133
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

الطَّعامِ ، وأن يَدعُوَهُم ثانِيَةً ، فَصَنَعَهُ ، ودَعاهُم فَأَكَلوا .
ثُمَّ كَلَّمَهُم صلى الله عليه و آله فَدَعاهُم إلَى الدّينِ ، ودَعاهُ مَعَهُم ؛ لِأَ نَّهُ مِن بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، ثُمَّ ضَمِنَ لِمَن يُؤازِرُهُ مِنهُم ويَنصُرُهُ عَلى قَولِهِ أن يَجعَلَهُ أخاهُ فِي الدّينِ ، ووَصِيَّهُ بَعدَ مَوتِهِ ، وخَليفَتَهُ مِن بَعدِهِ ، فَأَمسَكوا كُلُّهُم وأجابَهُ هُوَ وَحدَهُ ، وقالَ : أنَا أنصُرُكَ عَلى ما جِئتَ بِهِ ، واُوازِرُكَ واُبايِعُكَ ، فَقالَ لَهُم ـ لَمّا رَأى مِنهُمُ الخِذلانَ ، ومِنهُ النَّصرَ ، وشاهَدَ مِنهُمُ المَعصِيَةَ ومِنهُ الطّاعَةَ ، وعايَنَ مِنهُمُ الإِباءَ ومِنهُ الإِجابَةَ - : هذا أخي ووَصِيّي وخَليفَتي مِن بَعدي ، فَقاموا يَسخَرونَ ويَضحَكونَ ، ويَقولونَ لِأَبي طالِبٍ : أطِعِ ابنَكَ ؛ فَقَد أمَّرَهُ عَلَيكَ ۱ .

۱۱۳.الإرشاد :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله جَمَعَ خاصَّةَ أهلِهِ وعَشيرَتَهُ فِي ابتِداءِ الدَّعوَةِ إلَى الإِسلامِ ، فَعَرَضَ عَلَيهِمُ الإِيمانَ ، وَاستَنصَرَهُم عَلى أهلِ الكُفرِ وَالعُدوانِ ، وضَمِنَ لَهُم عَلى ذلِكَ الحُظوَةَ فِي الدُّنيا ، وَالشَّرَفَ وثَوابَ الجِنانِ ، فَلَم يُجِبهُ أحَدٌ مِنهُم إلّا أميرُ المُؤمِنينَ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَنَحَلَهُ بِذلِكَ تَحقيقَ الاُخُوَّةِ وَالوِزارَةِ وَالوَصِيَّةِ وَالوِراثَةِ وَالخِلافَةِ ، وأوجَبَ لَهُ بِهِ الجَنَّةَ .
وذلِكَ في حَديثِ الدّارِ ، الَّذي أجمَعَ عَلى صِحَّتِهِ نُقّادُ الآثارِ ، حيَن جَمَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَني عَبدِ المُطَّلِبِ في دارِ أبي طالِبٍ ، وهُم أربَعونَ رَجُلاً ، يَومَئِذٍ يَزيدونَ رَجُلاً أو يَنقُصونَ رَجُلاً فيما ذَكَرَهُ الرُّواةُ ، وأمَرَ أن يُصنَعَ لَهُم فَخِذُ شاةٍ مَعَ مُدٍّ مِنَ البُرِّ ، ويُعَدَّ لَهُم صاعٌ مِنَ اللَّبَنِ ، وقَد كانَ الرَّجُلُ مِنهُم مَعروفا بِأَكلِ الجَذَعَةِ ۲ في مَقامٍ واحِدٍ ، ويَشرَبُ الفَرَقَ ۳ مِنَ الشَّرابِ في ذلِكَ المَقامِ ، وأرادَ عليه السلام بِإِعدادِ قَليلِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ لِجَماعَتِهِم إظهارَ الآيَةِ لَهُم في شِبَعِهِم ورِيِّهِم مِمّا كانَ لا يُشبِعُ الواحِدَ مَنهُم

1.شرح نهج البلاغة : ج۱۳ ص۲۴۴ .

2.الجَذَع : من أسنان الدوابّ ؛ وهو ما كان منها شابّا فتيّا (النهاية : ج۱ ص۲۵۰) .

