بسيفه من أجل الحقّ» لا غيره . . . ولم يخفَ كلّ هذا الترفّع والجلال والشمم عن الأنظار ، حتى إنّ اُخت عمرو نفسها أثنت عليه ۱ .
۱۸۲.تاريخ اليعقوبي :كانَت وَقعَةُ الخَندَقِ . . . فِي السَّنَةِ السّادِسَةِ بَعدَ مَقدمِ رَسولِ اللّهِ بِالمَدينَةِ بخَِمسَةٍ وخَمسينَ شَهرا ، وكانَت قُرَيشٌ تَبعَثُ إلَى اليَهودِ وسائِرِ القَبائِلِ فَحَرَّضوهُم عَلى قِتالِ رَسولِ اللّهِ ، فَاجتَمَعَ خَلقٌ مِن قُرَيشٍ إلى مَوضِعٍ يُقالُ لَهُ : سَلعٌ ۲ ، وأشارَ عَلَيهِ سَلمانُ الفارِسِيُّ أن يَحفِرَ خَندَقا ، فَحَفَرَ الخَندَقَ ، وجَعَلَ لِكُلِّ قَبيلَةٍ حَدّا يَحفِرونَ إلَيهِ ، وحَفَرَ رَسولُ اللّهِ مَعَهُم حَتّى فَرَغَ مِن حَفرِ الخَندَقِ ، وجَعَلَ لَهُ أبوابا ، وجَعَلَ عَلَى الأَبوابِ حَرَسا ؛ مِن كُلِّ قَبيلَةٍ رَجُلاً ، وجَعَلَ عَلَيهِمُ الزُّبَيرَ بنَ العَوّامِ ، وأمَرَهُ إن رَأى قِتالاً أن يُقاتِلَ . وكانَت عِدَّةُ المُسلِمينَ سَبعَمِائَةِ رَجُلٍ .
ووافَى المُشرِكونَ فَأَنكَروا أمرَ الخَندَقِ ، وقالوا : ما كانَتِ العَرَبُ تَعرِفُ هذا !
وأقاموا خَمسَةَ أيّامٍ ، فَلَمّا كانَ اليَومُ الخامِسُ خَرَجَ عَمرُو بنُ عَبدِ وَدٍّ وأربَعَةُ نَفَرٍ مِنَ المُشرِكينَ : نَوفَلُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغيرَةِ المَخزومِيُّ ، وعِكرِمَةُ بنُ أبي جَهلٍ ، وضِرارُ بنُ الخَطّابِ الفِهرِيُّ ، وهُبَيرَةُ بنُ أبي وَهبٍ المَخزومِيُّ . فَخَرَجَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ إلى عَمرِو بنِ عَبدِ وَدٍّ فَبارَزَهُ وقَتَلَهُ ، وَانهَزَمَ الباقونَ ، وكَبا ۳ بِنَوفَلِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغيرَةِ فَرَسُهُ ، فَلَحِقَهُ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُ ۴ .
۱۸۳.السنن الكبرى عن ابن إسحاق :خَرَجَ ـ يعنِي يَومَ الخَندَقِ ـ عَمرُو بنُ عَبدِ وَدٍّ فَنادى : مَن يُبارِزُ ؟ فَقامَ عَلِيٌّ رضى الله عنه وهُوَ مُقَنَّعٌ فِي الحَديدِ فَقالَ : أنَا لَها يا نَبِيَّ اللّهِ ، فَقالَ : إنَّهُ عمَرٌو ، اِجلِس .
1.الإرشاد : ج۱ ص۱۰۷ ؛ المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۶ ح۴۳۳۰ .
2.سَلع : موضع بقرب المدينة (معجم البلدان : ج۳ ص۲۳۶) .
3.الكَبْوة : السقوط للوجه ، كَبا لوجهه : سقط . وكَبا ـ أيضا ـ : عثر (لسان العرب : ج۱۵ ص۲۱۳) .
4.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۵۰ .