201
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

ونادى عَمرٌو : ألا رَجلٌ ! وهُوَ يُؤَنِّبُهُم ويَقولُ : أينَ جَنَّتُكُمُ الَّتي تَزعُمونَ أنَّهُ مَن قُتِلَ مِنكُم دَخَلَها ؟ أفَلا يَبرُزُ إلَيَّ رَجُلٌ ؟ ! فَقامَ عَلِيٌّ رضى الله عنه فَقالَ : أنَا يا رَسولَ اللّهِ ، فَقالَ : اِجلِس .
ثُمَّ نادَى الثّالِثَةَ وذَكَرَ شِعرا ، فَقامَ عَلِيٌّ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أَنا ، فَقالَ : إنَّهُ عَمرٌو !قالَ : وإن كانَ عَمرٌو ! فَأَذِنَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . فَمَشى إلَيهِ حَتّى أتاهُ وذَكَرَ شِعرا .
فَقالَ لَهُ عَمرٌو : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا عَلِيٌّ .
قالَ : اِبنُ عبدِ مَنافٍ ؟ فَقالَ : أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ .
فَقالَ : غَيرُكَ يَابنَ أخي مِن أعمامِكَ مَن هُوَ أسَنُّ مِنكَ ؛ فَإِنّي أكرَهُ أن اُهريقَ دَمَكَ .
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : لكِنّي وَاللّهِ ما أكرَهُ أن اُهريقَ دَمَكَ !
فَغَضِبَ فَنَزَلَ وسَلَّ سَيفَهُ كَأَنَّهُ شُعلَةُ نارٍ ، ثُمَّ أقبَلَ نَحوَ عَلِيٍّ رضى الله عنه مُغضِبا ، وَاستَقبَلَهُ عَلِيٌّ رضى الله عنه بِدَرَقَتِهِ ، فَضَرَبَهُ عَمرٌو فِي الدَّرَقَةِ فَقَدَّها وأثبَتَ فيهَا السَّيفَ ، وأصابَ رَأسَهُ فَشَجَّهُ ، وضَرَبَهُ عَلِيٌّ رضى الله عنه عَلى حَبلِ العاتِقِ فَسَقَطَ وثارَ العَجاجُ ، وسَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله التَّكبيرَ ، فَعَرَفَ أنَّ عَلِيّا رضى الله عنه قَد قَتَلَهُ ۱ .

۱۸۴.الإرشاد عن الزهري :جاءَ عَمرُو بنُ عَبدِ وَدٍّ وعِكرِمَةُ بنُ أبي جَهلٍ وهُبَيرَةُ ابنُ أبي وَهبٍ ونَوفَلُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغيرَةِ وضِرارُ بنُ الخَطّابِ ـ في يَومِ الأَحزابِ ـ إلَى الخَندَقِ ،

1.السنن الكبرى : ج۹ ص۲۲۳ ح۱۸۳۵۰ ويتّضح من خلال مقارنة الحديث بالحديث التالي وقوع التصحيف فيه ، وبملاحظة دور الإمام عليّ عليه السلام في معركتي بدر واُحد يظهر أنّه الشخص الوحيد الكفوء بمبارزة عمرو بن عبد ود ، مضافاً إلى ذلك : فإنّه لم يكن أحدٌ من أعمام الإمام في ذلك الزمان في المدينة كي يطلب عمرو بن عبد ود مبارزته .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
200

بسيفه من أجل الحقّ» لا غيره . . . ولم يخفَ كلّ هذا الترفّع والجلال والشمم عن الأنظار ، حتى إنّ اُخت عمرو نفسها أثنت عليه ۱ .

۱۸۲.تاريخ اليعقوبي :كانَت وَقعَةُ الخَندَقِ . . . فِي السَّنَةِ السّادِسَةِ بَعدَ مَقدمِ رَسولِ اللّهِ بِالمَدينَةِ بخَِمسَةٍ وخَمسينَ شَهرا ، وكانَت قُرَيشٌ تَبعَثُ إلَى اليَهودِ وسائِرِ القَبائِلِ فَحَرَّضوهُم عَلى قِتالِ رَسولِ اللّهِ ، فَاجتَمَعَ خَلقٌ مِن قُرَيشٍ إلى مَوضِعٍ يُقالُ لَهُ : سَلعٌ ۲ ، وأشارَ عَلَيهِ سَلمانُ الفارِسِيُّ أن يَحفِرَ خَندَقا ، فَحَفَرَ الخَندَقَ ، وجَعَلَ لِكُلِّ قَبيلَةٍ حَدّا يَحفِرونَ إلَيهِ ، وحَفَرَ رَسولُ اللّهِ مَعَهُم حَتّى فَرَغَ مِن حَفرِ الخَندَقِ ، وجَعَلَ لَهُ أبوابا ، وجَعَلَ عَلَى الأَبوابِ حَرَسا ؛ مِن كُلِّ قَبيلَةٍ رَجُلاً ، وجَعَلَ عَلَيهِمُ الزُّبَيرَ بنَ العَوّامِ ، وأمَرَهُ إن رَأى قِتالاً أن يُقاتِلَ . وكانَت عِدَّةُ المُسلِمينَ سَبعَمِائَةِ رَجُلٍ .
ووافَى المُشرِكونَ فَأَنكَروا أمرَ الخَندَقِ ، وقالوا : ما كانَتِ العَرَبُ تَعرِفُ هذا !
وأقاموا خَمسَةَ أيّامٍ ، فَلَمّا كانَ اليَومُ الخامِسُ خَرَجَ عَمرُو بنُ عَبدِ وَدٍّ وأربَعَةُ نَفَرٍ مِنَ المُشرِكينَ : نَوفَلُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغيرَةِ المَخزومِيُّ ، وعِكرِمَةُ بنُ أبي جَهلٍ ، وضِرارُ بنُ الخَطّابِ الفِهرِيُّ ، وهُبَيرَةُ بنُ أبي وَهبٍ المَخزومِيُّ . فَخَرَجَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ إلى عَمرِو بنِ عَبدِ وَدٍّ فَبارَزَهُ وقَتَلَهُ ، وَانهَزَمَ الباقونَ ، وكَبا ۳ بِنَوفَلِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغيرَةِ فَرَسُهُ ، فَلَحِقَهُ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُ ۴ .

۱۸۳.السنن الكبرى عن ابن إسحاق :خَرَجَ ـ يعنِي يَومَ الخَندَقِ ـ عَمرُو بنُ عَبدِ وَدٍّ فَنادى : مَن يُبارِزُ ؟ فَقامَ عَلِيٌّ رضى الله عنه وهُوَ مُقَنَّعٌ فِي الحَديدِ فَقالَ : أنَا لَها يا نَبِيَّ اللّهِ ، فَقالَ : إنَّهُ عمَرٌو ، اِجلِس .

1.الإرشاد : ج۱ ص۱۰۷ ؛ المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۶ ح۴۳۳۰ .

2.سَلع : موضع بقرب المدينة (معجم البلدان : ج۳ ص۲۳۶) .

3.الكَبْوة : السقوط للوجه ، كَبا لوجهه : سقط . وكَبا ـ أيضا ـ : عثر (لسان العرب : ج۱۵ ص۲۱۳) .

4.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۵۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 103330
صفحه از 664
پرینت  ارسال به