17
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

وموقع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في المخطّط الربّاني الذي حملته السماء في هذا المجال .
بكلام آخر ، ما عني به هذا الفصل هو الولاية العلويّة ، وإمامة عليّ بن أبي طالب عليه السلام التي جاءت في إطار جهود رسول اللّه صلى الله عليه و آله في رسم مستقبل الاُمّة .
وفي هذا الاتّجاه استفاض هذا القسم في حشد مجموعة الأدلّة العقليّة والنقليّة لإثبات أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لم يدَع الاُمّة بعده هملاً دون راعٍ ، ولم يعلّق مستقبلها على فراغ من دون برنامج محدّد للقيادة من بعده ، بل حدّد مسار المستقبل بدقّة وجلاء من خلال جهد مثابر بذله طوال ثلاث وعشرين سنة ، وعبر تهيئة الأجواء المناسبة لتعاليم مكثّفة أدلى بها على نحو الإشارة مَرّة ، وعلى نحو صريح أغلب المرّات .
كما بيَّن هذا القسم صراحة أنّ «الغدير» لم يكن إلّا نقطة الذروة على خطّ هذا الجهد المتواصل الطويل . ثمّ عاد يؤكِّد بوضوح أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لم يتوانَ بعد ذلك عن هذا الأمر الخطير ، بل دأب على العناية به والتركيز عليه حتى آخر لحظات عمره المبارك .
ومع أنّ الحلقات الأخيرة في التدبير النبوي ؛ كَميلِه صلى الله عليه و آله إلى تدوين ما كان قد ركّز على ذكره مرّات خلال السنوات الطويلة الماضية في إطار وصيّة مكتوبة ، لم يأت بالنتيجة المطلوبة إثر الفضاء المخرّب الذي اُثير من حوله . وكذلك انتهت إلى المآل نفسه حلقة اُخرى على هذا الخطّ تمثّلت بإنفاذ بعث اُسامة . إلّا أنّ ما يُلحظ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله لم يُهمل هاتين الواقعتين ، بل راح يُدلي بكلمات وإشارات ومواضع تُزيل الستار عن سرّ هذه الحقيقة ورمزها .
وهذا أيضاً ممّا اضطلع به هذا القسم مشيراً إلى نتائج مهمّة استندت إلى وثائق ثابتة عند الفريقين .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
16

الربّانيّة . وقد صحب أمير المؤمنين عليه السلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله ولم ينفصل عنه لحظة ، بل راح ينافح ويتفانى في الدفاع عنه دون تعب أو كلل .
وما توفّر عليه هذا القسم هو بيان الموقع الرفيع الذي تبوّأه الإمام في إرساء النهضة الإسلاميّة ، والدور البنّاء الذي اضطلع به في دوام هذه الحركة الربّانيّة على عصر رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
يكشف هذا القسم أنّ عليّاً عليه السلام كان إلى جوار النبيّ لم يفارقه منذ البعثة حتى الوفاة ، باذلاً نفسه وأقصى ما يستطيع في سبيل تحقيق حاكميّة الإسلام في المجتمع . فهو مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المشاهد جميعاً وعند المنعطفات الخطرة ، وهو السبّاق الذي يثب مبادراً في المواطن الصعبة كلّها وعند العقبات الكؤود التي تعتري حركة الإسلام .
يُسفر هذا القسم عن أنّ عليّاً عليه السلام لم يوفِّر من جهده الدؤوب لحظة ، ولم يدّخر من تفانيه المخلص شيئاً إلّا وقد بذله دفاعاً عن هذا الدين ، وذوداً عن نبيّه الكريم صلى الله عليه و آله ، وصوناً لهذه الدعوة الربّانيّة الفتيّة ، من أجل أن يمتدّ الإسلام وتبلغ هذه الحركة الإلهيّة مداها .

القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ

الإسلام خاتم الأديان ، ورسول اللّه صلى الله عليه و آله خاتم النبيّين ، والقرآن الحلقة الأخيرة في الكتب السماويّة .
والنبيّ صلى الله عليه و آله مبلِّغ لدينٍ اكتسى لون الأبديّة ، ولن يقوى الزمان على طيّ سجلِّ حياته ؛ فماذا فعل رسول اللّه صلى الله عليه و آله لتأمين مستقبل هذا الدين ، وضمان مستقبل اُمّته ؟وما هو التدبير الإلهي في هذا المضمار ؟
أوضح هذا القسم الرؤية المستقبليّة التي انطوى عليها الدين الإلهي ،

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 111198
صفحه از 664
پرینت  ارسال به