11
نَهجُ الذِّكر ج2

قل : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يُوصَفَ .۱
3 . الأحاديث التي فسّرت «التكبير» بتنزيه اللّه ـ سبحانه ـ من الصفات السلبية ، مثل الرواية التي نقلت عن الإمام عليّ عليه السلام في تفسير التكبير :
اللّهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ بِقِيامٍ أو قُعود
أن يوصَفَ بِحَرَكَةٍ أو جُمود
أن يوصَفَ بِجِسمٍ أو يُشَبَّهَ بِشِبهٍ أو يُقاسَ بِقِياس
أن تَحُلَّهُ الأَعراضُ أو تُؤلِمَهُ الأَمراض
أن يوصَفَ بِجَوهَرٍ أو بِعَرَضٍ أو يَحُلَّ شَيئاً أو يُحَلَّ فيه شَيء
أن يَجوزَ عَلَيهِ ما يَجوزُ عَلَى المُحدَثينَ مِنَ الزَّوالِ وَالاِنتِقالِ وَالتَّغَيُّرِ مِنَ حالٍ إلى حال
أن تَحُلَّهُ الحَواسُّ الخَمسُ .۲

4 . الأحاديث التي فسّرت «التكبير» بوصف اللّه ـ جلّ وعلا ـ بالصفات الثبوتية ، مثل ما صرّح به الإمام عليّ عليه السلام في تفسير آخر لهذا الذكر قائلاً :
«اللّهُ أكبَرُ» : أي العَليمُ الخَبيرُ ، عَلِمَ ما كانَ وما يَكونُ قَبلَ أن يَكونَ .
«اللّهُ أكبَرُ» أي القادِرُ عَلى كُلِّ شَيءٍ ، يَقدِرُ عَلى ما يَشاءُ ، القَوِيُّ لِقُدرَتِهِ ، المُقتَدِرُ عَلى خَلقِهِ ، القَوِيُّ لِذاتِهِ ، قُدرَتُهُ قائِمَةٌ عَلَى الأَشياءِ كُلِّها ، إذا قَضى أمراً فَإِنَّما يَقولُ لَهُ : كُن ، فَيَكونُ .۳

ويدلّ التأمّل في هذه الأحاديث على أنّ «التكبير» هو في الحقيقة تجلّي جلال اللّه ـ تعالى ـ وجماله في قلب الذاكر ، ولذلك فكلّما تجلّى جلال اللّه ـ سبحانه
ـ

1.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة (معرفة اللّه ) : (القسم الثالث / الفصل الأوّل / اسماؤه تعبير / معنى «اللّه أكبر») .

2.راجع : ص ۱۵ ح ۱۵۷۶ .

3.راجع : ص ۱۶ ح ۱۵۷۸ .


نَهجُ الذِّكر ج2
10

لذلك ، ولتعظيم اللّه تعالى بقولهم : اللّه أكبر ، ولعبادته واستشعار تعظيمه ۱ .

«التكبير» في الكتاب والسنّة

استعملت كلمة «التكبير» في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط :
«وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُن لَّهُ وَلِىٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيرَا»۲ .
وقد جاءت هذه الكلمة في القرآن والسنّة بمعناها اللغوي ، أي ذكر اللّه ـ تعالى ـ بالكبر والعظمة ، وكذلك قول «اللّه أكبر» .

تفسير «التكبير»

يمكن تقسيم الأحاديث التي فسّرت «التكبير» إلى أربع مجموعات :
1 . الأحاديث التي اكتفت في تفسير هذا الذكر بالإشارة إلى وحدانية اللّه ـ تعالى ـ في العظمة مثل ما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في معنى التكبير :
يَعني أنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أكبَرَ مِنهُ .۳
2 . الأحاديث التي تعتبر كبر اللّه بمعنى كونه أكبر من أن يوصف . وهذه الأحاديث هي في الحقيقة تأكيد على أنّ اللّه ـ عزّوجلّ ـ لا يمكن قياسه مع أيّ شيء آخر (سواء كان مادّيا ، أم معنويّا) لأنّ كل شيء محدود سوى اللّه ـ جلّ وعلا ـ ، كما قال الإمام الصادق عليه السلام لشخص فسّر في حضوره «أكبر» ب «أكبر من كلّ شيء» ، فقال عليه السلام : «حَدَّدْتَهُ» ، أي أنّ هذا التفسير يعني تحديد اللّه ـ تعالى ـ ، وعندما سأل الرجل عن التفسير الصحيح ل «اللّه أكبر» قال عليه السلام :

1.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۶۹۸ .

2.الإسراء : ۱۱۱ وراجع : البقرة : ۱۸۵ والحج : ۳۷ والمدّثّر : ۳ .

3.راجع : ص ۱۵ ح ۱۵۷۴ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دار الحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 111153
صفحه از 679
پرینت  ارسال به