23
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

ما كان أعظم شوقه للمنيّة ! فها هو ذا عليّ والسيف الغادر المسموم يرقد على مفرقه ويشقّ رأسه ، يتطلّع إلى الملأ الأعلى ، ويهتف في وصف رحلته ويقول : «كَطالِبٍ وَجَدَ ، وغارِبٍ وَرَدَ» .
القسم الثامن هذا اختصّ بمتابعة ما كان ذكره رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن استشهاد عليٍّ عليه السلام ، وما كان يحكيه عليّ عن شهادته . كما تابع بقيّة مكوّنات المشهد ؛ إذ وقف في البدء مع واقعة الاغتيال يصفها عن قرب ، ثم انتقل مع الإمام المسجّى مع جراحه راصدا جميع ما نطق به من تعاليم ووصايا وحِكَم مذ هوى على رأسه سيف الغدر حتى لحظة استشهاده ، ثمّ انتقل إلى الجانب الآخر متقصّيا ردّ فعل ألدّ أعداء عليّ عليه السلام وما نطق به عندما بلغه خبر شهادة الإمام .
كما لم يهمل واقعة تجهيز أمير المؤمنين عليه السلام ودفنه وإخفاء قبره .
واختُتم هذا القسم بذكر زيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبركات ذلك وما يتّصل بروضته الشريفة .

القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام

تؤلّف تجلّيات شخصيّة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على لسان الرجال وفي كلمات الرموز الكبيرة ، بل وحتى على لسان أعدائه ، أحد أهمّ فصول معرفة أبعاد شخصيّته .
ربّما لا نبالغ إذا قلنا إنّ ما حفَّ شخصيّة عليّ بن أبي طالب ، وما قيل فيه وعنه من كلام وأحكام وتجليل وتكريم وخطب وقصائد ومدائح ، وما أحاط به من ذهول وحيرة وهتاف وصمت ، فاق الجميع بحيث لا يمكن مقارنته بأيّ شخصيّة اُخرى في تاريخ الإسلام .
في هذا القسم يطلّ القارئ على شخصيّة عليّ بن أبي طالب عليه السلام من خلال ما نطق


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
22

وهكذا مضى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وهو يتمنّى الموت مرّات ومرّات !
بيد أنّه لم يهُن ولم تضعف عزيمته لهذه الرزيئة ، ولم يذعن إلى الواقع المرير ، بل مضى قَويّا شامخا مقداما لم يتخلّ عن المقاومة حتى آخر لحظة من عمره .
أجل ، هذا أمير المؤمنين يثبُ كالمنار المضيء آخر أيّام حياته وهو يهيب بالناس العودة إلى صفّين مجدّدا ، وقد استنفر بكلماته المفعمة بالحماس جيشا عظيما إلى هذه المهمّة . فما أن انتهى من خطبته ـ وكانت الأخيرة ـ إلّا وعقد للحسين بن عليّ عليه السلام ولقيس بن سعد وأبي أيّوب الأنصاري لكلّ واحدٍ في عشرة آلاف مقاتل .
لكن وا أسفا ! فقد أودت واقعة استشهاد الإمام عليه السلام واغتياله من قِبل شقيّ «متنسّك» بقواعد هذا البرنامج ، فانهار ما دبّره الإمام لاستئصال فتنة الشام واجتثاثها من الجذور ؛ إذ ما لبثت أن تداعت الجيوش بعد مقتل الإمام وتفرّقت .
لقد توفّر هذا القسم على تفصيل هذه اللمحات التي جاءت هنا مختصرة ، وغاص بالبحث والتحليل مع جذور هذه الوقائع وأجوائها ومساراتها وما كان قد اكتنفها من أسباب وعوامل .

القسم الثامن : استشهاد الإمام عليّ

كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله هو الذي أخبر باستشهاد الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام . أمّا الإمام نفسه فقد كان وجوده ينمّ عن صبغة وتكوين خاص يشدّه إلى السماء أكثر ممّا يجرّه إلى الأرض ويربطه بها . كان دائما يتطلّع صوب الملكوت ، تهفو روحه إلى هناك بانتظار اللحظة التي يعرج بها إلى السماء .
كم كانت عظيمة هذه الرحلة صوب الملكوت وهي تحمل عليّا مضرَّجا بدم الجراح ، ومضمَّخا بالنقيع الأحمر .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99240
صفحه از 664
پرینت  ارسال به