وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُخفَرُ ۱ مَنِ انتَصَرَ بِذِمَّتِهِ ، ولا يُقهَرُ مَنِ استَتَرَ بِعَظَمَتِهِ ، ولا يُكدى ۲ مَن أذاعَ شُكرَ نِعمَتِهِ ، ولا يَهلِكُ مَن تَغَمَّدَهُ بِرَحمَتِهِ ، ذِي المِنَنِ الَّتي لا يُحصيهَا العادّونَ ، وَالنِّعَمِ الَّتي لا يُجازيهَا المُجتَهِدونَ ، وَالصَّنائِعِ الَّتي لا يَستَطيعُ دَفعَهَا الجاحِدونَ ، وَالدَّلائِلِ الَّتي يَستَبصِرُ بِنورِهَا المَوجودونَ .
أحمَدُهُ جاهِرا بِحَمدِهِ ، شاكِرا لِرِفدِهِ ، حَمدَ مُوَفَّقٍ لِرُشدِهِ ، واثِقٍ بِعَدلِهِ ، لَهُ الشُّكرُ الدّائِمُ ، وَالأَمرُ اللّازِمُ ....
الحَمدُ للّهِِ خالِقِ أمشاجِ ۳ النَّسَمِ ، ومولِجِ الأَنوارِ فِي الظُّلَمِ ، ومُخرِجِ المَوجودِ مِنَ العَدَمِ ، وَالسّابِقِ الأَزَلِيَّةِ بِالقِدَمِ ، وَالجَوادِ عَلَى الخَلقِ بِسَوابِقِ النِّعَمِ ، وَالعَوّادِ عَلَيهِم بِالفَضلِ وَالكَرَمِ ، الَّذي لا يُعجِزُهُ كَثرَةُ الإِنفاقِ ، ولا يُمسِكُ خَشيَةَ الإِملاقِ ، ولا يَنقُصُهُ إدرارُ الأَرزاقِ ، ولا يُدرَكُ بِأناسِيِّ ۴ الأَحداقِ ، ولا يوصَفُ بِمُضامَّةٍ ولَا افتِراقٍ.
أحمَدُهُ عَلى جَزيلِ إحسانِهِ ، وأعوذُ بِهِ مِن حُلولِ خِذلانِهِ ، وأستَهديهِ بِنورِ بُرهانِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ حَقَّ إيمانِهِ . ۵
۱۳۹۵.الإمام زين العابدين عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الأَوَّلِ بِلا أوَّلٍ كانَ قَبلَهُ ، وَالآخِرِ بِلا آخِرٍ يَكونُ بَعدَهُ ، الَّذي قَصُرَت عَن رُؤيَتِهِ أبصارُ النّاظِرينَ ، وعَجَزَت عَن نَعتِهِ أوهامُ الواصِفينَ .
اِبتَدَعَ بِقُدرَتِهِ الخَلقَ ابتِداعا ، وَاختَرَعَهُم عَلى مَشيَّتِهِ اختِراعا ، ثُمَّ سَلَكَ بِهِم طَرِيقَ إرادَتِهِ ، وبَعَثَهُم في سَبيلِ مَحَبَّتِهِ ، لا يَملِكونَ تَأخيرا عَمّا قَدَّمَهُم إلَيهِ ، ولا يَستَطيعونَ تَقَدُّما إلى ما أخَّرَهُم عَنهُ . وجَعَلَ لِكُلِّ روحٍ مِنهُم قوتا مَعلوما مَقسوما
1.خفرت بالرجل : غدرت به . وأخفرته : نقضت عهده (المصباح المنير : ص ۱۷۵ «خفر») .
2.أكدى : خاب . وأكدى : افتقر بعد غنىً (تاج العروس : ج ۲۰ ص ۱۱۷ «كدي») .
3.أمشاج : أخلاط (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۶۷ «مشج») .
4.. إنسان العين : حَدَقَتُها ، والجمع أناسيّ (المصباح المنير : ص ۲۶ «أنس») .
5.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۵۳ ح ۲۲ نقلاً عن كتاب أنيس العابدين .