367
نَهجُ الذِّكر ج1

لا تُهلِكني يا اللّهُ لَكَ الحَمدُ . وإذا صاحَ الثَّعلَبُ يَقولُ : الدُّنيا دارُ غُرورٍ . وإذا صاحَ الغَزالُ يَقولُ : نَجِّني مِنَ الأَذى . وإذا صاحَ الكَركَدَّنُ يَقولُ : أغِثني وإلّا هَلَكتُ يا مَولايَ . وإذا صاحَ الإِيَّلُ يَقولُ : حَسبِيَ اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ حَسبِي . وإذا صاحَ النَّمِرُ يَقولُ : سُبحانَ مَن تَعَزَّزَ بِالقُدرَةِ سُبحانَهُ . وإذا سَبَّحَتِ الحَيَّةُ تَقولُ : ما أشقى مَن عَصاكَ يا رَحمنُ . وإذا سَبَّحَتِ العَقرَبُ تَقولُ : الشَّرُّ شَيءٌ وَحشٌ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : ما خَلَقَ اللّهُ مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ تَسبيحٌ يَحمَدُ بِهِ رَبَّهُ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَـكِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ»۱ . ۲

۹۸۰.حلية الأولياء عن أبي حمزة الثمالي :قالَ لي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ـ وسَمِعَ عَصافيرَ يَصِحنَ فَقالَ ـ : تَدري يا أبا حَمزَةَ ما يَقُلنَ؟ قُلتُ : لا! قالَ : يُسَبِّحنَ ۳ رَبّي عز و جل ، ويَطلُبنَ قوتَ يَومِهِنَّ . ۴

۹۸۱.تاريخ بغداد عن ثابت بن أبي صفيّة :كُنّا مَعَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام جُلوسا في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ مَرَّ بِنا عَصافيرُ يَصِحنَ ، فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أتَدرونَ ما تَقولُ هذِهِ العَصافيرُ؟ قُلنا : لا !
قالَ : أما إنّي ما أقولُ إنّي أعلَمُ الغَيبَ ، ولكِن سَمِعتُ أبي يَقولُ : سَمِعتُ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «إنَّ الطَّيرَ إذا أصبَحَت سَبَّحَت رَبَّها ، وسَأَلَتهُ قُوتَ يَومِها»؛ وإنَّ هذِهِ تُسَبِّحُ رَبَّها ، وتَسأَ لُهُ قُوتَ يَومِها . ۵

1.الإسراء : ۴۴ .

2.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۴۸ ح ۵ ، بحار الأنوار : ج ۶۴ ص ۲۷ ح ۸ .

3.في المصدر : «تُسَبِّحنَ» ، والصواب ما أثبتناه .

4.حلية الأولياء : ج ۳ ص ۱۸۷ ؛ بصائر الدرجات : ص ۳۴۱ ح ۱ وح ۲ كلاهما عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام نحوه ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۸۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۲۶۱ .

5.تاريخ بغداد : ج ۱۱ ص ۹۸ ، كنزالعمّال : ج ۳ ص ۳۹۱ ح ۷۰۹۲ .


نَهجُ الذِّكر ج1
366

السَّوذَنيقُ ۱ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ، مُحَمَّدٌ وآلُهُ خِيَرَةُ اللّهِ . وإذا صاحَتِ الفاخِتَةُ تَقولُ : يا واحِدُ يا أحَدُ ، يا فَردُ يا صَمَدُ . وإذا صاحَ الشِّقِرّاقُ ۲ يَقولُ : مَولايَ أعتِقني مِنَ النّارِ . وإذا صاحَتِ القُنبُرَةُ تَقولُ : مَولايَ تُب عَلى كُلِّ مُذنِبٍ مِنَ المُؤمِنينَ . وإذا صاحَ الوَرَشانُ يَقولُ : إن لَم تَغفِر ذَنبي شَقيتُ . وإذا صاحَ الشِّفنينُ ۳ يَقولُ : لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . وإذا صاحَتِ النَّعامَةُ تَقولُ : لا مَعبودَ سِوَى اللّهِ . وإذا صاحَتِ الخُطّافَةُ ۴ فَإِنَّها تَقرَأُ سورَةَ الحَمدِ وتَقُولُ : يا قابِلَ تَوبَةِ التَّوّابينَ يا اللّهُ لَكَ الحَمدُ . وإذا صاحَتِ الزَّرّافَةُ تَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ . وإذا صاحَ ۵ الحَمَلُ يَقولُ : كَفى بِالمَوتِ واعِظا . وإذا صاحَ الجَديُ يَقولُ : عاجَلَنِي المَوتُ فَقَلَّ ذَنبي . وإذا زَأَرَ الأَسَدُ يَقولُ : أمرُ اللّهِ مُهِمٌّ مُهِمٌّ . وإذا صاحَ الثَّورُ يَقولُ : مَهلاً مَهلاً يَابنَ آدَمَ ، أنتَ بَينَ يَدَي مَن يَرى ولا يُرى وهُوَ اللّهُ . وإذا صاحَ الفيلُ يَقولُ : لا يُغني عَنِ المَوتِ قُوَّةٌ ولا حيلَةٌ . وإذا صاحَ الفَهدُ يَقولُ : يا عَزيزُ يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ يا اللّهُ . وإذا صاحَ الجَمَلُ يَقولُ : سُبحانَ مُذِلِّ الجَبّارينَ سُبحانَهُ . وإذا صَهَلَ الفَرَسُ يَقولُ : سُبحانَ رَبِّنا سُبحانَهُ . وإذا صاحَ الذِّئبُ يَقولُ : ما حَفِظَ اللّهُ فَلَن يَضيعَ أبَدا . وإذا صاحَ ابنُ آوى يَقولُ : الوَيلُ الوَيلُ لِلمُذنِبِ المُصِرِّ . وإذا صاحَ الكَلبُ يَقولُ : كَفى بِالمَعاصي ذُلّاً . وإذا صاحَ الأَرنَبُ يَقولُ :

1.السَّوذنيق ـ ويُضمّ أوّله ـ والسَّيذَنوق والسُّوذانق، والسَّذانق، والسَّوذِينَق والسَّوذَق : الصقر أو الشاهين (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۴۴ «سذق») .

2.الشِّقِرّاق : طائر يكون في أرض الحرم في منابت النخيل كقدر الهدهد ، مرقّط بحمرة وخضرة وبياض وسواد (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۸۶ «شقرق») .

3.الشِّفنِين ـ بكسر الشين ـ : وهو متولّد بين نوعين مأكولين ، وعدّه الجاحظ في أنواع الحمام ، وبعضهم يقول : الشِّفنين هو الذي تسمّيه العامّة : اليمام (حياة الحيوان : ج ۲ ص ۵۳) .

4.. الخُطّاف : طائر يُشبه السنونو ، طويل الجناحين ، قصير الرجلين ، أسود اللون (المنجد : ص ۱۸۷ «خطف») .

5.في المصدر : «صاحت» ، والتصويب من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 80111
صفحه از 604
پرینت  ارسال به