187
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

۱۷۱.الإمام عليّ عليه السلامـ حينَما رَجَعَ مِن غَزوَةِ اُحُدٍ وأعطى فاطِمَةَ عليهاالسلام سَيفَهُ ـ:

أ فاطِمُ هاكِ السَّيفَ غَيرَ ذَميمٍ
فَلَستُ بِرِعديدٍ ولا بِمليمٍ

لَعَمري لَقَد قاتَلتُ في حُبِّ أحمَدَ
وطاعَةِ ربٍّ بِالعِبادِ رَحيمٍ

وسَيفي بِكَفّي كَالشِّهابِ أهُزُّهُ
أجُذُّ بِهِ مِن عاتِقٍ وصَميمٍ

فَما زِلتُ حَتّى فَضَّ رَبّي جُموعَهُم
وحَتّى شَفَينا نَفسَ كُلِّ حَليمٍ۱

۱۷۲.المغازي عن الإمام عليّ عليه السلام :لَمّا كانَ يَومُ اُحُدٍ وجالَ النّاسُ تِلكَ الجَولَةَ أقبَلَ اُمَيَّةُ بنُ أبي حُذَيفَةَ بنِ المُغيرَةِ ، وهُو دارِعٌ مُقَنَّعٌ فِي الحَديدِ ، ما يُرى مِنهُ إلّا عَيناهُ ، وهُوَ يَقولُ : يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ ، فَيَعتَرِضُ لَهُ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ فَيَقتُلُهُ اُمَيَّةُ .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : وأصمُدُ لَهُ فَأَضرِبُهُ بِالسَّيفِ عَلى هامَتِهِ وعَلَيهِ بَيضَةٌ وتَحتَ البَيضَةِ مِغفَرٌ ، فَنَبا سَيفي ، وكُنتُ رَجُلاً قَصيرا ، ويَضرِبُني بِسَيفِهِ فَأَتَّقي بِالدَّرَقَةِ ، فَلَحِجَ ۲ سَيفُهُ فَأَضرِبُهُ ـ وكانَت دِرعُهُ مُشَمَّرَةً ـ فَأَقطَعُ رِجلَيهِ ، ووَقَعَ فَجَعَلَ يُعالِجُ سَيفَهُ حَتّى خَلَّصَهُ مِنَ الدَّرَقَةِ ۳ ، وجَعَلَ يُناوِشُني وهُوَ بارِكٌ عَلى رُكبَتَيهِ ، حَتّى نَظَرتُ إلى فَتق

1.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۳۳ ؛ بشارة المصطفى : ص۱۸۷ عن أبي رافع نحوه .

2.أي نشِب فيه (النهاية : ج۴ ص۲۳۶) .

3.الدَّرَقة : تُرْس من جلود ليس فيه خشب ولا عَقَب (لسان العرب : ج۱۰ ص۹۵) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
186

قَتَلتُ مُحَمَّدا ، فَلَمّا قُتِلَ مُصعَبُ بنُ عُمَيرٍ أعطى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله اللِّواءَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ رضى الله عنه ۱ .

۱۷۰.الإرشاد :لَمَّا انهَزَمَ النّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله في يَومِ اُحُدٍ ، وثَبَتَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام قالَ ۲ لَهُ : ما لَكَ لا تَذهَبُ مَعَ القَومِ ، فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : أذهَبُ وأدَعُكَ يا رَسولَ اللّهِ ؟ ! وَاللّهِ لابَرِحتُ حَتّى اُقتَلَ أو يُنجِزَ اللّهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصرِ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أبشِر يا عَلِيُّ ؛ فَإِنَّ اللّهَ مُنجِزٌ وَعدَهُ ، ولَن يَنالوا مِنّا مِثلَها أبَدا .
ثُمَّ نَظَرَ إلى كَتيبَةٍ قد أقبَلَت إلَيهِ ، فَقالَ لَهُ : لَو حَمَلتَ عَلى هذِهِ يا عَلِيُّ ، فَحَمَلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقَتَلَ مِنها هِشامَ بنَ اُمَيَّةَ المَخزومِيَّ وَانهَزَمَ القَومُ . ثُمَّ أقبَلَت كَتيبَةٌ اُخرى ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : اِحمِل عَلى هذِهِ ، فَحَمَلَ عَلَيها فَقَتَلَ مِنها عَمرَو بنَ عَبدِ اللّهِ الجُمَحِيَّ ، وَانهَزَمَت أيضا . ثُمَّ أقبَلَت كَتيبَةٌ اُخرى ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : اِحمِل عَلى هذِهِ ، فَحَمَلَ عَلَيها فَقَتَلَ مِنها بِشرَ بنَ مالِكٍ العامِرِيَّ وَانهَزَمَتِ الكَتيبَةُ ، فَلَم يَعُد بَعدَها أحَدٌ مِنهُم .
وتَرَاجَعَ المُنهَزِمونَ مِنَ المُسلِمينَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَانصَرَفَ المُشرِكونَ إلى مَكَّةَ وَانصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلَى المَدينَةِ ، فَاستَقبَلَتهُ فاطِمَةُ عليهاالسلام ومَعَها إناءٌ فيهِ ماءٌ ، فَغَسَلَ بِهِ وَجهَهُ ، ولَحِقَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وقَد خَضَبَ الدَّمُ يَدَهُ إلى كَتِفِهِ ومَعَهُ ذُو الفَقارِ ، فَناوَلَهُ فاطِمَةَ عليهاالسلام وقالَ لَها : خُذي هذَا السَّيفَ فَقَد صَدَقَنِي اليَومَ . وأنشَأَ يَقولُ :

أ فاطِمُ هاكِ السَّيفَ غَيرَذَميمٍ
فَلَستُ بِرِعديدٍ ولا بِمليمٍ۳

لَعَمري لَقَد أعذَرتُ في نَصرِأحمَدَ
وطاعَةِ رَبٍّ بِالعِبادِ عَليمٍ

أميطي دِماءَ القَومِ عَنهُ فَإِنَّهُ
سَقى آلَ عَبدِ الدّارِ كَأسَ حَميمٍ

وقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : خُذيهِ يا فاطِمَةُ ، فَقَد أدّى بَعلُكِ ما عَلَيهِ وقَد قَتَلَ اللّهُ بِسَيفِهِ صَناديدَ قُرَيشٍ ۴ .

1.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۱۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۱۷۷ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۷۷ كلاهما عن ابن إسحاق ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۵۲ .

2.في المصدر : «فقال» ، والصحيح ما أثبتناه كما في بحار الأنوار .

3.رجلٌ رِعْديد : جبان يُرعَد عند القتال جبنا . والمَلِيم : مَن استحقّ اللَّوْم (لسان العرب : ج۳ ص۱۷۹ و ج ۱۲ ص۵۵۷) .

4.الإرشاد : ج۱ ص۸۹ وراجع إعلام الورى : ج۱ ص۳۷۸ وشرح الأخبار : ج۱ ص۲۸۶ ح۲۸۰ ودعائم الإسلام : ج۱ ص۳۷۴ والمناقب للكوفي : ج۱ ص۴۶۶ ح۳۶۹ و ص ۴۷۷ ح۳۸۲ و ص ۴۸۵ ح۳۹۲ وبحار الأنوار : ج۲۰ ص۸۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76605
صفحه از 664
پرینت  ارسال به