215
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سِر . فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما اُبصِرُ مَوضِعا . فَتَفَلَ في عَينَيهِ ، وعَقَدَ لَهُ ، ودَفَعَ إلَيهِ الرّايَةَ ۱ .

۲۰۴.السيرة النبويّة لابن هشام عَن سُفيانَ بنِ فَروَةَ الأَسلَمِيِّ عَن سَلَمَةَ بنِ عَمرِو بنِ الأَكوَعِ :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أبا بَكرٍ الصِّدّيقَ بِرايَتِهِ ـ وكانَت بَيضاءَ ، فيما قالَ ابنُ هِشامٍ ـ إلى بَعضِ حُصونِ خَيبَرَ ، فَقاتَلَ ، فَرَجَعَ ولَم يَكُ فَتحٌ ، وقَد جَهَدَ ؛ ثُمَّ بَعَثَ الغَدَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ ، فَقاتَلَ ، ثُمَّ رَجَعَ ولَم يَكُ فَتحٌ ، وقَد جَهَدَ ؛ فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَاُعطِيَنَّ الرّايَةَ غَدا رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ، يَفتَحُ اللّهُ عَلى يَدَيهِ ، لَيسَ بِفَرّارٍ .
قالَ : يَقولُ سَلَمَةُ : فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ ، وهُوَ أرمَدُ ، فَتَفَلَ في عَينِهِ ، ثُمَّ قالَ : خُذ هذِهِ الرّايَةَ ، فَامضِ بِها حَتّى يَفتَحَ اللّهُ عَلَيكَ .
قالَ : يَقولُ سَلَمَةُ : فَخَرَجَ وَاللّهِ بِها يَأنِحُ ۲ ، يُهَروِلُ هَروَلَةً ، وإنّا لَخَلفَهُ نَتبَعُ أثَرَهُ ، حَتّى رَكَزَ رايَتَهُ في رَضمٍ ۳ مِن حِجارَةٍ تَحتَ الحِصنِ ، فَاطَّلَعَ إلَيهِ يَهودِيٌّ مِن رَأسِ الحِصْنِ ، فَقالَ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ . قالَ : يَقولُ اليَهودِيُّ : عَلَوتُم ، وما اُنزِلَ عَلى موسى ، أو كَما قالَ . قالَ : فَما رَجَعَ حَتّى فَتَحَ اللّهُ عَلى يَدَيهِ ۴ .

۲۰۵.الكامل في التاريخ عن بريدة الأسلمي :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله رُبَّما أخَذَتهُ الشَّقيقَةُ ۵ فَيَلبَثُ اليَومَ وَاليَومَينِ لا يَخرُجُ ، فَلَمّا نَزَلَ خَيبَرَ أخَذَتهُ فَلَم يَخرُج إلَى النّاسِ ، فَأَخَذ

1.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۴۰ ح۴۳۴۲ ، المعجم الصغير : ج۲ ص۱۰ .

2.مِن الاُنوح ؛ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَس وبُهْر ونهيج يعتري السَّمين من الرجال (النهاية : ج۱ ص۷۴) .

3.الرَّضْم : هي دون الهضاب ، وقيل : صخور بعضُها على بعض (النهاية : ج۲ ص۲۳۱) .

4.السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۳۴۹ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۹۰ ح۸۴۳۴ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج۴ ص۲۰۹ ؛ شرح الأخبار : ج۱ ص۳۰۲ ح۲۸۳ وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۵۶ ح۱۴ .

5.الشَّقيقةُ : نوع من صداع يعرض في مقدّم الرأس وإلى أحد جانبيه (النهاية : ج۲ ص۴۹۲) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
214

وَراءَكَ مِن جَمعِ بَني سَعدٍ ؟ قالَ : لا عِلمَ لي بِهِ .
فَشَدّوا عَلَيهِ فَأَقَرَّ أنَّهُ عَينٌ لَهُم بَعَثوهُ إلى خَيبَرَ يَعرِضُ عَلى يَهودِ خَيبَرَ نَصرَهُم عَلى أن يَجعَلوا لَهُم مِن تَمرِهِم كَما جَعَلوا لِغَيرِهِم ويَقدَمونَ عَلَيهِم ، فَقالوا لَهُ : فَأَينَ القَومُ ؟ قالَ : تَركتُهُم وقَد تَجَمَّعَ مِنهُم مِائَتا رَجُلٍ ، ورَأسُهُم وَبرُ بنُ عُلَيمٍ . قالوا : فَسِر بِنا حَتّى تَدُلَّنا . قالَ : عَلى أن تُؤَمِّنوني . قالوا : إن دَلَلتَنا عَلَيهِم وعَلى سَرحِهِم ۱ أمَّنّاكَ ، وإلّا فَلا أمانَ لَكَ . قالَ : فَذاكَ .
فَخَرَجَ بِهِم دَليلاً لَهُم حَتّى ساءَ ظَنُّهُم بِهِ ، وأوفى بِهِم عَلى فَدافِدَ ۲ وآكامٍ ۳ ، ثُمَّ أفضى بِهِم إلى سُهولَةٍ فَإِذا نَعَمٌ كَثيرٌ وشاءٌ ، فَقال : هذا نَعَمُهُم وشاؤُهُم . فَأَغاروا عَلَيهِ فَضَمُّوا النَّعَمَ وَالشّاءَ . قالَ : أرسِلوني . قالوا : لا ، حَتّى نَأمَنَ الطَّلَبَ .
ونَذِرَ بِهِمُ الرّاعي رِعاءَ ۴ الغَنَمِ وَالشّاءِ ، فَهَرَبوا إلى جَمعِهِم فَحَذَّروهُم ، فَتَفَرَّقوا وهَرَبوا ، فَقالَ الدَّليلُ : عَلامَ تَحبِسُني ؟ قَد تَفَرَّقَتِ الأَعرابُ وأنذَرَهُمُ الرِّعاءُ . قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : لَم نَبلُغ مُعَسكَرَهُم . فَانتَهى بِهِم إلَيهِ فَلَم يَرَ أحَدا ، فَأَرسَلوه وساقُوا النَّعَمَ وَالشّاءَ ؛ النَّعَمُ خَمسُمِائَةِ بَعيرٍ ، وألفا شاةٍ ۵ .

۲۰۳.المستدرك على الصحيحين عن جابر بن عبد اللّه :لَمّا كانَ يَومُ خَيبَرَ بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَجُلاً فَجَبُنَ ، فَجاءَ مُحَمَّدُ بنُ مَسلَمَةَ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَم أرَ كَاليَومِ قَطُّ ! . . .
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَأَبعَثَنَّ غَدا رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ، ويُحبّانِهِ لا يُوَلِّي الدُّبُرَ ، يَفتَحُ اللّهُ عَلى يَدَيهِ ، فَتَشَرَّفَ لَهَا النّاسُ وعَلِيٌّ رضى الله عنه يَومَئِذٍ أرمَدُ ، فَقالَ لَه

1.السرح : الماشية (النهاية : ج۲ ص۳۵۸).

2.فَدافِد : جمع فَدْفَد ؛ الموضع الذي فيه غِلَظ وارتفاع (النهاية : ج۳ ص۴۲۰) .

3.الأكَمَة: التلّ ، وجمعها : أكَمٌ وإكام وآكام (المعجم الوسيط : ج۱ ص۲۳).

4.الرِّعاءُ : جمع راعي الغنم (النهاية : ج۲ ص۲۳۵) .

5.المغازي : ج۲ ص۵۶۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 103806
صفحه از 664
پرینت  ارسال به