135
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

نكتة :

جاء في بعض النصوص التاريخيّة والحديثيّة : أنّ نزاعا وقع بين الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام والعبّاس بن عبدالمطّلب بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله على إرثه ؛ فزعم العبّاس أنّ أموال النبيّ صلى الله عليه و آله له ؛ فتحاكما إلى أبي بكر ، فخاطب أبو بكر العبّاس مشيرا إلى يوم الدار ، وقال :
«أنشدك اللّه ، هل تعلم أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله جمع بني عبدالمطّلب وأولادهم وأنت فيهم ، وجمعكم دون قريش فقال : يا بني عبد المطّلب ! إنّه لم يبعث اللّه نبيّا إلّا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووصيّا وخليفةً في أهله ، فمن يقوم منكم يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيّي وخليفتي في أهلي ؟ . . . فقام عليّ من بينكم فبايعه على ما شرط له ودعاه إليه . أ تعلم هذا له من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قال : نعم» ۱ .
حيث يُستشفّ من هذا الخبر أنّ أبا بكر كان يعرف قضيّة «إنذار العشيرة» ويعلم ويعترف بها ويراها حجّةً . وأصل هذه الحادثة وطرح الدعوى بالشكل المذكور يثير التساؤل ؛ فالنقطة التي لم يُلْتَفَتْ إليها هي : لماذا رجع الإمام عليه السلام وعمّه العبّاس إلى الخليفة ؟ وهل هذا الخلاف صحيح من أساسه ؟ فقد كان للنبيّ صلى الله عليه و آله عند وفاته بنت ، وزوجات أيضا ، فلا نصيب للعمّ وابن العمّ حتى يدّعيا الإرث . . . ومن الواضح أنّ أمواله صلى الله عليه و آله تؤول إلى بنته الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وبعد استشهادها تنتقل إلى أولادها ، فأصل ادّعاء العبّاس بن عبدالمطّلب لا يصحّ ، فلِمَ ادّعى ذلك إذن وتحاكم إلى الخليفة ؟

1.تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۵۰ ح ۸۳۸۲ ، شواهد التنزيل : ج ۱ ص ۵۴۵ ، نهج الإيمان : ص ۲۴۰ ؛ شرح الأخبار : ج ۱ ص ۱۲۲ ح ۵۰ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۲۳۰ ح ۴۳ ، الدرجات الرفيعة : ص ۹۱ ، بشارة المصطفى : ص ۲۲۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
134

ولا يُرويهِ .
ثُمَّ أمَرَ بِتَقديمِهِ لَهُم ، فَأَكَلَتِ الجَماعَةُ كُلُّها مِن ذلِكَ اليَسيرِ حَتّى تَمَلَّؤوا مِنهُ ، فَلَم يَبِن ما أكَلوهُ مِنهُ وشَرِبوهُ فيهِ ، فَبَهَرَهُم بِذلِكَ ، وبَيَّنَ لَهُم آيَةَ نُبُوَّتِهِ ، وعَلامَةَ صِدقِهِ بِبُرهانِ اللّهِ تَعالى فيهِ .
ثُمَّ قالَ لَهُم بَعدَ أن شَبِعوا مِنَ الطَّعامِ ورَووا مِنَ الشَّرابِ : يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ! إنَّ اللّهَ بَعَثَني إلَى الخَلقِ كافَّةً ، وَبَعَثَني إلَيكُم خاصَّةً ، فَقالَ عزَّوجَلَّ : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» وأنَا أدعوكُم إلى كَلِمَتَينِ خَفيفَتَينِ عَلَى اللِّسانِ ثَقيلَتَينِ فِي الميزانِ ، تَملِكونَ بِهِمَا العَرَبَ وَالعَجَمَ ، وتَنقادُ لَكُم بِهِمَا الاُمَمُ ، وتَدخُلونَ بِهِمَا الجَنَّةَ ، وتَنجونَ بِهِما مِنَ النّارِ : شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنّي رَسولُ اللّهِ ، فَمَن يُجِبني إلى هذَا الأَمرِ ويُؤازِرني عَلَيهِ وعَلَى القِيامِ بِهِ ، يَكُن أخي ووَصِيّي ووَزيري ووارِثي وخَليفَتي مِن بَعدي . فَلَم يُجِب أحَدٌ مِنهُم .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : فَقُمتُ بَينَ يَدَيهِ مِن بَينِهِم . . . فَقُلتُ : أنَا ـ يا رَسولَ اللّهِ ـ اُؤازِرُكَ عَلى هذَا الأَمرِ ، فَقالَ : اِجلِس ، ثُمَّ أعادَ القَولَ عَلَى القَومِ ثانِيَةً فَاُصمِتوا ، وقُمتُ فَقُلتُ مِثلَ مَقالَتِي الاُولى ، فَقالَ : اِجلِس . ثُمَّ أعادَ عَلَى القَومِ مَقالَتَهُ ثالِثَةً فَلَم يَنطِق أحَدٌ مِنهُم بِحَرفٍ ، فَقُلتُ : أنَا اُؤازِرُكَ ـ يا رَسولَ اللّهِ ـ عَلى هذَا الأَمرِ ، فَقالَ : اِجلِس ؛ فَأَنتَ أخي ووَصِيّي ووَزيري ووارِثي وخَليفَتي مِن بَعدي .
فَنَهَضَ القَومُ وهُم يَقولونَ لِأَبي طالِبٍ : يا أبا طالِبٍ ! لِيَهنِكَ اليَومَ إن دَخَلتَ في دينِ ابنِ أخيكَ ؛ فَقَد جَعَلَ ابنَكَ أميرا عَلَيكَ ۱ .

1.الإرشاد : ج۱ ص۴۸ ، كشف اليقين : ص۴۷ ح۲۵ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۲۲ ؛ السيرة الحلبيّة : ج۱ ص۲۸۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76290
صفحه از 664
پرینت  ارسال به