فَقالَ : السَّلامُ عَلى هَمدانَ ، السَّلامُ عَلى هَمدانَ ! ثُمَّ تَتَابَعَ أهلُ اليَمَنِ عَلَى الإِسلامِ ۱ .
۲۵۳.الطبقات الكبرى :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا إلِى اليَمَنِ ، وعَقَدَ لَهُ لِواءً ، وعَمَّمَهُ بِيَدِهِ ، وقالَ : اِمضِ ولا تَلتَفِت ، فَإِذا نَزَلتَ بِساحَتِهِم فَلا تُقاتِلهُم حَتّى يُقاتِلوكَ . فَخَرَجَ في ثَلاثِمِائَةِ فارِسٍ ، وكانَت أوَّلَ خَيلٍ دَخَلَت إلى تِلكَ البِلادِ ؛ وهِيَ بِلادُ مَذحِجَ . فَفَرَّقَ أصحابَهُ ، فَأَتَوا بِنَهبٍ وغَنائِمَ ونِساءٍ وأطفالٍ ونَعَمٍ وشَاءٍ وغَيرِ ذلِكَ . وجَعَلَ عَلِيٌّ عَلَى الغَنائِمِ بُرَيدَةَ بنَ الحَصيبِ الأَسلَمِيَّ ، فَجَمَعَ إلَيهِ ما أصابوا .
ثُمَّ لَقِيَ جَمَعَهُم فَدَعاهُم إلَى الإِسلامِ ، فَأَبَوا ورَمَوا بِالنَّبلِ وَالحِجارَةِ ، فَصَفَّ أصحابَهُ ودَفَعَ لِواءَهُ إلى مَسعودِ بنِ سِنانٍ السُّلَمِيِّ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيهِم عَلِيٌّ بِأَصحابِهِ فَقَتَلَ مِنهُم عِشرينَ رَجُلاً ، فَتَفَرَّقوا وَانهَزَموا ، فَكَفَّ عَن طَلَبِهِم . ثُمَّ دَعاهُم إلَى الإِسلامِ ، فَأَسرَعوا وأجابوا ، وبايَعَهُ نَفَرٌ مِن رُؤَسائِهِم عَلَى الإِسلامِ وقالوا : نَحنُ عَلى مَن وَراءَنا مِن قَومِنا ، وهذِهِ صَدَقاتُنا فَخُذ مِنها حَقَّ اللّهِ .
وجَمَعَ عَلِيٌّ الغَنائِمَ فَجَزَّأَها عَلى خَمسَةِ أجزاءٍ ، فَكَتَبَ في سَهمٍ مِنها للّهِِ ، وأقرَعَ عَلَيها ، فَخَرَجَ أوَّلَ السِّهامِ سَهمُ الخُمُسِ . وقَسَّمَ عَلِيٌّ عَلى أصحابِهِ بَقِيَّةَ المَغنَمِ ، ثُمَّ قَفَلَ ، فَوافَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله بِمَكَّةَ قَد قَدِمَها لِلحَجِّ سَنَةَ عَشرٍ ۲ .
۲۵۴.الإمام عليّ عليه السلام :بَعَثَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى اليَمَنِ وقالَ لي : يا عَلِيُّ ، لا تُقاتِلَنَّ أحَدا حَتّى تَدعوَهُ ، وَايمُ اللّهِ لَأَن يَهدِيَ اللّهُ عَلى يَدَيكَ رَجُلاً خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ وغَرَبَت ! ولَكَ وَلاؤُهُ يا عَلِيُّ ۳ .
1.تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۳۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۶۹۰ نحوه .
2.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۶۹ وراجع المغازي : ج۳ ص۱۰۷۹ .
3.الكافي : ج۵ ص۲۸ ح۴ عن السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام ، تهذيب الأحكام : ج۶ ص۱۴۱ ح۲۴۰ عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلام .