259
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

فَقالَ : السَّلامُ عَلى هَمدانَ ، السَّلامُ عَلى هَمدانَ ! ثُمَّ تَتَابَعَ أهلُ اليَمَنِ عَلَى الإِسلامِ ۱ .

۲۵۳.الطبقات الكبرى :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا إلِى اليَمَنِ ، وعَقَدَ لَهُ لِواءً ، وعَمَّمَهُ بِيَدِهِ ، وقالَ : اِمضِ ولا تَلتَفِت ، فَإِذا نَزَلتَ بِساحَتِهِم فَلا تُقاتِلهُم حَتّى يُقاتِلوكَ . فَخَرَجَ في ثَلاثِمِائَةِ فارِسٍ ، وكانَت أوَّلَ خَيلٍ دَخَلَت إلى تِلكَ البِلادِ ؛ وهِيَ بِلادُ مَذحِجَ . فَفَرَّقَ أصحابَهُ ، فَأَتَوا بِنَهبٍ وغَنائِمَ ونِساءٍ وأطفالٍ ونَعَمٍ وشَاءٍ وغَيرِ ذلِكَ . وجَعَلَ عَلِيٌّ عَلَى الغَنائِمِ بُرَيدَةَ بنَ الحَصيبِ الأَسلَمِيَّ ، فَجَمَعَ إلَيهِ ما أصابوا .
ثُمَّ لَقِيَ جَمَعَهُم فَدَعاهُم إلَى الإِسلامِ ، فَأَبَوا ورَمَوا بِالنَّبلِ وَالحِجارَةِ ، فَصَفَّ أصحابَهُ ودَفَعَ لِواءَهُ إلى مَسعودِ بنِ سِنانٍ السُّلَمِيِّ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيهِم عَلِيٌّ بِأَصحابِهِ فَقَتَلَ مِنهُم عِشرينَ رَجُلاً ، فَتَفَرَّقوا وَانهَزَموا ، فَكَفَّ عَن طَلَبِهِم . ثُمَّ دَعاهُم إلَى الإِسلامِ ، فَأَسرَعوا وأجابوا ، وبايَعَهُ نَفَرٌ مِن رُؤَسائِهِم عَلَى الإِسلامِ وقالوا : نَحنُ عَلى مَن وَراءَنا مِن قَومِنا ، وهذِهِ صَدَقاتُنا فَخُذ مِنها حَقَّ اللّهِ .
وجَمَعَ عَلِيٌّ الغَنائِمَ فَجَزَّأَها عَلى خَمسَةِ أجزاءٍ ، فَكَتَبَ في سَهمٍ مِنها للّهِِ ، وأقرَعَ عَلَيها ، فَخَرَجَ أوَّلَ السِّهامِ سَهمُ الخُمُسِ . وقَسَّمَ عَلِيٌّ عَلى أصحابِهِ بَقِيَّةَ المَغنَمِ ، ثُمَّ قَفَلَ ، فَوافَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله بِمَكَّةَ قَد قَدِمَها لِلحَجِّ سَنَةَ عَشرٍ ۲ .

۲۵۴.الإمام عليّ عليه السلام :بَعَثَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى اليَمَنِ وقالَ لي : يا عَلِيُّ ، لا تُقاتِلَنَّ أحَدا حَتّى تَدعوَهُ ، وَايمُ اللّهِ لَأَن يَهدِيَ اللّهُ عَلى يَدَيكَ رَجُلاً خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ وغَرَبَت ! ولَكَ وَلاؤُهُ يا عَلِيُّ ۳ .

1.تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۳۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۶۹۰ نحوه .

2.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۶۹ وراجع المغازي : ج۳ ص۱۰۷۹ .

3.الكافي : ج۵ ص۲۸ ح۴ عن السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام ، تهذيب الأحكام : ج۶ ص۱۴۱ ح۲۴۰ عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلام .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
258

إلى الإسلام بعد هزيمتهم الثانية ، وجمع غنائم الحرب ، وسار بها وبصدقات نجران فالتحق بالنّبيّ صلى الله عليه و آله في موسم الحجّ ۱ .
ثمّ فوِّض إليه عليه السلام القضاء في اليمن ، ودعا له النبيّ صلى الله عليه و آله بالثّبات في قضائه ۲ . و نقلت كتب التاريخ نماذج من قضائه في اليمن . والآن يمكن أن يثار السؤال الآتي : هل حدثت كلّ هذه الوقائع لعليّ عليه السلام في سفرةٍ واحدةٍ أو في عدّة أسفار ؟ !
ينصّ ابن سعد على سفرتين له عليه السلام ۳ . يضاف إلى هذا أنّ الأخبار المرتبطة باشتباكه مع قبيلة «مذحج» تدلّ على استقلال تلك «السريّة» . وفي النصوص المتعلّقة بذهاب الإمام عليه السلام إلى اليمن ، وكيفيّة تنفيذ هذه المهمّة الكبرى مناقب وفضائل مسجَّلة له عليه السلام تجدها هنا .

۲۵۲.تاريخ الطبري عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خالِدَ بنَ الوَليدِ إلى أهلِ اليَمَنِ ؛ يَدعوهُم إلىَ الإِسلامِ . فَكُنتُ فيمَن سارَ مَعَهُ ، فَأَقامَ عَلَيهِ سِتَّةَ أشهُرٍ لا يُجيبونَهُ إلى شَيءٍ ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ، وأمَرَهُ أن يُقفِلَ خالِدا ومَن مَعَهُ ، فَإِن أرادَ أحَدٌ مِمَّن كانَ مَعَ خالِدِ بنِ الوَليدِ أن يُعَقِّبَ مَعَهُ تَرَكَهُ .
قالَ البَراءُ : فَكُنتُ فيمَن عَقَّبَ مَعَهُ ، فَلَمَّا انتَهَينا إلى أوائِلِ اليَمَنِ بَلَغَ القَومَ الخَبَرُ ، فَجَمَعوا لَهُ ، فَصَلّى بِنا عَلِيٌّ الفَجرَ ، فَلَمّا فَرَغَ صَفَّنا صَفّا واحِدا ، ثُمَّ تَقَدَّمَ بَينَ أيدينا فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيهِم كِتابَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَسلَمَت هَمدانُ كُلُّها في يومٍ واحِدٍ . وكَتَبَ بِذلِكَ إلى رسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا قَرَأَ كِتابَهُ خَرَّ ساجِدا ، ثُمَّ جَلَس

1.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۶۹ .

2.مسند ابن حنبل : ج۱ ص۱۹۰ ح۶۶۶ ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۴۶ ح۴۶۵۸ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۳۳۷ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۶۹۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76627
صفحه از 664
پرینت  ارسال به