177
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

المسلمين في البداية لولا ترك الرصَد مواضعهم من الجبل طمعا في الغنائم ، فباغتهم العدوّ ، وإذا هم بوضعهم العسكريّ المتخلخل ، أمام عدوٍّ حاقدٍ موتورٍ متفانٍ في سبيل هدفه ـ ممّا ذكر التاريخ تفاصيله ـ فتلقّوا ضرباب شديدة موجعة ، وانكسروا ۱ ، وآثر كثير منهم الفرار على البقاء ، وتركوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وحده في الميدان ، ولم يثبت معه إلّا الإمام عليّ عليه السلام ونفر قليل ، فكان عليه السلام يُحيط برسول اللّه صلى الله عليه و آله ويدفع عنه الهجمات كالليث الهصور .
لقد كانت اُحد من أشدّ معارك النبيّ صلى الله عليه و آله وقعا ، وأكثرها دروسا وعِبَرا ، وأبلغها تنبيها وتذكيرا ، وكان الإمام عليه السلام فيها البطل الذي لا صنو له في دوره البارز المتفرّد ؛ إذ :
1 ـ كان رافع لوائها الأصلي ۲ ؛ وهو لواء المهاجرين ۳ .
2 ـ وبسيفه هلك صاحب لواء الشرك المغرور طلحة بن أبي طلحة ۴ .
3 ـ وبضرباته المتوالية قتل بعد طلحة ثمانية غيره حملوا اللواء بعده ، فأفناهم الواحد تلو الآخر ، ولم يُرفع للشرك بعدهم لواء ۵ .
4 ـ من المؤسف أنّ كثيرا من المسلمين لاذوا بالفرار بعد تضعضع الجيش ، وهجوم العدوّ المباغت ، وكان عليّ عليه السلام هو الذي يحمي رسول اللّه صلى الله عليه و آله من مخاطر

1.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۱۳ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۵۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۱۷۳ ، المغازي : ج۱ ص۲۲۹ ، السيرة الحلبيّة : ج۲ ص۲۲۶ .

2.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۷۲ ؛ إعلام الورى : ج۱ ص۳۷۴ ، بشارة المصطفى : ص۱۸۶ .

3.الإرشاد : ج۱ ص۸۰ ؛ المغازي : ج۱ ص۲۱۵ ، تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۱۶ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۷۷ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۱۷۰ و ص۱۷۷ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۵۲ .

4.المغازي : ج۱ ص۲۲۶ ، تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۰۹ وفيه «طلحة بن عثمان» ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۱۵۸ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۹۱ .

5.الإرشاد : ج۱ ص۸۸ ، بشارة المصطفى : ص۱۸۶ ؛ تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۱۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
176

۱۵۴.الإمام الباقر عليه السلام :نادى مُنادٍ فِي السَّماءِ يَومَ بَدرٍ يُقالُ لَهُ رِضوانُ : لا سَيفَ إلّا ذُو الفَقارِ ، ولا فَتى إلّا عَلِيٌّ ۱ .

4 / 2

غَزوَةُ اُحُدٍ

إنّ هزيمة المشركين في بدر ، وقتل صناديدهم ورؤسائهم يومذاك أوقدا غضب قريش وحفيظتها ؛ فكانت كالأفعى المطعونة لا يقرّ لها قرار . من جهة اُخرى كانت قريش قد رأت استبسال المسلمين في بدر وعشقهم للشهادة ؛ فلابدّ لها ـ إذا ـ من التخطيط للثأر .
لذا أقبلت على شتّى القبائل لتصطحب مقاتليها وشجعانها لحرب محمّد صلى الله عليه و آله ، وتولّت مصاريف القتال ، وإعداد عدّته وسائر ما يتطلبّه ، وتوجّهت صوب المدينة بجيش جرّار بلغ ثلاثة آلاف مقاتل ، وفيه مئتا فرس ۲ ، وثلاثة آلاف بعير ۳ .
وعرف النبيّ صلى الله عليه و آله ذلك ، فشاور أصحابه ، ثمّ عزم على القتال ، وبعد صلاة الجمعة غادر المدينة ومعه قرابة ألف مقاتل صَوب «اُحد» التي كان العدوّ قد عسكر فيها ۴ .
بدأ القتال صبيحة السابع من شوّال سنة 3 ه ۵ ، وكاد النصر يكون حليف

1.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۷۱ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۳۶ كلاهما عن سعيد بن محمّد الحنظلي ، المناقب لابن المغازلي : ص۱۹۹ ح۲۳۵ ، كفاية الطالب : ص۲۷۷ كلاهما عن سعد بن طريف الحنظلي ، الرياض النضرة : ج۳ ص۱۵۵ ؛ روضة الواعظين : ص۱۴۳ عن الإمام الصادق عليه السلام ، الاحتجاج : ج۱ ص۳۲۴ ح۵۵ نحوه .

2.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۰۴ ـ ۵۰۷ ، المغازي : ج۱ ص۲۰۳ و ۲۰۴ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۴۹ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۱۶۶ .

3.المغازي : ج۱ ص۲۰۳ و ص۲۰۴ و ۲۰۶ ، السيرة الحلبيّة : ج۲ ص۲۱۸ .

4.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۰۳ .

5.المغازي : ج۱ ص۱۹۹ و ص۲۰۸ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۴۷ ، السيرة الحلبيّة : ج۲ ص۲۱۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76403
صفحه از 664
پرینت  ارسال به