَمِ بِوِلايَتِنا ، وَاللّامُ إلزامُ اللّهِ خَلقَهُ وِلايَتَنا . قُلتُ : فَالهاءُ؟
فَقالَ : هَوانٌ لِمَن خالَفَ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم . قُلتُ : الرَّحمنُ؟
قالَ : بِجَميعِ العالَمِ . قُلتُ : الرَّحيمُ؟
قالَ : بِالمُؤمِنينَ خاصَّةً . ۱

۵۴۱.الكافي عن عبد اللّه بن سنان :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن تَفسيرِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» ، قالَ :
الباءُ بَهاءُ اللّهِ ، وَالسِّينُ سَناءُ اللّهِ ، وَالميمُ مَجدُ اللّهِ ـ ورَوى بَعضُهُم : الميمُ مُلكُ اللّهِ ـ ، وَاللّهُ إلهُ كُلِّ شَيءٍ ، الرَّحمنُ بِجَميعِ خَلقِهِ ، وَالرَّحيمُ بِالمُؤمِنينَ خاصَّةً ۲ .

1.معاني الأخبار : ص ۳ ح ۲ ، التوحيد : ص ۲۳۰ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۳۱ ح ۱۲ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۱۴ ح ۱ ، التوحيد : ص ۲۳۰ ح ۲ ، معاني الأخبار : ص ۳ ح ۱ ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۸ عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۳۱ ح ۱۱ . قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «الباء بهاء اللّه » ، يظهر من كثير من الأخبار أنّ للحروف المفردة أوضاعا ومعاني متعدّدة لا يعرفها إلّا حجج اللّه عليهم السلام ، وهذه إحدى جهات علومهم واستنباطهم من القرآن ، وقد روت العامّة في «الم» عن ابن عبّاس : أنّ الألف آلاء اللّه ، واللام لطفه ، والميم ملكه ، والبهاء الحسن ، والسناء ـ بالمدّ ـ الرفعة ، والمجد الكرم والشرف . وأقول : يمكن أن يكون هذا مبنيّا على الاشتقاق الكبير والمناسبة الذاتية بين الألفاظ ومعانيها ، فالباء لمّا كانت مشتركة بين المعنى الحرفيّ وبين البهاء فلابدّ من مناسبة بين معانيهما ، وكذا الاسم والسناء لمّا اشتركا في السين فلذا اشتركا في معنى العلوّ والرفعة ، وكذا الاسم لمّا اشترك مع المجد والملك فلا بدّ من مناسبة بين معانيها ، وهذا باب واسع في اللغة يظهر ذلك للمتتبّع بعد تتبّع المباني والمعاني ، فالمراد بقوله عليه السلام : «والسين سناء اللّه » ، أنّ هذا الحرف في الاسم مناط لحصول هذا المعنى فيه ، وكذا البواقي ، والتأمّل في ذلك يكسر سورة الاستبعاد عن ظاهر هذا الكلام ، وهذا ممّا خطر بالبال في هذا المقام . ولعلّه أقرب ممّا أفاده بعض الأعلام ، حيث قال : لمّا كان تفسيره بحسب معنى حرف الإضافة ، ولفظ الاسم غير محتاج إلى البيان للعارف باللغة أجاب عليه السلام بالتفسير بحسب المدلولات البعيدة ، أو لأنّه لمّا صار مستعملاً للتبرّك مخرجا عن المدلول الأوّل ففسّره بغيره ممّا لوحظ في التبرّك ، والمراد بهذا التفسير إمّا أنّ هذه الحروف لمّا كانت أوائل هذه الألفاظ الدالّة على هذه الصفات اُخذت للتبرّك أو أنّ هذه الحروف لها دلالة على هذه المعاني إمّا على أنّ للحروف مناسبة مع المعاني بها وضعت لها ، وهي أوائل هذه الألفاظ فهي أشدّ حروفها مناسبة وأقواها دلالة لمعانيها أو لأنّ الباء لمّا دلّت على الارتباط والانضياف ومناط الارتباط والانضياف إلى شيء وجدان حسن مطلوب للطالب ، ففيها دلالة على حسن وبهاء مطلوب لكلّ طالب ، وبحسبها فسّرت ببهاء اللّه ، ولمّا كان الاسم من السموّ الدالّ على الرفعة والعلوّ والكرم والشرف ، فكلّ من الحرفين بالانضمام إلى الآخر دالّ على ذلك المدلول ، فنسبت الدلالة على السناء بحسب المناسبة إلى السين ، وفسّرها بسناء اللّه ، والدلالة على المجد أو الملك بحسبها إلى الميم ، وفسّرها بالمجد أو الملك على الرواية الاُخرى . «واللّه إله كلِّ شيء» أي مستحقّ للعبودية لكلّ شيء والحقيق بها ، والرحمن لجميع خلقه . اعلم أنّ الرحمن أشدّ مبالغة من الرحيم ، لأنّ زيادة البناء تدلّ على زيادة المعنى ، وذلك إنّما يعبّر تارة باعتبار الكمِّيّة واُخرى باعتبار الكيفيّة ، فعلى الأوّل قيل : يا رحمن الدنيا ؛ لأنّه يعمّ المؤمن والكافر ، ورحيم الآخرة ؛ لأنّه يخصّ المؤمن . وعلى الثّاني قيل : يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ؛ بتخصيص الأوّل بجلائل النّعم والثّاني بغيرها ، والثاني أيضا يحتمل أن يكون محمولاً على الوجه الأوّل ، أي رحمن الدارين بالنعم العامّة ، والرّحيم فيهما بالنعم الخاصّة بالهداية والتوفيق في الدّنيا والجنّة ودرجاتها ، والأخير في هذا الخبر أظهر (مرآة العقول : ج ۲ ص ۳۷) .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 79402
صفحه از 604
پرینت  ارسال به