فَلَمّا عادَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله سَمِعَهُ يَقولُ : مَن لَهُ عِلمٌ بِنَوفَلٍ ؟ فَقالَ لَهُ : أنَا قَتَلتُهُ يا رَسولَ اللّهِ ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وقالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أجابَ دَعوَتي فيهِ ۱ .
۱۴۸.حلية الأولياء عن محمّد بن إدريس الشافعي :دَخَلَ رَجُلٌ مِن بَني كِنانَةَ عَلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ فَقالَ لَهُ : هَل شَهِدتَ بَدرا ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : مِثلَ مَن كُنتَ ؟ قالَ : غُلامَ قُمدودٍ ۲ مِثلَ عَطباءِ الجُلمودِ ۳ ، قالَ : فَحَدِّثني ما رَأَيتَ وحَضَرتَ . قالَ : ما كُنّا إلّا شُهودا كَأَغيابٍ ، وما رَأَينا ظَفَرا كانَ أوشَكَ مِنهُ . قال : فَصِف لي ما رَأَيتَ ؟
قالَ : رَأَيتُ في سَرَعانِ النّاسِ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ؛ غُلاما شابّا لَيثا عَبقَرِيّا يَفرِي الفَرِيَّ ۴ ، لا يُثبِتُ لَهُ أحَدٌ إلّا قَتَلَهُ ، ولا يَضرِبُ شَيئا إلّا هَتَكَهُ ، لَم أرَ مِنَ النّاسِ أحَدا قَطُّ أنفَقَ مِنهُ ، يَحمِلُ حَملَةً ، ويَلتَفِتُ التِفاتَةً كَأَنَّهُ ثَعلَبٌ رَوّاغٌ ۵ ، وكَأَنَّ لَهُ عَينَينِ في قَفاهُ ، وكَأَنَّ وُثوبَهُ وُثوبُ وَحشٍ ۶ .
۱۴۹.الفائق عن سعد بن أبي وقّاص :رَأَيتُهُ [عَلِيّا عليه السلام ] يَومَ بَدرٍ وهُوَ يَقولُ :
بازِلُ۷عامَينِ حَديث سِنِّي
سَنَحنَحُ۸اللَّيلِ كَأَنّي جِنِّيٌ
لِمِثلِ هذا وَلَدَتني اُمّي
ما تَنقِمُ الحَربُ العَوانُ مِنّي۹
1.الإرشاد : ج۱ ص۷۶ ، كشف الغمّة : ج۱ ص۱۸۷ وراجع المغازي : ج۱ ص۹۱ و ۹۲ ودلائل النبوّة للبيهقي : ج ۳ ص ۹۴ و شرح نهج البلاغة : ج۱۴ ص۱۴۳ و ۱۴۴ .
2.رجلٌ قُمْدود : قويٌّ شديد (تاج العروس : ج۵ ص۲۰۷) .
3.الجُلْمود : الصخر (لسان العرب : ج۳ ص۱۲۹) .
4.تقول العرب : تركته يفري الفري : إذا عمل العمل فأجاده (لسان العرب : ج۱۵ ص۱۵۳ و ۱۵۴) .
5.مِن راغَ الثعلب ؛ أي مالَ وحادَ عن الشيء (تاج العروس : ج۱۲ ص۲۶) . وفي المصدر : «زوّاغ» ، والصحيح ما أثبتناه .
6.حلية الأولياء : ج۹ ص۱۴۵ وراجع المعجم الكبير : ج۳ ص۱۵۰ ح۲۹۵۶ .
7.البازِل : الرجل الكامل في تجربته وعقله ؛ أي أنا في استكمال القوّة كهذا البعير مع حداثة السنّ (تاج العروس : ج۱۴ ص۵۱) .
8.رجل سنحنح : أي لا ينام الليل (تاج العروس : ج۴ ص۹۷) .
9.الفائق : ج۱ ص۹۵ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۵۸ ح۱۸۷ ، المناقب لابن المغازلي : ص۳۲ ح۴۸ ؛ المناقب للكوفي : ج۲ ص۵۶۹ ح۱۰۸۰ وزاد في ذيلهما «فما رجع حتى خضب سيفه دما» وفي كلّها إلى «اُمّي» .