233
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

الإمام عليه السلام مع نافع بن غيلان فقتله ، فولّى جمع من المشركين مدبرين ، وأسلم آخرون ۱ .
يضاف إلى هذا أنّ الإمام عليه السلام كلّف عند الحصار بكسر الأصنام التي كانت حول الطائف ، وقد أنجز هذه المهمّة بأحسن ما يكون ۲ .
قال الشيخ المفيد رضوان اللّه عليه في حضور الإمام عليه السلام هذه الغزوة : «فَانظُرِ الآنَ إلى مَناقِبِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في هذِهِ الغَزاةِ وتَأَمَّلها وفَكِّر في مَعانيها تَجِدهُ قَد تَوَلّى كُلَّ فَضلٍ كانَ فيها ، وَاختَصَّ مِن ذلِكَ بِما لَم يَشرَكهُ فيهِ أحَدٌ مِنَ الاُمَّةِ» ۳ .
ويتسنّى لنا الآن ـ بناءً على ما ذكرنا وما جاء في الوقائع التاريخيّة ـ أن نسجّل دور الإمام عليه السلام في النقاط الآتية :
1 ـ حمله راية المهاجرين .
2 ـ حضوره المهيب في احتدام القتال وهجوم العدوّ بلا هوادة ، ودفعه الخطر عن النبيّ صلى الله عليه و آله في أحرج اللحظات التي فرّ فيها الكثيرون .
3 ـ قتلُه أبا جرول والذي استتبع انهيار جيش هوازن .
4 ـ قتله أربعين من مقاتلي هوازن .
5 ـ قيادته لكتيبة كانت قد تعبّأت من أجل إزالة الأصنام .
6 ـ مبارزة شهاب ـ من قبيلة خثعم ـ الذي لم يجرأ أحد من المسلمين على

1.الإرشاد : ج۱ ص۱۵۳ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۱۵۲ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۶۴ .

3.الإرشاد : ج۱ ص۱۴۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
232

الإسلامي هناك رُشق بالسهام والحجارة ، فمُني بالهزيمة والانكسار ، وحدث ما حدث ، وفرّ كثير من جيش رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۱ ، حتى قال أبو سفيان مستهزئا : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ۲ .
وفي ساعة العسرة هذه لم يبقَ مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلّا قليل ؛ قرابة عشرة ، فاستماتوا في الدفاع عنه ، وفيهم أمير المؤمنين عليه السلام فكان لا يفتأ يحوم حوله مدافعا ، وهزم من كان يريد قتل النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأجبرهم على الفرار ۳ .
وصاح النبيّ صلى الله عليه و آله بصوتٍ عالٍ في خضمّ تلك الشدائد والنوازل قائلاً : يا أنصار اللّه وأنصار رسوله ، أنا عبد اللّه ورسوله ! ثمّ ساق بغلته نحو العدوّ ومعه عدد من الصحابة ، وأمر عمّه العبّاس أن ينادي المسلمين بصوته الجهوريّ ويدعوهم إلى نصرته . وهكذا انتظم أمر الجيش مرّة اُخرى ۴ .
إنّ ثبات عليّ عليه السلام وقتاله بلا هوادة في هذه المعركة لافتان للنظر أيضا ، فقد قتل أربعين من هوازن ۵ ، وفيهم أبو جرول ؛ وهو أحد شجعانهم ، وكان هلاكه بداية لانهيار جيشهم ۶ .
ولاحق النبيّ صلى الله عليه و آله الفارّين ، وحاصر قلعتهم بالطائف . وفي هذا الحصار اشتبك

1.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۵۱ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۷۴ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۸۵ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۶۲۵ .

2.تاريخ الطبري : ج۳ ص۷۴ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۶۲۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۵۷۶ .

3.تاريخ الطبري : ج۳ ص۷۵ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۵۱ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۸۷ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۱۴۲ .

4.الكافي : ج۸ ص۳۷۶ ح۵۶۶ ، الإرشاد : ج۱ ص۱۴۴ و ص۱۵۰ .

5.الإرشاد : ج۱ ص۱۴۳ و ص۱۵۰ وراجع مسند أبي يعلى : ج۲ ص۳۴۴ ح۱۸۵۸ وتاريخ الطبري : ج۳ ص۷۶ والسيرة النبويّة لابن هشام : ج۴ ص۸۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 103642
صفحه از 664
پرینت  ارسال به