ما كان أعظم شوقه للمنيّة ! فها هو ذا عليّ والسيف الغادر المسموم يرقد على مفرقه ويشقّ رأسه ، يتطلّع إلى الملأ الأعلى ، ويهتف في وصف رحلته ويقول : «كَطالِبٍ وَجَدَ ، وغارِبٍ وَرَدَ» .
القسم الثامن هذا اختصّ بمتابعة ما كان ذكره رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن استشهاد عليٍّ عليه السلام ، وما كان يحكيه عليّ عن شهادته . كما تابع بقيّة مكوّنات المشهد ؛ إذ وقف في البدء مع واقعة الاغتيال يصفها عن قرب ، ثم انتقل مع الإمام المسجّى مع جراحه راصدا جميع ما نطق به من تعاليم ووصايا وحِكَم مذ هوى على رأسه سيف الغدر حتى لحظة استشهاده ، ثمّ انتقل إلى الجانب الآخر متقصّيا ردّ فعل ألدّ أعداء عليّ عليه السلام وما نطق به عندما بلغه خبر شهادة الإمام .
كما لم يهمل واقعة تجهيز أمير المؤمنين عليه السلام ودفنه وإخفاء قبره .
واختُتم هذا القسم بذكر زيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبركات ذلك وما يتّصل بروضته الشريفة .
القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام
تؤلّف تجلّيات شخصيّة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على لسان الرجال وفي كلمات الرموز الكبيرة ، بل وحتى على لسان أعدائه ، أحد أهمّ فصول معرفة أبعاد شخصيّته .
ربّما لا نبالغ إذا قلنا إنّ ما حفَّ شخصيّة عليّ بن أبي طالب ، وما قيل فيه وعنه من كلام وأحكام وتجليل وتكريم وخطب وقصائد ومدائح ، وما أحاط به من ذهول وحيرة وهتاف وصمت ، فاق الجميع بحيث لا يمكن مقارنته بأيّ شخصيّة اُخرى في تاريخ الإسلام .
في هذا القسم يطلّ القارئ على شخصيّة عليّ بن أبي طالب عليه السلام من خلال ما نطق