229
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

حاطِبُ بنُ أبي بَلتَعَةَ كِتابا إلى قُرَيشٍ يُخبِرُهُم بِالَّذي أجمَعَ عَلَيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِنَ الأَمرِ فِي السَّيرِ إلَيهِم ، ثُمَّ أعطاهُ امرَأَةً . . . وجَعَلَ لَها جُعلاً عَلى أن تُبَلِّغَهُ قُرَيشا ، فَجَعَلَتهُ في رَأسِها ، ثُمَّ فَتَلَت عَلَيهِ قُرونَها ، ثُمَّ خَرَجَت بِهِ . وأتى رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله الخَبَرُ مِنَ السَّماءِ بِما صَنَعَ حاطِبٌ ، فَبَعَثَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ وَالزُّبَيرَ ابنَ العَوّامِ ، فَقالَ : أدرِكَا امرَأَةً قَد كَتَبَ مَعَها حاطِبٌ بِكتابٍ إلى قُرَيشٍ ، يُحَذِّرُهُم ما قَد أجمَعنا لَهُ في أمرِهِم .
فَخَرَجا حَتّى أدرَكاها بِالحُلَيفَةِ ـ حُلَيفَةَ ابنِ أبي أحمَدَ ـ فَاستَنزَلاها ، فَالتَمَسا في رَحلِها ، فَلَم يَجِدا شَيئا ، فَقالَ لَها عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ : إنّي أحلِفُ ما كَذَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ولا كُذِبنا ، ولَتُخرِجِنَّ إلَيَّ هذَا الكِتابَ أو لَنَكشِفَنَّكِ . فَلَمّا رَأَتِ الجِدَّ مِنهُ قالَت : أعرِض عَنّي . فَأَعرَضَ عَنها ، فَحَلَّت قُرونَ رأسِها ، فَاستَخرَجَتِ الكِتابَ مِنهُ ، فَدَفَعَتهُ إلَيهِ ، فَجاءَ بِهِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۱ .

۲۲۶.صحيح البخاري عن عبيد اللّه بن أبي رافع :سَمَعتُ عَلِيّا رضى الله عنهيَقولُ : بَعَثَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَا وَالزُّبَيرَ وَالمِقدادَ ، فَقالَ : اِنطَلِقوا حَتّى تَأتوا رَوضَةَ خاخٍ ۲ ، فَإِنَّ بِها ظَعينَةً ۳ مَعَها كِتابٌ ، فَخُذوهُ مِنها . فَانطَلَقنا تَعادى بِنا خَيلُنا حَتّى أتَينَا الرَّوضَةَ ، فَإِذا نَحنُ بِالظَّعينَةِ ، قُلنا لَها : أخرِجِي الكِتابَ . قالَت : ما مَعِي كِتابٌ ! فَقُلنا : لَتُخرِجِنَّ الِكتابَ أو لَنُلقِيَنَّ الثِّيابَ . فَأَخرَجَتهُ مِن عِقاصِها ۴ . فَأَتَينا بِهِ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۵ .

1.تاريخ الطبري : ج۳ ص۴۸ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۴۰ وفيه «خليقة» بدل «حليفة» وراجع المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۴۱ ح۵۳۰۹ والكامل في التاريخ : ج۱ ص۶۱۱ .

2.روضة خاخ : موضع بين الحرمين بقرب حمراء الأسد من المدينة (معجم البلدان : ج۲ ص۳۳۵) .

3.الظعينة : المرأة في الهودج (لسان العرب : ج۱۳ ص۲۷۱) .

4.العَقْص : ضرب من الضَّفر ؛ وهو أن يلوى الشعر على الرأس ؛ ولهذا تقول النساء : لها عِقْصة ، وجمعها عِقَص وعِقاص وعقائص ، ويقال : هي التي تتّخذ من شعرها مثل الرمّانة (لسان العرب : ج۷ ص۵۶) .

5.صحيح البخاري : ج۴ ص۱۵۵۷ ح۴۰۲۵ ، صحيح مسلم : ج۴ ص۱۹۴۱ ح۱۶۱ ، مسند ابن حنبل : ج۱ ص۱۷۳ ح۶۰۰ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۵۲۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
228

1 ـ كان حاطب بن أبي بلتعة قد كتب إلى قريش كتابا يخبرهم فيه بعزم النبيّ صلى الله عليه و آله على فتح مكّة ، وأرسله مع إحدى النساء . فاستدعى النبيّ صلى الله عليه و آله عليّا عليه السلام ، وبعثه مع اثنين للقبض على تلك المرأة . ولمّا لقوها وطلبوا منها دفع الكتاب إليهم أنكرت ذلك أشدّ إنكار ، ففتّشوها عدّة مرّات فلم يجدوا عندها شيئا ، ودلّ تفتيشهم على صحّة ما تدّعيه . فقال لها الإمام عليه السلام : واللّه ما كَذَبنا رسولُ اللّه صلوات اللّه عليه . . . واللّه لتُظهرنّ الكتاب أو لأردنّ رأسك إلى رسول اللّه ! فاستسلمت المرأة وأخرجته من ضفيرتها ، ودفعته إليه ۱ .
2 ـ كان سعد بن عبادة يحمل راية الإسلام ، وينادي : اليوم يوم الملحمة . . . .
فنادى رسول اللّه صلى الله عليه و آله نداء الرحمة والرأفة ، وقال : اليوم يوم المرحمة . . . ۲ ، ثمّ دعا عليّا عليه السلام وأمره أن يرفع الراية مكان سعد ۳ .
3 ـ أعطى النبيّ صلى الله عليه و آله الأمان للجميع بعد فتح مكّة إلّا شرذمة من سود الضمائر المعاندين فقد أهدر دمهم ، منهم الحويرث ـ الذي كان يؤذيه كثيرا يوم كان في مكّة ـ وامرأة مغنّية كانت تهجوه صلى الله عليه و آله ، فقتلهما الإمام عليه السلام ۴ .

۲۲۵.تاريخ الطبري عن عروة بن الزبير وغيره :لَمّا أجمَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله المَسيرَ إلى مَكَّةَ كَتَب

1.صحيح البخاري: ج۴ ص۱۵۵۷ ح۴۰۲۵، صحيح مسلم: ج۴ ص۱۹۴۱ ح۱۶۱، مسند ابن حنبل: ج۱ ص۱۷۳ ح۶۰۰ ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۴۱ ح۵۳۰۹ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۳۴ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۴۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۵۲۵ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۶۱۱ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۴۰ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۵۸ .

2.اُسد الغابة : ج۲ ص۴۴۲ الرقم ۲۰۱۲ ، كنز العمّال : ج۱۰ ص۵۱۳ ح۳۰۱۷۳ نقلاً عن ابن عساكر .

3.تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۵۳۲ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۵۶ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۴۹ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۶۱۴ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۱۳۵ ، شرح الأخبار : ج۱ ص۳۰۵ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۸۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۱ ص۲۰۷ و ۲۰۸ .

4.أنساب الأشراف : ج۱ ص۴۵۶ و ۴۵۷ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۱۳۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76494
صفحه از 664
پرینت  ارسال به