3.الفَرَق : مكيال يسع ستة عشر رِطلاً ؛ وهي اثنا عشر مُدّا (النهاية : ج۳ ص۴۳۷) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
132

بِأَفضَلَ مِمّا قَد جِئتُكُم بِهِ ؛ إنّي قَد جِئتُكُم بِخَيرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وقَد أمَرَنِي اللّهُ تَعالى أن أدعُوَكُم إلَيهِ ، فَأَيُّكُم يُؤازِرُني عَلى هذَا الأَمرِ عَلى أن يَكونَ أخي ووَصِيّي وخَليفَتي فيكُم ؟ قالَ : فَأَحجَمَ القَومُ عَنها جَميعا ، وقُلتُ : . . . أنَا يا نَبِيَّ اللّهِ ، أكونُ وزَيرَكَ عَلَيهِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتي ، ثُمَّ قالَ : إنَّ هذا أخي ووَصِيّي وخَليفَتي فيكُم ، فَاسمَعوا لَهُ وأطيعوا ، قالَ : فَقامَ القَومُ يَضحَكونَ ويَقولونَ لِأبي طالِبٍ : قد أمَرَكَ أن تَسمَعَ لِابنِكَ وتُطيعَ ۱ .

۱۱۱.عنه عليه السلام :لَمّا نَزَلَت : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» . . . دَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَني عَبدِ المُطَّلِبِ وهُم إذ ذاكَ أربَعونَ رَجُلاً ، يَزيدونَ رَجُلاً أو يَنقُصونَ رَجُلاً ، فَقالَ : أيُّكُم يَكونُ أخي ووَصِيّي ووَارِثي ووَزيري وخَليفَتي فيكُم بَعدي ؟ فَعَرَضَ عَلَيهِم ذلِكَ رَجُلاً رَجُلاً ، كُلُّهُم يَأبى ذلِكَ ، حَتّى أتى عَلَيَّ ، فَقُلتُ : أنَا يا رَسولَ اللّهِ ، فَقالَ : يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ! هذا أخي ووارِثي ووَصِيّي ووَزيري وخَليفَتي فيكُم بَعدي ۲ .

۱۱۲.شرح نهج البلاغة عن أبي جعفر الإسكافي :قَد رُوِيَ فِي الخَبَرِ الصَّحيحِ أنَّهُ صلى الله عليه و آله كَلَّفَهُ عليه السلام في مَبدَإِ الدَّعوَةِ قَبلَ ظُهورِ كَلِمَةِ الإِسلامِ وَانتِشارِها بِمَكَّةَ أن يَصنَعَ لَهُ طَعاما ، وأن يَدعُوَ لَهُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَصَنَعَ لَهُ الطَّعامَ ، ودَعاهُم لَهُ ، فَخَرَجوا ذلِكَ اليَومَ ، ولَم يُنذِرهُم صلى الله عليه و آله ؛ لِكَلِمَةٍ قالَها عَمُّهُ أبو لَهَبٍ ، فَكَلَّفَهُ فِي اليَومِ الثّاني أن يَصنَعَ مِثلَ ذلِك

1.تاريخ الطبري: ج۲ ص۳۱۹ـ۳۲۱، تاريخ دمشق: ج۴۲ ص۴۸ ح۸۳۸۱ ، تفسيرالطبري: ج۱۱ الجزء۱۹ ص۱۲۱، شرح نهج البلاغة : ج۱۳ ص۲۱۰ ، شواهد التنزيل : ج۱ ص۴۸۶ ح۵۱۴ كلّها عن عبد اللّه بن عبّاس و ص۵۴۳ ح۵۸۰ عن البراء من دون إسنادٍ إلى المعصوم نحوه ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۴۸۷ ، كنز العمّال : ج۱۳ ص۱۳۱ ح۳۶۴۱۹ و ص۱۱۴ ح۳۶۳۷۱ ؛ الأمالي للطوسي : ص۵۸۲ ح۱۲۰۶ عن عبد اللّه بن عبّاس وفيه «ووزيري» بعد «وصيّي» ، تفسير فرات : ص۳۰۱ ح۳۰۶ و ص۲۹۹ ح۴۰۴ عن جعفر بن محمّد بن أحمد ابن يوسف ، مجمع البيان : ج۷ ص۳۲۲ عن البراء بن عازب وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۸ ص۲۲۳ ح۲۴ وراجع السيرة الحلبيّة : ج۱ ص۲۸۵ وتفسير القمّي : ج۲ ص۱۲۴ والإرشاد : ج۱ ص۴۸ .

2.علل الشرائع : ص۱۷۰ ح۲ عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل ، وراجع كنز العمّال : ج۱۳ ص۱۱۴ ح۳۶۳۷۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76483
صفحه از 664
پرینت  ارسال به