251
نَهجُ الذِّكر ج1

فَقالَ اليَهودِيُّ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . ۱

۷۱۰.الإمام عليّ عليه السلام ـ بَعدَ أن بَيَّنَ مَعنَى الرُّكوعِ ـ :ومَعنى قَولِهِ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» ؛ فَ «سُبحانَ اللّهِ» : أنَفَةٌ للّهِِ عز و جل ، و«رَبّي» : خالِقي ، وَ«العَظيمِ» : هُوَ العَظيمُ في نَفسِهِ ، غَيرُ مَوصوفٍ بِالصِّغَرِ ، وعَظيمٌ فِي مُلكِهِ وسُلطانِهِ ، وأعظَمُ مِن أن يوصَفَ ، تَعالَى اللّهُ . ۲

۷۱۱.عنه عليه السلام ـ بَعدَ أن بَيَّنَ مَعنَى السُّجودِ ـ :ومَعنى قَولِهِ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى» ؛ فَ «سُبحانَ» : أنَفَةٌ للّهِِ ، و«رَبِّي» : خالِقي ، وَ«الأَعلى» : أي عَلا وَارتَفَعَ في سَماواتِهِ حَتّى صارَ العِبادُ كُلُّهُم دونَهُ ، وقَهَرَهُم بِعِزَّتِهِ ، ومِن عِندِهِ التَّدبيرُ ، وإلَيهِ تَعرُجُ المَعارِجُ . ۳

۷۱۲.الإمام الصادق عليه السلام ـ لِهِشامِ بنِ الحَكَمِ وقَد سَأَلَهُ عَن تَفسيرِ سُبحانَ اللّهِ ـ :أنَفَةٌ للّهِِ ، أما تَرَى الرَّجُلَ إذا عَجِبَ مِنَ الشَّيءِ قالَ : سُبحانَ اللّهِ . ۴

۷۱۳.التوحيد عن يزيد بن الأصمّ :سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما تَفسيرُ : سُبحانَ اللّهِ؟ قالَ : إنَّ في هذَا الحائِطِ رَجُلاً كانَ إذا سُئِلَ أنبَأَ ، وإِذا سكَتَ ابتَدَأَ .
فَدَخَلَ الرَّجُلُ ؛ فَإِذا هُوَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَقالَ : يا أَبَا الحَسَنِ ، ما تَفسيرُ : سُبحانَ اللّهِ؟
قالَ : هُوَ تَعظيمُ جَلالِ اللّهِ عز و جل ، وتَنزيهُهُ عَمّا قالَ فيهِ كُلُّ مُشرِكٍ ، فَإِذا قالَهَا العَبد

1.علل الشرايع : ص ۲۵۱ ح ۸ عن الحسن بن عبد اللّه عن آبائه ، الأمالي للصدوق : ص ۲۵۵ ح ۲۷۹ عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه الحسن عليه السلام ، الاختصاص : ص ۳۴ عن الحسين بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه عن آبائه عن الإمام الحسين عليهم السلامنحوه ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۹۴ ح ۵ .

2.بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۱۱۶ ح ۲۵ نقلاً عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم .

3.بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۱۳۹ ح ۲۴ نقلاً عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم .

4.الكافي : ج ۳ ص ۳۲۹ ح ۵ ، معاني الأخبار : ص ۹ ح ۱ عن هشام بن عبدالملك وفيه صدره إلى «أنفة للّه » .


نَهجُ الذِّكر ج1
250

۷۰۹.الإمام الحسن عليه السلام :جاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهودِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَسَأَلَهُ أعلَمُهُم فَقالَ لَهُ : أخبِرني عَن تَفسيرِ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ .
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : عَلِمَ اللّهُ عز و جل أَنَّ بَني آدَمَ يَكذِبونَ عَلَى اللّهِ عز و جل ، فَقالَ : «سُبحانَ اللّهِ» ؛ بَراءَةً مِمّا يَقولونَ .
وأمّا قَولُهُ : «الحَمدُ للّهِِ» ؛ فَإِنَّهُ عَلِمَ أَنَّ العِبادَ لا يُؤَدّونَ شُكرَ نِعمَتِهِ فَحَمِدَ نَفسَهُ قَبلَ أن يَحمَدَهُ العِبادُ ، وهُوَ أوَّلُ كَلامٍ ، لَولا ذلِكَ لَما أنعَمَ اللّهُ تَعالى عَلى أحَدٍ بِنِعمَتِهِ .
وقَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» يَعني وَحدانِيَّتَهُ ، لا يَقبَلُ الأَعمالَ إلّا بِها ، وهِيَ كَلِمَةُ التَّقوى ، يُثقِلُ اللّهُ بِهَا المَوازينَ يَومَ القِيامَةِ .
وأمّا قَولُهُ : «اللّهُ أكبَرُ» ، فَهِيَ كَلِمَةٌ أعلَى الكَلِماتِ وأحَبُّها إلَى اللّهِ عز و جل؛ يَعني أنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أكبرَ مِنهُ ، ولا تَصِحُّ الصَّلاةُ إلّا بِها لِكَرامَتِها عَلَى اللّهِ عز و جل ، وهُوَ الاِسمُ الأَعَزُّ الأَكرَمُ .
قالَ اليَهودِيُّ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . فَما جَزاءُ قائِلِها؟
قالَ : إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» ، سَبَّحَ مَعَهُ ما دونَ العَرشِ ، فَيُعطى قائِلُها عَشرَ أمثالِها . وإذا قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، أنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعَمِ الدُّنيا مَوصولاً بِنِعَمِ الآخِرَةِ ، وهِيَ الكَلِمَةُ الَّتي يَقولُها أهلُ الجَنَّةِ إذا دَخَلوها ، ويَنقَطِعُ الكَلامُ الَّذي يَقولونَهُ فِي الدُّنيا ما خَلَا الحَمدُ للّهِِ ؛ وذلِكَ قَولُهُ تَعالى : «دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَـنَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَـمٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ»۱ . وأمّا قَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، فَثَمَنُهَا الجَنَّةُ ؛ وذلِكَ قَولُ اللّهِ تَعالى : «هَلْ جَزَاءُ الْاءِحْسَـنِ إِلَا الْاءِحْسَـنُ»۲ قالَ : هَل جَزاءُ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلَا الجَنَّةُ .

1.يونس : ۱۰ .

2.الرحمن : ۶۰ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 80102
صفحه از 604
پرینت  ارسال به