199
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

الإمام عليه السلام هناك مع جماعة ، فلم يتيسّر للمشركين العبور بعدئذٍ ۱ .
2 ـ كان قتل عمرو بن عبد ودّ مهمّاً وحاسما ومصيريّا إلى درجة أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال :
«لَمُبارَزَةُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ لِعَمرِو بنِ عَبدِ وَدٍّ يَومَ الخَندَقِ أفضَلُ مِن أعمالِ اُمَّتي إلى يَومِ القِيامَةِ» ۲ .
وفي رواية :
«لَضَربَةُ عَلِيٍّ لِعَمرٍو يَومَ الخَندَقِ تَعدِلُ عِبادَةَ الثَّقَلَينِ» ۳ .
وحينما تجدّل صنديد العرب صريعا بصق في وجه الإمام آيِسا بائسا ، فوقف صلوات اللّه عليه ، وتمهّل ولم يبادر إلى حزّ رأسه لئلّا يكون في عمله ذرّة من غضب .
3 ـ وبعد أن جدّله وصرعه ، وولّى أصحابه مدبرين تبعهم ۴ ، وقتل منهم نوفل ابن عبد اللّه ۵ .
4 ـ لمّا ضرب الإمام عليه السلام رجل عمرو وقضى عليه ، ألقى تراب الذلّ والخوف والرعب على وجوه المشركين ، وأقعدهم حيارى مهزومين منهارين ۶ .
5 ـ قتل الإمام عليه السلام عمرا ، بيد أنّه ترفّع عن سلب درعه الثمين إذ «كان يضرب

1.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۷۴ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۳۵ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۷۰ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۲۹۰ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۹۸ .

2.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۴ ح۴۳۲۷ ، تاريخ بغداد : ج۱۳ ص۱۹ ح۶۹۷۸ ، شواهد التنزيل : ج۲ ص۱۴ ح۶۳۶ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۰۷ ح۱۱۲ ، الفردوس : ج۳ ص۴۵۵ ح۵۴۰۶ ؛ إرشاد القلوب : ص۲۴۵ .

3.عوالي اللآلي : ج۴ ص۸۶ ح۱۰۲ وراجع الطرائف : ص۵۱۹ والمستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۴ ح۴۳۲۸ .

4.الإرشاد : ج۱ ص۱۰۲ .

5.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۷۴ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۱۰۵ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۵۰ .

6.كنز الفوائد : ج۱ ص۲۹۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
198

المدينة بكلّ غرور وخُيَلاء ، خلف الخندق ، وظلّ على هذه الحال شهرا تقريبا ۱ ، حتى وقع في مأزِق بسبب صعوبة الإمداد .
وفي ذات يوم عبر عمرو بن عبد ودّ الخندق ومعه عدد من فرسان العدوّ وشجعانه المشهورين ۲ ، وصاروا أمام المسلمين ، وطلبوا أن يبرز إليهم أقرانهم ، فلم يجِبهم أحد ، وكرّروا نداءهم غير مرّةٍ ، وكان لعمرو صيته المخيف ، ففزع منه الجميع ، وحُبست الأنفاس في الصدور ، ولم تلقَ نداءاته المغرورة جوابا ، فأمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن يقوم إليه أحد ويقتلع شرّه ، فلم يقُم إلّا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ۳ . ولمّا تقابلا قال صلى الله عليه و آله عبارته الخالدة :
«بَرَزَ الإِيمانُ كُلُّهُ إلَى الشِّركِ كُلِّهِ» ۴ .
وبعد قتال شديد عاجله الإمام بهجمة سريعة ، فقضى عليه ، وبلغت صيحة «اللّه أكبر» عنان السماء ، فلاذ أصحابه بالفرار ۵ . وتبدّد جيش الأحزاب على ما كان عليه من شوكة واُبّهة خياليّة .
ويمكننا أن نفهرس دور الإمام العظيم في هذه الحرب على النحو الآتي :
1 ـ لمّا عبر عمرو بن عبد ودّ وأصحابه من موضع ضيّق من الخندق ، استقر

1.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۷۲ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۳۳ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۶۹ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۹۶ .

2.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۷۴ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۳۵ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۷۰ ، المغازي : ج۲ ص۴۷۰ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۲۹۰ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۵۰ .

3.السنن الكبرى : ج۹ ص۲۲۳ ح۱۸۳۵۰ ، المغازي : ج۲ ص۴۷۰ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۳۵ و ۲۳۶ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۱۰۰ .

4.شرح نهج البلاغة : ج۱۹ ص۶۱ ؛ كنز الفوائد : ج۱ ص۲۹۷ ، الطرائف : ص۳۵ ، إرشاد القلوب : ص۲۴۴ ، عوالي اللآلي : ج۴ ص۸۸ ح۱۱۳ وفيه «الكفر» بدل «الشرك» .

5.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۷۴ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۷۰ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۳۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۲۹۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 103762
صفحه از 664
پرینت  ارسال به