503
نَهجُ الذِّكر ج1

وهُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى .
اِحتَجَبَ بِنورِهِ ، وسَما في عُلُوِّهِ ، وَاستَتَرَ عَن خَلقِهِ ، وبَعَثَ إلَيهِم شَهيدا عَلَيهِم ، وأبعَثَ (ابتَعَثَ) فيهِمُ النَّبِيّينَ مُبَشِّرينَ ومُنذِرينَ ، لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ ويَحيا مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ، ولِيَعقِلَ العِبادُ عَن رَبِّهِم ما جَهِلوهُ فَيَعرِفوهُ بِرُبوبِيَّتِهِ بَعدَما أنكَروهُ .
وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أحسَنَ الخِلافَةَ عَلَينا أهلَ البَيتِ ، وعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ عَزاءَنا في خَيرِ الآباءِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ عَزاءَنا في أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام . ۱

۱۳۷۳.التوحيد عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن بعض أصحابنا رفعه ، قال :جاءَ رَجُلٌ إلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ صِف لي رَبَّكَ حَتّى كَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ ! فَأَطرَقَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَلِيّا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَكُن لَهُ أوَّلٌ مَعلومٌ ، ولا آخِرٌ مُتَناهٍ ، ولا قَبلٌ مُدرَكٌ ، ولا بَعدٌ مَحدودٌ ، ولا أمَدٌ بِحَتّى ، ولا شَخصٌ فَيَتَجَزَّأَ ، ولَا اختِلافُ صِفَةٍ فَيَتَناهى ، فَلا تُدرِكُ العُقولُ وأوهامُها ولَا الفِكَرُ وخَطَراتُها ولَا الأَلبابُ وأذهانُها صِفَتَهُ فَتَقولَ : مَتى ، ولا بُدِئَ مِمّا ، ولا ظاهِرٌ عَلى ما ، ولا باطِنٌ فيما ، ولا تارِكٌ فَهَلّا ۲ ، خَلَقَ الخَلقَ فَكانَ بَديئا بَديعا ، اِبتَدَأَ مَا ابتَدَعَ وَابتَدَعَ مَا ابتَدَأَ ، وفَعَلَ ما أرادَ وأرادَ مَا استَزادَ ، ذلِكُمُ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ . ۳

۱۳۷۴.الإمام الحسن عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ العَزيزِ الجَبّارِ ، الواحِدِ القَهّارِ ، الكَبيرِ المُتَعالِ «سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْف بِالَّيْلِ وَ سَارِب بِالنَّهَارِ»۴ ، أحمَدُهُ عَلى حُسن

1.كفاية الأثر : ص ۱۶۰ عن هشام بن محمّد عن أبيه ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۳۶۳ ح ۶ .

2.أي لو كانت العقول تبلغ صفته لكان كسائر الممكنات ؛ فكان يصحّ أن يقال ... لشيءٍ تركَ : هلّا فعلَ! تحضيضا وتحريضا على الفعل ، أو توبيخا على تركه (بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۸۹ و ۲۹۰) .

3.التوحيد : ص ۴۵ ح ۵ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۸۹ ح ۲۰ .

4.الرعد : ۱۰ .


نَهجُ الذِّكر ج1
502

وآخِرَكُم بِآخِرِنا ، وصَلَّى اللّهُ عَلى جَدّي مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ وسَلَّمَ . ۱

۱۳۶۹.عنه عليه السلام ـ أيضا ـ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدى بِنا أوَّلَكُم ، وحَقَنَ ۲ بِنا دِماءَكُم . ۳

۱۳۷۰.عنه عليه السلام ـ من خُطبَةٍ لَهُ بَعدَ الصُّلحِ ـ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي تَوَحَّدَ في مُلكِهِ ، وتَفَرَّدَ في رُبوبِيَّتِهِ ، يُؤتِي المُلكَ مَن يَشاءُ ويَنزِعُهُ عَمَّن يَشاءُ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أكرَمَ بِنا مُؤمِنَكُم ، وأخرَجَ مِنَ الشِّركِ أوَّلَكُم ، وحَقَنَ دِماءَ آخِرِكُم . ۴

۱۳۷۱.عنه عليه السلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ عِندَ مَلِكِ الرُّومِ ـ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني يَهودِيّا ولا نَصرانِيّا ولا مَجوسِيّا ، ولا عابِدا لِلشَّمسِ وَالقَمَرِ ، ولَا الصَّنَمِ وَالبَقَرِ ، وجَعَلَني حَنيفا ۵ مُسلِما ولَم يَجعَلني مِنَ المُشرِكينَ ، تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . ۶

۱۳۷۲.عنه عليه السلام ـ في خُطبَتِهِ بَعدَ وَفاةِ أبيهِ عليه السلام ـ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي كانَ في أوَّلِيَّتِهِ وَحدانِيّا ، وفي أزَلِيَّتِهِ مُتَعَظِّما بِالإِلهِيَّةِ ، مُتَكَبِّرا بِكِبرِيائِهِ وجَبَروتِهِ ، خَلَقَ جَميعَ ما خَلَقَ عَلى غَيرِ مِثالٍ كانَ سَبَقَ مِمّا خَلَقَ ، رَبُّنَا اللَّطيفُ بِلُطفِ رُبوبِيَّتِهِ ، وبِعِلمِ خَبَرِهِ ۷ فَتَقَ ، وبِإِحكامِ قُدرَتِهِ خَلَقَ جَميعَ ما خَلَقَ ، ولا زَوالَ لِمُلكِهِ ولَا انقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، فَوقَ كُلِّ شَيءٍ عَلا، ومِن كُلِّ شَيءٍ دَنا ، فَتَجَلّى لِخَلقِهِ مِن غَيرِ أن يَكونَ يُرى ،

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۳ عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن أبي حبيب المصري ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۷۳ ح ۱ .

2.حَقَنَ : مَنَعه أن يُسفك (الصحاح : ج ۵ ص ۲۱۰۳ «حقن») .

3.ذخائر العقبى : ص ۲۴۱ .

4.شرح نهج البلاغة : ج ۱۶ ص ۲۸ عن أبي الحسن المدائني ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۴۲ .

5.حنفَ عن الشيء وتحنّفَ : مالَ . والحنيف : المسلم الذي يتحنّفُ عن الأديان ؛ أي يميل إلى الحقّ (لسان العرب : ج ۹ ص ۵۷ «حنف») .

6.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۶۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۱۳۲ ح ۲ وج ۳۳ ص ۲۳۴ ح ۵۱۷ .

7.في المصدر : «يعلم خيره» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 80131
صفحه از 604
پرینت  ارسال به