۸۷۹.رجال الكشّي عن سعيد بن المسيّب :كانَ القَومُ لا يَخرُجونَ مِن مَكَّةَ ، حَتّى يَخرُجَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ سَيِّدُ العابِدينَ عليه السلام ، فَخَرَجَ وخَرَجتُ مَعَهُ ، فَنَزَلَ في بَعضِ المَنازِلِ فَصَلّى رَكعَتَينِ ، فَسَبَّحَ في سُجودِهِ ، فَلَم يَبقَ شَجَرٌ ولا مَدَرٌ إلّا سَبَّحوا مَعَهُ ، فَفَزِعنا ، فَرَفَعَ رَأسَهُ ، فَقالَ : يا سَعيدُ ، أفَزِعتَ؟ قُلتُ : نَعَم يَابنَ رَسولِ اللّهِ!
فَقالَ : هذَا التَّسبيحُ الأَعظَمُ ، حَدَّثَني أبي ، عَن جَدّي ، عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قالَ : لا يَبقَى الذُّنوبُ مَعَ هذَا التَّسبيحِ ، فَقُلتُ : عَلِّمنا .
وفي رِوايَةِ عَلِيِّ بنِ زَيدٍ ، عَن سَعيدِ بنِ المُسَيَّبِ ، أنَّهُ الإِمامَ زَينَ العابِدينَ عليه السلام [سَبَّحَ في سُجودِهِ ، فَلَم يَبقَ حَولَهُ شَجَرَةٌ ولا مَدَرَةٌ إلّا سَبَّحَت بِتَسبيحِهِ ، فَفَزِعتُ مِن ذلِكَ وأصحابي ، ثُمَّ قالَ : يا سَعيدُ ، إنَّ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ لَمّا خَلَقَ جَبرَئيلَ ، ألهَمَهُ هذَا التَّسبيحَ ، فَسَبَّحَتِ السَّماواتُ ومَن فيهِنَّ لِتَسبيحِهِ الأَعظَمِ ، وهُوَ اسمُ اللّهِ عز و جلالأَكبَرُ . . . وَالتَّسبيحُ هُوَ هذا :
سُبحانَكَ اللّهُمَّ وحَنانَيكَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وتَعالَيتَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَالعِزُّ إزارُكَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَالعَظَمَةُ رِداؤُكَ ـ ويُقالُ سِربالُكَ ـ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَالكِبرِياءُ سُلطانُكَ ، سُبحانَكَ مِن عَظيمٍ ما أعظَمَكَ ! سُبحانَكَ سُبِّحتَ فِي الأَعلى ، سُبحانَكَ تَسمَعُ وتَرى ما تَحتَ الثَّرى ، سُبحانَكَ أنتَ شاهِدُ كُلِّ نَجوى ، سُبحانَكَ مَوضِعُ كُلِّ نَجوى ۱ ، سُبحانَكَ حاضِرُ كُلِّ مَلَأٍ ، سُبحانُكَ عَظيمُ الرَّجاءِ ، سُبحانَكَ تَرى ما في قَعرِ الماءِ ، سُبحانَكَ تَسمَعُ أنفاسَ الحيتانِ في قُعورِ البِحارِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ السَّماواتِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الأَرَضينَ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الظُّلمَةِ وَالنّورِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الفَيءِ وَالهَواءِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الرّيحِ كَم هِيَ مِن مِثقالِ ذَرَّةٍ ، سُبحانَكَ قُدّوسٌ قُدّوسٌ قُدّوسٌ ، سُبحانَكَ عَجَبا