بِأَفضَلَ مِمّا قَد جِئتُكُم بِهِ ؛ إنّي قَد جِئتُكُم بِخَيرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وقَد أمَرَنِي اللّهُ تَعالى أن أدعُوَكُم إلَيهِ ، فَأَيُّكُم يُؤازِرُني عَلى هذَا الأَمرِ عَلى أن يَكونَ أخي ووَصِيّي وخَليفَتي فيكُم ؟ قالَ : فَأَحجَمَ القَومُ عَنها جَميعا ، وقُلتُ : . . . أنَا يا نَبِيَّ اللّهِ ، أكونُ وزَيرَكَ عَلَيهِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتي ، ثُمَّ قالَ : إنَّ هذا أخي ووَصِيّي وخَليفَتي فيكُم ، فَاسمَعوا لَهُ وأطيعوا ، قالَ : فَقامَ القَومُ يَضحَكونَ ويَقولونَ لِأبي طالِبٍ : قد أمَرَكَ أن تَسمَعَ لِابنِكَ وتُطيعَ ۱ .
۱۱۱.عنه عليه السلام :لَمّا نَزَلَت : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» . . . دَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَني عَبدِ المُطَّلِبِ وهُم إذ ذاكَ أربَعونَ رَجُلاً ، يَزيدونَ رَجُلاً أو يَنقُصونَ رَجُلاً ، فَقالَ : أيُّكُم يَكونُ أخي ووَصِيّي ووَارِثي ووَزيري وخَليفَتي فيكُم بَعدي ؟ فَعَرَضَ عَلَيهِم ذلِكَ رَجُلاً رَجُلاً ، كُلُّهُم يَأبى ذلِكَ ، حَتّى أتى عَلَيَّ ، فَقُلتُ : أنَا يا رَسولَ اللّهِ ، فَقالَ : يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ! هذا أخي ووارِثي ووَصِيّي ووَزيري وخَليفَتي فيكُم بَعدي ۲ .
۱۱۲.شرح نهج البلاغة عن أبي جعفر الإسكافي :قَد رُوِيَ فِي الخَبَرِ الصَّحيحِ أنَّهُ صلى الله عليه و آله كَلَّفَهُ عليه السلام في مَبدَإِ الدَّعوَةِ قَبلَ ظُهورِ كَلِمَةِ الإِسلامِ وَانتِشارِها بِمَكَّةَ أن يَصنَعَ لَهُ طَعاما ، وأن يَدعُوَ لَهُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَصَنَعَ لَهُ الطَّعامَ ، ودَعاهُم لَهُ ، فَخَرَجوا ذلِكَ اليَومَ ، ولَم يُنذِرهُم صلى الله عليه و آله ؛ لِكَلِمَةٍ قالَها عَمُّهُ أبو لَهَبٍ ، فَكَلَّفَهُ فِي اليَومِ الثّاني أن يَصنَعَ مِثلَ ذلِك