117
نَهجُ الذِّكر ج2

الأدب الرابع .
وبعد حدوث حال الاستعاذة وحقيقتها ، يعتبر التوسّل بالأسماء والصفات الإلهيّة المناسبة مع الالتجاء مثل : «الربّ» و «العزّة الإلهيّة» و «نور القدس الإلهي» وأمثالها ، أدبا آخر وردت الإشارة إليه في الكتاب والسنّة .
كما أنّ الاجتماع في الاستعاذة يعدّ مفيدا مؤثّرا في الالتجاء من الأخطار التي تهدّد المجتمع . ۱

1.راجع : ص ۱۲۷ (الفصل الثاني : آداب الاستعاذة) .


نَهجُ الذِّكر ج2
116

2 . دور الاستعاذة في الحياة

إنّ دور الاستعاذة في الحياة كدور الخندق في ميدان الحرب ، فإذا ما اقترن هذا الذكر بالحقيقة فإنّه يدخل الإنسان في الحصن الإلهي الحصين ، ويبعد الشيطان عنه ، ويغلق عنه أبواب معصية اللّه ، ويفشل مؤامرات الأعداد في حقّه ، ويخمد غضبه ، ويزيل عنه البلاء والمرض والغم ، وبالتالي فإنّه يحفظ الإنسان من أنواع الآفات والشرور والأهم من كل ذلك أنّه يحفظه من نار جهنّم ، ويمتعه بالرحمة الإلهيّة ۱ ، ويجب الالتفات إلى أنّ الاستعاذة دعاء ، والدعاء في الثقافة الإسلامية يقف إلى جانب المسؤولية لا في مواجهتها ، لذلك لا يمكن التخلّي بحجّة الاستعاذة عن المسؤوليات العملية لمحاربة الأخطار والآفات .
إنّ الاستمداد من اللّه ـ تعالى ـ إلى جانب الشعور بالمسؤولية ، يمتع الإنسان بالإمدادات الغيبية في المواضع التي لا تنفع فيها الوسائل والأسباب الطبيعية ، فضلاً عن أنّها ترفع معنويات الإنسان وهو يواجه الآفات .

3 . أهم آداب الاستعاذة

تعتبر المعرفة أهم آداب الاستعاذة ، وهي معرفة حقيقة أنّ اللّه ـ تعالى ـ يمثّل القلعة الحصينة الوحيدة التي تحفظ الإنسان من أنواع الآفات والمخاطر في الدنيا والآخرة ، وأنّه لا ملجأ سواه ، وأنّ من التجأ إلى غيره في خسران مبين .
وهذه المعرفة توفّر بشكل طبيعي أرضية الرغبة في الاستفادة من الملجأ الإلهي وهو الأدب الثاني ، والسعي من أجل التمتّع بحماه وهو الأدب الثالث .
رعاية هذه الآداب تستلزم ترك الميول التي تمنع ظهور حقيقة الاستعاذة وهو

1.راجع : ص ۱۴۱ (الفصل الثالث : بركات الاستعاذة) .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دار الحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1386
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 111459
صفحه از 679
پرینت  ارسال به